تصلب الشرايين

الأربعاء، 22 يناير 2014

ماذا يعني التصلب العصيدي وتصلب الشرايين؟

مع التقدم في السن تخسر الأنسجة التي تتألف منها الشرايين مرونتها وتصبح أكثر صلابة، ويطلق اسم تصلب الشرايين على العملية الطبيعية لتقدم الشرايين في السن. غالبًا ما يترافق تصلب الشرايين مع ترسبات شحمية (كوليستيرول) على جدار الشرايين الداخلي، وتعرف هذه اللويحات البيضاء باسم العصيدة. يعاني الشخص تصلبًا عصيديًا عندما يترافق تصلب الشرايين مع لويحات من العصيدة، وهذا هو النوع الأكثر شيوعًا للمرض. يجمع التصلب العصيدي بين زيادة سماكة جدار الشرايين الكبيرة (الأبهر البطني والشرايين التاجية والشرايين المخية وشرايين الساقين) وانسدادها بسبب لويحات العصيدة. يصنف الكوليستيرول بين الدهون التي تنتقل في الدم، وتؤدي كثرته إلى تشكّل لويحات العصيدة. يشبه ذلك تشكّل الكلس الذي يسد مجاري الصنبور، وتصبح هذه الترسبات أكثر صلابة مع مرور السنوات. 
 

الأسباب وعوامل الخطر

قد يحفز عدد من العوامل ظهور التصلب العصيدي أو تفاقمه:

• العادات اليومية: التدخين والسمنة والتوتر والخمول وأدوية منع الحمل والكحول.

• العوامل الجينية: التاريخ العائلي للحوادث القلبية الوعائية والأفراد الرجال والإياس.

• الأمراض الأيضية: ارتفاع نسبة الكوليستيرول والسكري والنقرس.

• فرط ضغط الدم.
 

التدخين

يشكل التدخين أحد عوامل الخطر الكبيرة في حال تخطي 10 سيجارات يوميًا، فالتسمم بالتبغ يزيد حتى 3 مرات من خطر احتشاء عضل القلب. أما في حال تخطي 20 سيجارة يوميًا، فيزداد 5 مرات خطر احتشاء عضل القلب، ويزداد 6 مرات خطر الموت الفجائي. يسمح الإقلاع عن التدخين بتخفيض الوفيات الناتجة من أسباب وعائية حتى 50%. يسهل النيكوتين تضيّق الشرايين الفجائي (التشنجات)، ويحد الدخان من وصول الأوكسيجين إلى الأنسجة ويحافظ على نسبة مفرطة من ثاني أكسيد الكربون في الدم.
 

التوتر

قد يؤدي التوتر المتكرر إلى فرط ضغط الدم وإلى تشنج الشرايين المتكرر الذي ينهك النظام الشرياني ويساهم في الإصابة بالتصلب العصيدي.
 

الخمول

تنخفض قدرة الشرايين على المقاومة بسبب قلة النشاط الجسدي، فالتمارين تزيد من نسبة "الكوليستيرول المفيد"، ويبدو أن المشي والسباحة والركض هي الرياضات الأكثر فاعلية لتفادي نشوء التصلب العصيدي أو لتأخير تطوره.
 

أدوية منع الحمل/ الإياس

تعتبر أدوية منع الحمل وكذلك الإياس (بخاصة الإياس المبكر) من عوامل خطر التصلب العصيدي. مع ذلك، يمكن وصف دواء منع الحمل ما لم تتعدى نسبة كوليستيرول الدم الإجمالية 3 غ/ ل (7,7 ميليمول/ل) عند غياب عوامل الخطر المرتبطة بالتصلب العصيدي (بما في ذلك التبغ)، ومع اتباع نظام غذائي فقير بالدهون المشبعة.
 

السمنة

في حال لم تؤثر زيادة الوزن بشكل مباشر على ظهور التصلب العصيدي، غالبًا ما يرتبط بالسكري و/ أو بزيادة نسبة الكوليستيرول الذين يشكلان هما أيضًا عاملي خطر.
 

فرط كوليستيرول الدم

تقوم علاقة مباشرة بين النظام الغذائي الغني بالدهون الحيوانية والتصلب العصيدي. يرتبط نشوء لويحات العصيدة على جدار الشرايين بزيادة الشحوم في الدم وبخاصة الكوليستيرول.
 

النقرس (فرك يوريك الدم)

يشيع جدًا التصلب العصيدي لدى مرضى النقرس، ويبدو أن نمط الحياة هو السبب في ذلك، إذ إن النقرس وفرط كوليستيرول الدم هما نتيجة عادات غذائية سيئة.
 

العوامل الجينية

يصعب أحيانًا التفريق بين دور الوراثة الفعلية ودور العادات المرتبطة بنمط الحياة، غير أننا نعلم أن الإرث الجيني يساهم في استعداد الشخص للإصابة بالتصلب العصيدي.
 

علامات المرض

يتسع الضرر بشكل تدريجي وتظهر الاضطرابات بين 40 و50 عامًا أو أكثر، عندما يبلغ انسداد الشريان مرحلة خطيرة (70 إلى 80%) وتبدأ خلايا الأعضاء (القلب والدماغ والكلى والعضلات...) بمعاناة نقص في الأوكسيجين. تعتمد الأعراض التي تظهر لدى مريض التصلب العصيدي اعتمادًا كاملاً على الشرايين المصابة: - الشرايين التاجية: الذبحة القلبية واحتشاء عضل القلب. - الشرايين المخية: الحوادث الوعائية الدماغية من خلال انسداد شريان أو أكثر من الشرايين التي تغذي الدماغ.
 

الاستشارة

الخطوات الثلاثة الأساسية عند فحص المصاب بالتصلب العصيدي:

• الاستجواب الذي يقدر مجموع عوامل الخطر التي يظهرها المريض.

• قياس ضغط الدم أثناء الجلوس بعد 10 إلى 15 دقيقة من الاستراحة.

• جس النبض المحيطي على مستوى العنق والأربية (الشريان الفخذي) والرجلين.

يمكن إكمال الفحص الأساسي هذا بتسمع المسارات الشريانية السطحية بهدف البحث عن نفخة تكون دليلاً على تضيق شرياني.
 

الفحوصات والتحاليل المتممة

التوازن الحيوي (سحب الدم): إجمالي الكوليستيرول: النسبة الطبيعية:

• قبل سن الثلاثين: 1,55 إلى 2,0 غ/ل (4 إلى 5,2 ميليمول/ل)

• بعد سن الثلاثين: 2 إلى 2,5 غ/ل (5,2 إلى 6,4 ميليمول/ل)

كوليستيرول البروتين الشحمي مرتفع الكثافة: النسبة الطبيعية:

• لدى الرجال: 0,4 إلى 0,65 غ/ل (1,0 إلى 1,65 ميليمول/ل)

• لدى النساء: 0,5 إلى 0,8 غ/ل (1,3 إلى 2 ميليمول/ ل)
 

التريغليسريد النسبة الطبيعية:

• لدى الرجال: 0,5 إلى 1,5 غ/ل (0,6 إلى 1,7 ميليمول/ل)

• لدى النساء: 0,4 إلى 1,3 غ/ل (0,45 إلى 1,5 ميليمول/ ل)
 

سكر الدم النسبة الطبيعية:

• قبل تناول الطعام: 0,70 إلى 1غ/ل (3,9 إلى 5,6 ميليمول/ل)

• بعد ساعتين من وجبة الطعام: > 1,20 (> 6,7 ميليمول/ ل)

 

الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي النسب الطبيعية:

• الهيموغلوبين A1a + الهيموغلوبين A1b: 6 إلى 8%

• الهيموغلوبين A1c: 4 إلى 6%
 

حمض اليوريك: النسبة الطبيعية:

• لدى الرجال: 30 إلى 70 مغ/ل (180 إلى 420 ميليمول/ل)

• لدى النساء: 20 إلى 60 مغ/ل (60 إلى 210 ميليمول/ ل)

يمكن طلب التوازن الحيوي وفق نتائج الفحص السريري والحيوي.
 

الفحوصات والتحاليل المتممة

• تخطيط كهربية القلب أثناء الراحة (وأحيانًا أثناء القيام بجهد)

• تخطيط الصدى بموجات دوبلر للأوعية الرئيسية (السباتي والأبهري والأعضاء السفلية)

• تصوير سباتي أو تاجي أو كلوي

تطور المرض

قد يصبح التصلب العصيدي أكثر تعقيدًا عندما يُسدّ الشريان بالكامل ويسبب احتشاء في المنطقة التي يزودها الشريان المعني بالدم.
 

العلاج

يجب في البداية محاربة عوامل الخطر. يكمن العلاج الأساسي في النظام الغذائي، ففي حال كان المريض يعاني سمنة أو زيادة في الوزن، يجب أن يتبع نظامًا غذائيًا فقيرًا بالسعرات الحرارية وبالشحوم والكربوهيدرات والكحول. أما في حال لم يعان المريض سمنة فيكفي أن يكون نظامه الغذائي فقير بالدهون الحيوانية المشبعة والكربوهيدرات سريعة المفعول.
 

النظام الغذائي لمحاربة الكوليستيرول

نستهلك من خلال الأطعمة التي نتناولها في أيامنا هذه ما معدله 600 مغ تقريبًا من الكوليستيرول يوميًا في حين يجب عدم تجاوز 300 مغ.
 

يجب على المريض:

• استهلاك الدهون النباتية متعددة اللاتشبع وأحادية اللاتشبع التي يفضلها (دوار الشمس والذرة والصويا واللفت والجوز والزيتون وبرز العنب).

• الابتعاد عن الدهون الحيوانية والدهون المشبعة (الحليب كامل الدسم والزبدة واللحوم الدهنية ومنتجات لحوم الخنزير إلخ.)

• الابتعاد عن المأكولات الغنية بالكوليستيرول: صفار البيض ولحوم أحشاء الحيوانات (النخاع والكلى والكبد) والجوز واللوز والقشدة الطازجة والكركند والقشريات وبيض السمك منها الكافيار.

• التوجه نحو السمك ولحم العجل والدواجن والحصان بدلاً من اللحوم الدهنية، واستهلاك كمية صغيرة جدًا من الكحول.

يساعد استهلاك النبيذ بشكل معتدل على حماية الشرايين، لكن احذروا فالمبالغة في شرب الكحول يساهم في فرط ضغط الدم وقد يؤدي إلى الاعتياد على الكحول والإدمان عليها. يعتبر الثوم مسيلاً للدم من خلال مكوناته التي تحد من تكدس الصفيحات.
 

العلاج

يتم وصف أدوية تخفف شحميات الدم عندما لا تكفي الحمية الغذائية لتخفيض نسبة الكوليستيرول في الدم إلى المعدل الطبيعي. عندما تكون نسبة التريغليسريد وحدها مرتفعة، ولم يكف الامتناع عن المشروبات الكحولية والحمية الغذائية لتخفيضها، نلجأ إلى الفايبرات وزيوت السمك الغنية بالأحماض الدهنية متعددة اللاتشبع أوميغا 3.
 

يقوم الجزء الباقي من العلاج على محاربة:

• فرط ضغط الدم (حمية غذائية مع أو من دون أدوية خافضة لضغط الدم).

• التدخين (يؤدي التوقف عن التدخين إلى زوال الخطر الوعائي الإضافي في خلال 5 سنوات).