ما الذي يؤدي الى العلاقة المضطربة بين الاخوة؟

الخميس، 26 يوليه 2018

الأشقاء والشقيقات هم أصدقاء مدى الحياة. فلا شك أن وجود شقيق أو أكثر في حياة المراهق في الغالب يحميه من الشعور بالوحدة، كما ويشكل في الحالة الطبيعية سنداً وصديقاً حميماً. ولكن، هل تكون العلاقات الأخوية دائماً سليمة وخالية من التعقيدات والمشاكل؟ وإلى أي مدى ممكن أن تصل الإضطرابات في هذا النوع من العلاقات؟

 

إضطرابات العلاقت الأخوية

 

المعروف أن العلاقات اليومية بين الإخوة لا تخلو من الخلافات الصغيرة أو المشاكسات والاختلافات في وجهات النظر، وذلك بسبب الإختلافات في الشخصية وفي ظروف الحياة الشخصية لكل من الأشقاء والشقيقات، وغالباً ما يكون ذلك ضمن المعقول. ولكن، في بعض الحالات تصل درجة الإضطرابات في هذه العلاقات إلى حد غير مقبول وتكون على الشكل التالي:

 

التنافس بين الأشقاء: وخاصة إذا كان الإثنان من نفس الجنس وفي المرحلة العمرية نفسها، وبشكل خاص في المراهقة. وتعلو وتيرة المنافسة إذا كان الوالدان يقارنان بين الشقيقين أو الشقيقتين ويفضلان أحدهما عن الآخر بسبب سلوكياته أو نتائجه المدرسية أو طريقة كلامه وعلاقاته الإجتماعية.

 

لا شك أن المنافسة على النجاح والإنجازات في مختلف المجالات هي أمر صحّي، ولكنها من الممكن أن تخرج عن هذا الإطار في بعض الأحيان وتصل إلى مرحلة الكراهية والحقد بين الأشقاء.

 

التعديات الجسدية والمعنوية: في بعض العائلات، وبسبب التقاليد العائلية أو المناطقية السائدة، من الممكن أن يُسمَح للشاب مثلاً أن يعاقب شقيقته أو أن "يربّيها" وأن يحاسبها على تصرفاتها، ومن الممكن أن يعطيه ذلك حق تعنيفها جسدياً ولفظياً، مما يجعل العلاقة بينه وبينها سلطوية، فتشعر الفتاة أنها مظلومة ومغلوب على أمرها، بدل أن تكون لديها علاقات طبيعية مع شقيقها. وذلك أيضاً ينطبق على بعض الحالات حيث يكون الأخ الأكبر يتمتع بسلطة على أشقائه وشقيقاته في مرحلة المراهقة، وذلك يخلق نفوراً ورعباً وفي بعض الأحيان ثورة في نفوس المراهقين ضد السلطة الأخوية مما يزيد من اضطراباتهم ومن تداعيات أزمة المراهقة لديهم.

 

إضافة إلى ذلك، يتم الكشف في بعض الأحيان عن وقائع تعرّض بعض الأطفال والمراهقين إلى التعديات والانتهاكات الجنسية من قبل الأشقاء، وفي الكثير من الأحيان لا يجرؤ هؤلاء على الكشف عما يتعرضون له، وتتطوّر هذه التعديات الجسدية اللفظية والجنسية، والتعديات على الحرية الشخصية إلى عقد ترافق المراهقين طوال عمرهم وتكون لها تأثيرات سلبية على مسيرتهم الحياتية.

 

دور الأهل

 

من الممكن أن يلعب الأهل دوراً إيجابياً في رسم خطوط العلاقات الأخوية بين أولادهم، فينشؤونهم على الثقة والمحبة المتبادلتين، كما وينمّون لديهم الروابط الأسرية ويعلمونهم كيفية حل النزاعات بينهم بسلام، ويشجعونهم على التنافس للوصول إلى الأحسن بطريقة صحية، ويعلمونهم كيفية التعاون لمواجهة مصاعب الحياة يداً بيد.

 

إقرئي المزيد حول العلاقات الأخوية في ما يلي:

 

تفادي التنافس بين الإخوة مع هذه الخطوات البسيطة!

كيف يجب التعامل مع فارق السنّ بين الإخوة؟

للاخوة تأثيرٌ كبير على صحّة الطفل النفسيّة