الشيخوخة... هل تؤدي إلى تراجع الصحة النفسية؟

الخميس، 30 يناير 2014

يعاني كبار السن، من هم فوق الستين، من أمراض نفسية عديدة حتى إن نسبة الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل الإكتئاب النفسي تزيد عند كبار السن. وهناك بعض الأمراض النفسية التى تحدث في السن الكبير مثل الألزهايمر وتصلّب شرايين المخ. ومن أهم هذه المشاكل: القلق، قلّة الإدراك، إضطراب المزاج العام، فضلاً عن النسيان وغيرها. فما هي الحوافز لظهور كلّ هذه الاضطرابات النفسية؟.

أسباب المشاكل النفسية

في هذا السن غالبا ما يحال العاملون والموظّفون إلى التقاعد، وهذا ما يؤدي الى أن يفقد الإنسان بعضاً من إحساسه بقيمته في المجتمع كما يخسر أحد أهم وسائل الإحتكاك الإجتماعي وشعوره بالمسؤولية. فالعمل ليس وسيلة للكسب والإحساس بالذات فقط، بل إنه مكان تكون العديد من الصداقات. وبعد التقاعد غالباً ما ينخفض دخل الشخص، ما يؤدي إلى الإحساس بعدم القدرة المادية، بل والخوف من الفقر. وهذا الإحساس بالخوف من المستقبل كثيرا ما يصاحب بعض المسنين. كما أنّ التقدم في السن يزيد إحتمالات الإصابة بالأمراض، مثل إرتفاع ضغط الدم والسكر وروماتيزم المفاصل وتراجع اللياقة البدنية. وقد تؤدي هذه الأمراض إلى التقليل من حركة الإنسان مع بعض الآلام، وهذا يزيد من إنعزاله. وهو سيحتاج لزيارة الطبيب عدة مرات وتناول عدد من الأدوية، ما يرهقه نفسياً وجسدياً.

وهناك سبب آخر يزيد من الإضطرابات النفسية، وهو رحيل الأبناء من بيت الأسرة واستقلالهم بحياتهم وانشغالهم مع أولادهم. وهذا ما يزيد من شعور المسنّ بالعزلة، خصوصاً إذا سافر الابناء ما يقلّل من فرصة المسنّ لرؤيتهم والتكلّم معهم. لذا يجب على المحيطين بالمسنّ أن يكونوا أكثر مداراة لحالته ويتواصلوا معه بشكل مستمر لكي لا يشعر أنّه إنسان ينتظر وقت الرحيل فقط.