دراسة من الجامعة الأميركية في بيروت عن ممارسات التغذية غير الملائمة للرضّع

دراسة من الجامعة الأميركية في بيروت عن ممارسات التغذية غير الملائمة للرضّع

خلص باحثون من الجامعة الأميركية في بيروت بعد مراجعة عدة دراسات اقليمية إلى أن ممارسات تغذية الرضّع غير ملائمة في منطقة منظومة مينا (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) مما يستدعي تدخّل قطاع الصحة العامة.

 

توقف النمو والاصابة بالسمنة

 

المعروف إن أنماط التغذية خلال أول سنتين من الحياة تنبئ بما ستكون عليه  الصحة في السنوات اللاحقة. وقد أشارت دراسات من أجزاء أخرى من العالم أن التغذية غير الصحية للأطفال الرضّع قد تؤدّي إلى توقّف نموّهم أوإلى إصابتهم بالسمنة، وهي تُعتبرمن العوامل الأساسية الكامنة وراء الاصابة بالأمراض غير المعدية في وقت لاحق في الحياة

 

وتشمل هذه الأمراض السكري، وأمراض القلب، والسرطان، والأمراض الرئوية المزمنة، وهي السبب الرئيسي للوفاة على المستوى العالمي وخاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط. وعلى سبيل المثال، فإذا أُطعم الطفل طعاماً صلباً قبل أن يبلغ أربعة أشهُر من العمر، تتضاعف احتمالات إصابته بالسمنة ستة أضعاف. ومن جهة أُخرى يُعتبر تحسين الممارسات التغذوية أحد أهم استراتيجيات الوقاية من سوء التغذية ومن أمراض الكبار غير المُعدية. إلا أن المعلومات الأساسية عن تغذية الرضّع ووضعهم الغذائي شحيحة في منطقة منظومة مينا.

 

الرضاعة الطبيعية للحفاظ على صحّة طفلك طوال حياته

 

طريقة تغذية الرضيع

 

ونبّهت لارا نصر الدين، رئيسة دائرة التغذية وعلوم الطعام في كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة "لسوء الحظ، في هذا الجزء من العالم، لا نملك دراسات تُظهر لنا ماذا حصل مع الاطفال الذين تلقوا تغذية غير ملائمة بعد أن كبروا". وأردفت  أن الجامعة تقود دراسة في هذا المجال سترفد الأبحاث المستقبلية بمعلومات هامة.

 

هذا وقد شاركت نصر الدين في دراسة بعنوان "التغذية التكميلية في منطقة منظومة مينا: الممارسات والتحديات". وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة "إلزفييه" الأكاديمية عن التغذية، والاستقلاب وأمراض القلب والشرايين، وساهمت فيها الباحثات الأساتذة مايا النبهاني زيدان، وفرح نجا، ونهلا حولا، عميدة كلية الزراعة والعلوم الغذائية في الجامعة.

 

وقد استنتجت هذه الدراسة من كل الدراسات التي أُجريت في منطقة  منظومة مينا  أن تغذية الرضّع بمزيج من الحليب الطبيعي والحليب المصنّع هي قاسم مشترك  بين جميع دول المنطقة وتبدأ باكراً وحتى في الشهر الأول من عمر الرضيع. وتطال التغذية التكميلية السابقة لأوانها  ما يناهز 80 بالمئة من الأطفال في العديد من الدول في المنطقة.

 

 وتوصي منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال وصندوق الأمم المتحدة للطفولة ببدء التغذية التكميلية بعد أن يبلغ الطفل شهره السادس. وتقول نصر الدين إن المفاهيم الاجتماعية الخاطئة حول عدم كفاية الرضاعة الطبيعية، وعدم وجود الدعم للأمهات المرضعات، والتحديات التي تواجهها الأمهات العاملات، تساهم  في بدء التغذية التكميلية للرضّع قبل أوانها في منطقة منظومة مينا.  وقد اعتمد باحثو الأميركية على هذه الدراسة لإطلاق دراسات متعددة حول هذا الموضوع.

 

‪ما رأيك ؟