ما هو الإضطراب الإنفجاري المتقطع؟

الإثنين، 16 مارس 2015

قد يقود التوتر الشديد أي شخص طبيعي يتسم بالهدوء والرصانة إلى شخص غاضب يصل به غضبه إلى حدّ الإعتداء. لكن بعض الأشخاص يفقدون أعصابهم بشكل متكرّر مع تراكم التوتّر لديهم فيصل بهم إلى نقطة الإنفجار. وقد أطلق على مثل هذه الحالة الأخيرة إسم الاضطراب الانفجاري المتقطع وهو الإضطراب الذي يتّسم بظهور ردود فعل غاضبة شديدة غير متناسبة، تقود إلى أضرار خطيرة باستخدام عبارات أو أفعال عدوانيّة. ولكن ما هي أسباب الإضطراب الإنفجاري المتقطّع؟ وكيف يتمّ علاجه؟.

 

الأسباب

 

إن الأقارب من الدرجة الأولى للأشخاص المصابين بالإضطراب الإنفجاري المتقطع يكونوا معرّضين بشكل كبير إلى خطر الإصابة بهذا الإضطراب. وثمّة افتراض يرى ارتباطاً لهذا الإضطراب مع النشاط غير الطبيعي للناقل العصبي في بعض أجزاء الدماغ. ويلعب السيروتونين دورا في تنظيم بل وفي تثبيط السلوك العدواني.

 

إن الأفعال العدوانيّة المندفعة ترتبط عموماً بانخفاض نشاط السيروتونين وكذلك مع حدوث أضرار تلحق بقشرة الدماغ الأمامية التي يقع فيها مركز المحاكمة العقلية وضبط النفس. كذلك إن نتائج الإختبارات العصبيّة - النفسيّة للأشخاص المصابين بالإضطراب الإنفجاري المتقطّع كانت متماثلة مع الأشخاص الذين يعانون من أضرار في ناصية الدماغ.

 

اليكم التأثيرات المدمرة للضغط النفسي

 

العلاج بالأدوية

 

إن أكبر التحديات للإضطراب الانفجاري المتقطع تتمثل في أن الأشخاص الذين يعانون من صعوبة مقاومة اندفاعاتهم الغاضبة، مهما كان سبب تلك الاندفاعات، لا يبحثون في الغالب عن علاج لها.

 

وقد تلقى الكثير من الأشخاص المصابين بهذا الإضطراب بعض أنواع علاج الأمراض العقلية، إلا أن أقلية منهم تمّت معالجتهم خصيصا من الاضطراب الانفجاري المتقطع. أما الذين لا يخضعون لأي علاج، فإنهم ينتظرون في الغالب عقوداً من السنين بعد ظهور أعراض الإضطراب قبل أن يتوجهوا لطلب المساعدة، وفي أغلب الأحيان، بعد وقوع أعمال عدوانية قوية أو عند طلبهم مساعدة طبية لعلاج اضطراب من نوع آخر.

 

ولا تزال البحوث محدودة بالنسبة للعلاج بالأدوية، في حين يوجد عدد من الأدوية التي يعرف عنها فاعليتها في تخفيف العدوانيّة ودرء نوبات الغضب المتهور، ومنها مضادات اللإكتئاب وتحديدا مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية وأدوية إعادة استقرار المزاج والأدوية المضادة للهوس.

 

العلاج السلوكي

 

إن العلاج السلوكي المعرفي الذي يمزج بين إعادة هيكلة الإدراك، والتدريب على مهارات التعامل مع المشكلة، والتدريب على وسائل الإسترخاء يبدو علاجاً واعداً. وقد قارنت دراسة مراقبة عشوائيّة صغيرة لباحثين في جامعة شيكاغو بين العلاج السلوكي المعرفي الفردي والجماعي لعلاج المصابين بالاضطراب الانفجاري المتقطع من جهة، وبين المصابين بالإضطراب من المسجلين في قائمة الإنتظار لمعالجتهم. وبعد إتمام ١٢ جلسة من هذا العلاج، أصبح المشاركون أقل عدوانية وأقل غضبا، وأقل اكتئابا بشكل ملموس مقارنة بمجموعة المراقبة. أما الذين حضروا جلسات العلاج الفردية، فقد قالوا إن جوانب حياتهم العامة قد تحسنت، وبقيت متحسنة على مدى الأشهر الثلاثة اللاحقة.

 

وبالنسبة لظهور حالات الإضطراب الإنفجاري المتقطع في سن مبكرة نسبيا، فإن وضع برامج مدرسية للحد من العدوانية قد يساعد في تشخيص الإضطراب لدى المراهقين وحثهم على البحث عن علاج له.