سرطان عنق الرحم

الأربعاء، 22 يناير 2014

تشخيص إصابات عنق الرحم قبل ظهور السرطان 

يكسو عنق الرحم غشاء مخاطي وردي اللون وأملس. وقد يُصاب هذا الغشاء بالتقرّح ما يستدعي تشخيصه وعلاجه لأنه قد يتحول إلى سرطان. 

 

 العوامل المهيئة 

 يوجد العديد من العوامل المهيئة، وأشهرها حالات الحمل المتعددة، العلاقات الجنسية في وقت مبكر، تعدد الشركاء في العلاقة الحميمة والتدخين. 

يتطور سرطان عنق الرحم من خلال فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). ويمكن لأنواع معينة من هذا الفيروس أن تتسبب بهذا السرطان. وإذا ما التقط الكثير من النساء الشابات هذا الفيروس، ستتخلص أغلبهنّ منه بطريقة طبيعية. ولكن لدى بعض النساء، قد يتسبب هذا الفيروس بتقرّح الغشاء المخاطي على عنق الرحم ما يؤدي في النهاية إلى ظهور مرض السرطان. 

 

تطور سرطان عنق الرحم بدهاء 

لا يظهر سرطان عنق الرحم في بدء حدوثه ولكن تبدو أعراضه من خلال الثر الأبيض ( الإفرازات المهبلية  الكثيفة) وعسر الجماع (الألم في خلال العلاقة الزوجية)، والنزف المهبلي غير الطبيعي مثل النزف ما بين الدورات الشهرية

المنتظمة والنزف بعد العلاقة الزوجية. 

وأغلب الأحيان يمكن اكتشاف سرطان عنق الرحم من خلال إجراء فحص الزجاجة. 

 

 فحص الزجاجة 

 ينبغي إجراء فحص الزجاجة بشكل دوري كل ثلاث سنوات من سن الـ 25 وحتى سن الـ 65. يجب إجراء أول فحصي زجاجة في خلال سنة واحدة، ومن ثم كل ثلاث سنوات إذا كانت نتيجة أول فحصين طبيعية. هذا ما يوصى به بشكل عام، ولكن يفضل العديد من الأطباء والأطباء المتخصصون في الطب النسائي إجراء فحص الزجاجة مرة واحدة كل سنة، لتجنب أي خطر لتطور السرطان.

وحتى لو بدا عنق الرحم سليماً، يقوم الطبيب بإجراء فحص الزجاجة. وهو فحص بسيط للغاية: يقوم على سحب عينة من خلايا عنق الرحم لتحليلها. 

في حال وجود تقرّح، قد يقوم الطبيب بتلوين العينة قبل سحبها لتحديد حدودها بشكل أفضل. ومن توضع على شريحة أو في قارورة وترسل إلى المختبر لفحص الخلايا فيها.  

 

هل يجب إجراء خزعة في حال جاءت نتيجة فحص الزجاجة غير طبيعية؟ 

عندما تكون خلايا عنق الرحم غير طبيعية، من الضروري استئصال خزعة من المنطقة المتقرحة المشكوك بأمرها: أي أخذ عينة صغيرة من الأنسجة.  

يمكن تحديد نوع الخلايا المصابة من خلال الخزعة. كما يمكن من خلالها كشف عمق الورم في الغشاء المخاطي:  توجد تحت خلايا الغشاء المخاطي طبقة رقيقة تسمى الغشاء القاعدي:  إذا لم تتجاوز الخلايا السرطانية الغشاء القاعدي، ذلك يعني أن الورم ما زال سطحياً، أي موضعياً ويسمى " cancer in situ". ولكن في حال اخترق السرطان الغشاء القاعدي،  يكون نوع السرطان منتشراً أو "invasif" وهنا يختلف العلاج. 

 

تصنيف مراحل الورم 

عندما يتم تشخيص السرطان، وبغض النظر عن حجم الورم، يجب تقييم إمكانية انتشار هذا الورم وتأثيره على وظيفة الأعضاء المجاورة: الرحم والمثانة والمهبل والحالبين والكلى والمستقيم، حتى الغدد الليمفاوية ؛ أو البحث عن النقائل السرطانية البعيدة التي قد تحدث بعد الإصابة بهذا النوع من السرطان.

 

العلاج 

يختلف العلاج حسب تقييم الورم السرطاني. فإذا كان السرطان موضعياً، قد يكفي العلاج بالتبريد أو بالليزر. ولكن في حال كان الورم أكبر يجب الخضوع إلى علاج أقوى وإجراء استئصال مخروطي لاستئصال الجزء المصاب كلّه. وفي أحيان أخرى يصبح من الضروري استئصال عنق الرحم. 

لدى المرأة الشابة، يمكن إيلاء اهتمام خاص للإشراف على إمكانية الحمل. 

ومن عمر معيّن، إذا لم تكن المريضة ترغب بإنجاب المزيد من الأطفال، يتمّ الاستئصال الكلي للرحم مع العنق وذلك بعد موافقتها. 

أما إذا كانت المريضة في عمر اليأس، قد يقترح إجراء استئصال للرحم والمبيضين. 

وفي بعض الحالات من المفيد اللجوء إلى العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، إما قبل الخضوع إلى الجراحة وذلك لتخفيض حجم الورم وبالتالي تسهيل العملية، وإما بعد الخضوع للجراحة.  

 

الوقاية 

يتطور سرطان عنق الرحم بسبب فيروس، لذا لا بدّ من الوقاية من الأمراض المنتقلة جنسياً من خلال استعمال الواقي الذكري في خلال العلاقة الحميمة لأنه يحد من خطورة ظهور السرطان. 

يوجد لقاح أيضاً يتمّ أخذه على ثلاث دفعات. يحمي هذا اللقاح من عدوى بعض فيروسات الورم الحليمي البشري. ومن المستحسن تلقيح الفتاة قبل الزواج والقيام بالعلاقة الجنسية للمرة الأولى(أو في خلال السنة التي تتبع الزواج أو الحياة الجنسية). ويتم تطبيق هذا العلاج الوقائي على الشابات بين عمر الـ 14 حتى الـ 23 عاماً. 

يقلل هذا اللقاح إلى حد كبير (ولكن بشكل غير كامل) خطر الاصابة بسرطان عنق الرحم . ولا غنى أيضاً عن الخضوع لفحص الزجاجة من أجل كشف سرطان عنق الرحم، الذي يظهر خصوصاً لدى النساء اللواتي لم يتلقيّن تلقيحاً. ويمكن لهذا الفحص أن يكشف عن التقرحات الممكنة و "المشبوهة" أو عن السرطانات الصغيرة عديمة الأعراض: فإذا تمّ اكتشاف هذه السرطانات في وقت مبكر من ظهورها سيسهل علاجها من دون اللجوء إلى عملية جراحية ويتم الشفاء منها في معظم الأحيان. 

 

 هل تعلمين؟ 

 يوجد عنق الرحم في المهبل أي أنه على اتصال مع الخارج، ويتعرّض بالتالي لأخطار مختلفة وخاصة خطر فيروسات الأمراض المنقولة جنسياً المسؤولة عن جزء من سرطان عنق الرحم.

إذا تعدّدت علاقات المرأة الجنسية، من الضروري استعمال الواقي للحماية في خلال هذه العلاقات. 

وعلى جميع النساء ومن دون استثناء إجراء فحص الزجاجة بشكل دوري للتمكن من اكتشاف التقرّحات "المشبوهة" أو السرطانات في بداية مراحل تطورها ، للتمكن بالتالي من العلاج بسهولة وقبل فوات الأوان.