العزلة الإجتماعية خطر يهدد مجتمعاتنا، فما هي الأسباب والعوارض وسبل المعالجة؟

الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يسعى دائما لخلق علاقات اجتماعية جديدة والتواصل مع الآخرين بشتى السبل ولأغراض متعددة، لكن في بعض الأحيان تكسر هذه القاعدة نتيجة إصابته ببعض الأمراض النفسية، منها مرض العزلة الاجتماعية، أو الاغتراب والإبتعاد عن الناس، فيبدأ في الانعزال تدريجيا عن محيطه الاجتماعي حتى يفقد الرغبة في التواجد بأي تجمع أو التواصل مع من حوله بأي وسيلة كانت.

فالعزلة الاجتماعية  تمنع الإنسان من التواصل مع مجتمعه، وفي أغلب الأحيان يكون انعزاله إجباريا أي دون اختيار منه، وبالتالي تختلف عن حالات العزلة المؤقتة، أو رغبة الإنسان في البقاء بمفرده وفقا لإرادته، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان للبقاء في المنزل دون خروج لفترة طويلة تصل عدة أسابيع مع عدم التواصل مع أي شخص سواء كان من الأسرة أو الأصدقاء، كما يفشل الشخص المنعزل اجتماعيا في إقامة أي علاقات اجتماعية ولا يستطيع التواصل مع أي شخص غريب، حتى وإن نجح تفشل العلاقة سريعاً لأنها غالباً ما تكون سطحية.

 

العزلة الإجتماعية خطرة لدرجة أنها قد تؤدي الى الموت!

 

إن مخاطر العزلة الإجتماعية والميل الى الوحدة خطرة جدا لأنه من الممكن أن تتفوق هذه الممارسات على الإصابة بالسمنة وفرط الوزن، وهي ترفع خطر الوفاة بمقدار الضعف مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون حياة اجتماعية رائعة.

وأكد الباحثون أن الشعور بالوحدة والعزلة عن الناس يتسبب في أضرار صحية خطيرة للغاية، أبرزها رفع الضغط الدموي إلى مستويات عالية وخطيرة للغاية ترتفع معها فرص الوفاة، كما يساهم في إصابة الإنسان باضطرابات النوم والشعور بالخمول والنعاس في صباح اليوم التالي، وهو ما يجعل هؤلاء الأشخاص يلجأون إلى تناول الأقراص المنومة والمعروفة بمخاطرها الصحية الكبيرة.

 

وإن أعراض العزلة الاجتماعية كثيرة نذكر منها ما يلي:

 

الإحباط  دليل على العزلة الإجتماعية

يعاني مريض العزلة الاجتماعية عادة من إحباط شديد وتسيطر عليه عادة أفكار تشاؤمية، فلا يرى إلا الجانب المظلم من كل شيء. 

 

تقلب المزاج من أسباب العزلة عن الناس

تغلب على مريض العزلة الاجتماعية تغيرات مزاجية حادة غير مبررة وليس لها سبب معين، حيث يتقلب مزاجه وفقا لأفكاره ومعتقداته الخاصة التي غالبا ما تكون خاطئة. ويصبح غير قادر على التواصل حتى لو حاول التواجد في محيط اجتماعي، لأنه يفقد القدرة على التواصل مع من حوله وخلق علاقات جديدة، فهو يفتقر للذكاء الاجتماعي بشكل واضح. 

 

تجنب الآخرين نتيجة العزلة عن المجتمع

يتجنب مريض العزلة الإجتماعية الآخرين بسبب عدم قدرته على التواصل مع من حوله، ويشعر المريض بغربة شديدة عندما يتواجد في أي تجمع بشري، ما يؤدي لتفاقم الحالة، لذلك يفضل البقاء بمفرده ويرفض تماما مغادرة منزله وحتى غرفته، كما يرفض أي شكل من أشكال التواصل. 

 

القلق والاضطراب من صفات المنعزل إجتماعيا

تبدو علامات القلق والاضطراب واضحة على الشخص المنعزل، حتى في حال بقائه بمفرده، وغالبا ما تكون دون أسباب واضحة. 

 

أنواع العزلة الاجتماعية: الدائمة أو الإختيارية

تنقسم العزلة الاجتماعية لنوعين رئيسيين، ينبثق من كلاهما عدة أنواع أخرى كما يلي:

 

العزلة الدائمة: وهي حالة تصيب الشخص منذ طفولته، وتستمر في التفاقم كلما تقدم به العمر، هذا النوع من العزلة مزمن ومتواصل، ويكون الشخص فيه مجبرا على البقاء وحيدا، فمهما بذل من جهد لا ينجح في التواصل مع المجتمع من حوله.

 

العزلة الاختيارية: تبدأ هذه الحالة باختيار الشخص البقاء بمفرده بعض الوقت، بسبب تعرضه لصدمة ما أو موقف معين أثر فيه سلبا وزعزع إيمانه بذاته، لكن مع الوقت تزداد مشاعر الإحباط والحزن والألم، وتزداد معها حالة العزلة، حتى يبتعد الشخص تماما عن كل معارفه وعلاقاته الشخصية.