كيف يؤثر الاعتداء الجنسي على المراهق؟

الأحد، 01 يوليه 2018

إن الإعتداء الجنسي هو جريمة متكاملة بكل ما للكلمة من معنى، ولها تأثيرات آنية وبعيدة المدى على حياة الأشخاص، وخاصة إذا كانت الضحية طفل أو شاب أو صبية في عمر المراهقة. فما هي تداعيات هذا الاعتداء على المراهقين؟ وكيف يمكن اكتشافها وعلاجها؟

 

الإعتداء الجنسي على المراهق

 

هو إجبار الطفل أو المراهق، صبي كان أو فتاة، على القيام بأي نوع من الأعمال التي تدخل ضمن إطار الممارسة الجنسية من دون موافقته، وهو يحصل غالباً بالقوة والإجبار، وترافقه أعمال التعنيف والإيذاء الجسدي والنفسي. إضافة إلى ذلك، هناك أنواع أخرى من الإعتداءات الجنسية، منها الإعتداء اللفظي، أو إجبار المراهق أو المراهقة على رؤية أو لمس الأعضاء التناسلية لشخص آخر، أو قيام المعتدي بإجبار المراهق على إظهار أعضائه التناسلية حتى لو لم يتم الإغتصاب أو العمل الجنسي المتكامل.

 

التأثيرات والنتائج

 

تأثيرات هذه الجريمة تختلف بين مراهق وآخر بحسب الظروف الخاصة لكل فرد، تربيته ومدى القساوة التي يتعرّض لها خلال الفعل الجنسي.

 

في بعض الحالات يلوم المراهق نفسه بعد تعرضه للاعتداء الجنسي ويعتبر أنه لم يكن بالقوة الكافية ليدافع عن نفسه، وفي أغلب الأوقات لا يستطيع الإفصاح عما حصل معه لأن المعتدي من الممكن أن يكون من الأشخاص المقرّبين أو أحد أفراد العائلة ويهدده بالإنكار والإتهام العكسي إذا تكلم عمّا حصل، أو في بعض الأحوال يكون الشخص المغتصِب يمتلك سلطة معينة بالنسبة إلى المراهق أو شخص قوي بإمكانه تهديده بالإيذاء إذا تكلم.

 

هذه الإعتداءات إذا حصلت، حتى وإن تمتّع المراهق أو المراهقة بالجرأة الكافية للإعلان عما يتعرّض له، وحتى ولو نال المعتدي جزاء فعلته، إلا أن الضحية سيعاني من تداعيات الجريمة طوال عمره، وسوف يكون من الصعب عليه أن يثق بأي شخص في المستقبل.

 

من ناحية الحياة الجنسية، ممكن أن ينحرف المراهق نتيجة هذه التعديات الجنسية، وفي الكثير من الأحيان تصبح لديه ميول مثلية إذا كان الشخص المعتدي من نفس جنسه، أو من الممكن لأن يرفض المراهق أي نوع من الممارسات الجنسية في المستقبل أو أن تكون لديه صعوبات حقيقية ضمن هذا الإطار، تهدد حياته الزوجية. وفي بعض الأحيان يصل اليأس بالمراهق أو المراهقة إلى حد الإنتحار وإنهاء الحياة.

 

وفي بعض الحالات يمكن أن يقوم هذا المراهق بالانتقام من خلال الإعتداء على المراهقين أو الأطفال عندما تكون الفرصة سانحة له.

 

العلاجات

 

العلاج النفسي ضروري في هذه الحالة والمتابعة على المدى الطويل، إضافة إلى الإحاطة العائلية السوية والتي هي الخطوة الأهم. فالأهل يمكنهم تدمير إبنهم الضحية باتهامه بأنه مساهم في الجريمة لأنه مثلاً لم يدافع عن نفسه، أو بجعله يشعر أنه مرفوض في العائلة والمجتمع بسبب ما حصل، أو أن الوقوف إلى جانبه ومساعدته لاستعادة الثقة بنفسه وبالمجتمع، وتقويته لمقاومة أي خطر يحدق به.

 

إقرئي المزيد حول المشاكل النفسية للمراهقين:

 

لهذه الأسباب يتعمّد بعض المراهقين إيذاء أنفسهم

كيف تتعاملين مع المراهق الذي يعاني من الوسواس القهري؟

6 أسباب تسبب التوتّر للمراهقين... فاعملوا على معالجتها