لا شفاء من حمى البحر المتوسّط

الأربعاء، 11 مارس 2015

يعتبر مرض حمى البحر الأبيض المتوسط من الأمراض الوراثيّة الشائعة خصوصاً في المناطق المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، ويتميّز في أنه يأتي على شكل نوبات تدوم لفترة تراوح بين بضع ساعات وصولا إلى ٧٢ ساعة، وما إن تزول النوبة حتى يعود المريض إلى وضعه الطبيعي وتزول عنه كل الأعراض. فما هي أسباب هذا المرض؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يتمّ علاجه؟.

 

الأسباب

 

تعود الإصابة بالمرض إلى طفرة وراثية تنتقل من الأهل إلى أولادهم عن طريق جين وراثي اسمه MEFV، وتوجد العديد من الطفرات على هذا الجين ويبلغ عددها ٤٥ طفرة، منها ما هو شديد ومنها ما هو خفيف ومنها ما يسبب مضاعفات حادّة. وتجدر الإشارة إلى أن أعراض المرض لا تظهر على الطفل إلا إذا ورث هذا الجين من الأم والأب معاً، أما إذا ورثه من الأب فقط أو الأم فإنه يكون فقط حاملا للمرض وليس مصاباً به.

 

وتحدث المضاعفات فقط في حالات المرض التي لا يتمّ علاجها وتكون خطيرة، إذ يترسب بروتين غير طبيعي اسمه "أميلويد أ" ويتجمع في مواقع عديدة في الجسم ويسمى "أميلويدوزيز" أو الداء النشواني. وإذا تجمع هذا البروتين في الكليتين فقد يؤدي إلى فشلهما. أما إذا تم تشخيص المرض وواظب المصاب على تلقي العلاج بشكل منتظم فإن ذلك يقلل المضاعفات وقد يمنعها، ما يمنح الشخص الفرصة بعيش حياة طبيعيّة.

 

اليكم كل المعلومات التي تحتاجونها عن حمى الضنك

 

الأعراض

 

تختلف الأعراض من شخص إلى آخر وهي كالتالي:

- نوبات متكررة من ارتفاع درجة الحرارة.

- آلام في البطن.

- آلام في الصدر وعادة ما تكون في جهة واحدة من الصدر.

- آلام مفصليّة وعادة ما تكون في مفاصل الركبة والكاحل والرسغ.

- طفح جلدي وخصوصاً على الساقين أسفل الركبة.

- إلتهاب وتورم وآلام في الصفن والخصيتين عند الذكور.

- ألم أحادي الجانب في الصدر فقط يكون مصحوباً أحياناً بحرارة مرتفعة.

 

العلاج

 

- يمكن علاج حمى البحر الأبيض المتوسط لكن لا يمكن الشفاء منها حتى الآن. 

- يساعد العلاج بشكل كبير في السيطرة على النوبات وعدم حدوثها، كما يمنع المضاعفات ويحسّن نوعية حياة المريض. 

- من الضروري تناول العلاج يوميّا وفق إرشادات الطبيب وليس عند حدوث النوبة فقط.

- العلاج المستخدم هو الكولشيسين، ويبدأ به المريض عادة بتناول جرعة صغيرة تترافق مع مراقبته وقد تعدل الكمية وفقا لتجاوبه مع العلاج.

- الإكثار من السوائل كالماء والعصائر والابتعاد عن المشروبات الغازية.

- عند حدوث اسهالات أو قيء مستمر يجب مراجعة الطبيب فورا لأن الجفاف يزيد من سميّة الكولشيسين

- ثمّة تداخل بين الكولشيسين وبعض الأطعمة والأدوية، لذلك لا ينصح المريض مثلا بشرب عصير الكريب فروت لأنه يزيد من سمية الدواء.

- تزيد بعض المضادات الحيويّة من نوع ماكرولايد من سميّة الدواء، وهذا ينطبق أيضاً على أدوية الدهنيات ومضادات الفطريات، ولذلك من الضروري إطلاع الطبيب دائما على الحالة المرضيّة للشخص وأنه يأخذ الكولشيسين حتى يصف له العلاج الملائم الذي لا يؤثر على المريض.