كيف يؤثر عليكم العمل عن بعد نفسيّاً؟

ريتا عبدو

الجمعة 12 مارس 2021

فرض فيروس كورونا على الأشخاص غير المعتادين على العمل عن بُعد، التواجد في المنزل للعمل تبعاً لاجرائات الوقاية والحجر المنزلي. وبعضهم ليسوا معتادين على العزلة في البيت بعيداً عن مكتبهم وزملائهم. هذا الأمر قد يؤثّر على نفسيّة الموظّف، بسبب عدم توافر مثلاً مكتب خاص به في البيت، أو عدم إيجاد مساحة في المنزل ملائمة للأداء الوظيفي.

إضافة إلى ذلك، فانّ وجود أفراد الأسرة في المنزل، كالأطفال، الزوج أو الزوجة، يمكن أي يصعّب العمل عن بُعد، بسبب تشتّت التركيز أو التعرّض للمقاطعة. فخلال سعي الموظّف للحفاظ على خصوصيّة عمله، قد يجد نفسه في موقف محرج، فيضطرّ مثلاً لإجراء اجتماعات العمل من غرفة النوم، أو المطبخ... كما أنّه ليس من السهل في كلّ الحالات ضبط تقنيّات اجتماعات العمل الافتراضية، كي تعمل بشكل صحيح. وهذه التحديات ممكن أن تسبّب قلقاً توتر وإحباط عند العاملين عن بُعد.

فما هي التأثيرات النفسيّة للعمل عن بُعد؟

العزلة الاجتماعيّة وانحفاض فرص التواصل

يعتاد الموظّفون عادة على جوّ مكاتب العمل حيث يتواجد عدد من الموظفين في غرفة واحدة، أو غرف قريبة من بعضها. وبالتالي يسهل تبادل المعلومات ومشاركتها سواء مباشرة عبر لقاءات العمل أو عبر الاتصالات الداخليّة بين المكاتب.

هذه الفرصة غير متوفّرة في البيت، لذا يشعر الموظّف أنّه في عزلة اجتماعيّة مهنيّة، ويشعر أنّه بعيد عن زملائه أو مدرائه، هذا الأمر يخلق توتراً عند البعض.

صعوبة الفصل العمل عن الوقت الشخصي

في العمل عن بُعد قد لا يتوافر فاصل بين العمل المهني والحياة الأسريّة. وبالتالي فإنّ التزامات العائلة تقتحم واجبات العمل ضمن الدوام الفعلي، خاصة بوجود الأطفال في المنزل أو أحد أفراد العائلة الآخرين، هذا الأمر قد يؤثّر على واجبات العمل، وعلى الانتاجيّة، فيشعر الموظّف بأنّه لا يقوم بواجباته المهنيّة بالطريقة الصحيحة وقد يشعر بالإحباط أو تأنيب الضمير.

إرهاق متزايد

متطلّبات الأسرة، قد تعيق إكمال العمل عن بُعد وهذا ما يؤدي بالموظّف إلى استمراره بالعمل بعد الدوام الرسمي كي يثبت إخلاصه للعمل. وبالتالي فإنّه سيشعر بمزيد من الإرهاق، وتشتّت التفكير، وقد يشعر بالاكتئاب بسبب عدم إيجاد وقت شخصيّ كاف.

والشعور أنّ دوام العمل لا ينتهي، بسبب عدم القدرة على أخذ استراحة في نهاية الدوام اليومي وهذا قد ينعكس سلباً على الانتاجيّة.