بين الأهل والمراهق... الإحترام المتبادل واجب

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

يعيش المراهقون فترات يشعرون خلالها أن أهلهم ظالمين، لا يتفهمونهم، وتكون ردات فعلهم تجاه والديهم قاسية لا بل وقحة أحياناً، وخالية من الإحترام. فما هي أسباب قلة احترام المراهق لوالديه، إلى ماذا تشير، وكيف يجب التعامل معها؟

 

أسباب التصرفات الوقحة عند المراهقين

 

حاول المراهق في هذه المرحلة بناء حياته على طريقته الخاصة، فيسعى إلى الإستقلالية والإنفصال عن والديه والتخلص من التبعية لهما. ولكنه ما زال يتخبّط بين مرحلتيّ الطفولة والشباب، بين الخضوع للسلطة والشعور بالاستقلالية، يحاول الإنسلاخ عن بيئة العائلة عبر التمرّد على قوانينها، وذلك بهدف التعبير عن فرادة شخصيته، وإثبات وجوده، الإعتماد على نفسه وعدم الحاجة إلى مساعدة وسلطة والديه.

 

هذه المشاعر والأفكار الثوروية تجعل من ردّات فعل المراهق عنيفة في بعض الأحيان، لأنه يعتبر أن كل أنواع التدخل من أهله في حياته أصبح بالنسبة إليه نوعاً من الإهانة والتسلط. فكيف يجب التعامل معه؟

 

دور الأهل

 

في الكثير من الأحيان، تكون الطريقة غير الواضحة التي يتعامل بها الأهل مع أولادهم سبباً في زيادة وقاحتهم. فالأهل أيضاً هم في حيرة، هل أصبح ودهم شاباً أو أنه ما زال طفلاً، هل يمكنهم أن يمنحوه حرية التصرف أو ما زال يجب عليهم أن يتمسكوا به..؟ فينتج عن ذلك تشوّشاً في التعامل بين الطرفين، فهم تارة يعاملونه كطفل، وطوراً يطلبون منه التصرّف كراشد.

 

كيف نتعامل مع اضطرابات المراهقة هذه؟

 

الحوار ثم الحوار: إن محاورة المراهق بهدوء بعيداً عن كل ما يوتّر العلاقة هي المفتاح الرئيسي لبناء علاقة جيدة معه. الإستماع إلى مخاوفه وظنونه ومشاكله، ومحاولة مناقشة الأمور معه، كلها عوامل تؤدي إلى فتح أبواب الصداقة مع الإبن أو الإبنة في عمر المراهقة.

 

المراقبة عن بعد: يجب على الأهل التيقّظ إلى نوع الأصدقاء الذين يلتقي بهم ولدهم كل يوم، وأن يتقرّبوا منهم ويفهموا شخصياتهم، للتأكد مع عدم وجود خطر على أولادهم منهم.

 

ردات الفعل الهادئة: على الأهل أن يمتصّوا غضب أبنائهم المراهقين، وأن يعالجوا نوبات الغضب بهدوء تام وحكمة، لأن الغضب في المقابل يزيد من هذه النوبات ويجعلها أكثر قساوة.

 

الأنظمة الواضحة: تسهّل حياة الأهل مع أبنائهم المراهقين، على أن تكون هذه الأنظمة العائلية قابلة للتحقيق ولا تُشعِر المراهق بأنه مكبوت ومخنوق.

 

الثبات والتوازن: في شخصية الأهل يساعدهم على التعامل الصحيح مع انفعالات أبنائهم المراهقين وعلى بناء علاقات جيدة معهم.

 

مثال صالح: إذا أراد الأهل من ابنهم المراهق أن يحترمهم، عليهم أن يكونوا مثالاً صالحاً أمامه، أن يكون بينهما احترام متبادل وأن يظهروا أيضاً كامل الإحترام لأهلهم، لأولادهم وللمحيطين بهم.

 

المزيد عن مرحلة المراهقة في ما يلي:

 

كيف يمكن التعامل مع مشاكل المراهقة المبكرة؟

للتحاور مع المراهق العنيد... قواعد أساسية لا تخلّوا بها!

3 خصائص من المهم ان يعرفها كل والدين عن فترة المراهقة