كيف تساعد الطفل المصاب بالسكري على التعايش مع المرض؟

كيف تساعد الطفل المصاب بالسكري على التعايش مع المرض؟

 

يسبب تشخيص إصابة الطفل بالسكري من النمط واحد صدمة عند والديه: بالإضافة إلى العواقب الطبية للمرض، تبقى المعاملة المعقّدة التي يتطلبه من خلال العلاج على مدى الحياة مصدر قلق إضافية لديهم. وعلى الوالدين تخطي هذا القلق لمساعدة طفلهم في حياته الجديدة مع مرض السكري.

 

سكري الأطفال: تشخيص متأخر جداً

تزداد الإصابة بمرض السكري من النمط الأول عند الأطفال والمراهقين. يظهر هذا المرض بشكل مفاجىء، ويتأخر تشخيصه حتى أيامنا هذه: في أكثر من 40% من الحالات، يتم إدخال الطفل إلى الطوارئ بسبب الحماض الكيتوني. قد تحدث هذه المضاعفة خلال ساعات فقط وهي خطرة بما أنها قد تؤدي إلى موت المريض. وهي عبارة عن تراكم الأجسام الكيتونية في الدم، وتسبب ارتفاع السكر في الدم بنسبة تتجاوز 2.5 غ/ل. قبل الوصول إلى هذه المرحلة، تظهر علامات عديدة عند الطفل تشير إلى إصابته بمرض السكري ولكن عدداً قليلاً من الأهل يربطون بينها وبين هذا المرض:

يشعر الطفل بالعطش كثيراً (وهذا ما يعرف بالعطاش، وقد تم الاستنتاج لاحقاً أنّ هذا العارض يصيب 97% من العائلات) 

يكثر الطفل من التبول وبكمية كبيرة (وهذا ما يعرف بالإفراط في التبول، ويتم اكتشافه لاحقاً عند حوالي 97% من المرضى)

يعود إلى التبوّل أثناء النوم في حين أنّه قد تخطى هذا الأمر (وهذا ما يعرف بفقدان السيطرة على التبوّل وقد تم استنتاجه من قبل 35% من الأهل)

إذا استمرت ارتفاع السكر في الدم، قد يعاني الطفل من الغثيان وآلام في البطن اتخاذها قد يبدأ بالتقيء. في حال إثبات الحماض الكيتوني، يشعر الطفل بتعب شديد، وقد يفقد وزنه وقد يحدث اختلال في وعيه.

  

سكري الأطفال: إهتمام من قبل فريق متعدد الاختصاصات

أمام حالة تشخيص مثبت، يجب حقن المريض بالأنسولين، تحت الجلد أو عبر الوريد وذلك حسب خطورة العوارض، لتتحسن حالة المريض. بعد ذلك، يجب نقله إلى المستشفى لحوالى أسبوع حيث يهتم به فريق متعدد الاختصاصات. سيفسّر له الفريق سبب المرض ومصدره والفيزيولوجيا المرضية للمرض، كما سيتعرّف المريض على الحركات التقنية، والنظام الغذائي المتوازن، وفي نهاية المطاف سيحضّره الفريق ليعيش حياته الجديدة مع السكري خارج المستشفى. ينبغي على الطفل العودة إلى المستشفى كل ثلاثة أشهر وإجراء فحوصات شاملة مرة في السنة. من الضروري خارج هذه الفترات التي يتم فيها العناية بالطفل في المستشفى، أن تكون العائلة بجانبه ليس فقط لمساعدته في العلاج إنما أيضاً لمساعدته على قبول مرضه، وصعوباته مع المحافظة على دورهم كوالدين."يجب تذكير الوالدين أنّه من مسؤوليتهم متابعة إدارة الحياة الاجتماعية والتعليمية لطفلهم". 

يميل الآباء إلى نسيان هذا الدور بسب اهتمامهم بوضعه الطبي الذي يصبح أسبقية في هذا الوضع. وهذا ما يؤدّي بالطبيب إلى تقديم المشورة:"يجب التوقف عن القول بأنّ الطفل المصاب بالسكري هو طفل مصاب بالسكري. لا يمكن تخفيف المرض أو تقييد الطفل به".

 

أفكار لمكافحة مرض السكري عند الأطفال

لا يرتبط مرض السكري النمط 1 بالاستهلاك المفرط للسكر والحلويات، أو بزيادة الوزن الممكنة. وبحسب قول الدكتور دو كيرناديه، يعود سبب الإصابة إلى وجود الجلوكوز في غير محله في الجسم وليس لكثرة وجوده.

لا ينبغي حرمان الأطفال المصابة بمرض السكري من تناول السكر، إنما يجب إجراء بعض التعديلات في النظام الغذائي الخاص به: يجب عليه أن يتناول النشويات في كل وجبة والحرص على استبدال التحلية بمنتجات الألبان أو الفاكهة. كذلك، لا يجب حرمانه من قطعة الحلوى في عيد الميلاد! وفي هذه المناسبة، يجب أن يكون تناول السكاكر محدوداً إنما ليس ممنوعاً. أما العصير والمشروبات الغازية فليس لها دور في النظام الغذائي للمريض وينبغي إعطاء الأولوية لشرب المياه.

يمكن ممارسة معظم الرياضات.

‪ما رأيك ؟