إدمان المراهقين على الإنترنت... مشكلة بحاجة إلى حلول

إدمان المراهقين على الإنترنت... مشكلة بحاجة إلى حلول

إن ظهور الإنترنت وانتشاره بالشكل الواسع والشامل الذي نراه اليوم، غيّر بشكل جذري الطرق التي يعتمدها الناس حول العالم للتواصل في ما بينهم، وأصبح وجود الشبكة العنكبوتية أمراً ضرورياً في حياتنا اليومية.

 

ولعلّ المراهقين هم الفئة الأكثر استخداماً للإنترنت، وهم يتقنون التعامل مع الأجهزة الإلكترونية ببساطة وسهولة تامة. والإنترنت اليوم يتداخل مع حياتهم العلمية والاجتماعية، وحتى أنه تقدّم لهم التسلية والترويح عن النفس، ولكن ألا يسبب ذلك لأبنائكم المراهقين الحالة التي يُطلق عليها اليوم تسمية "إدمان الإنترنت"، وإلى أي مدى ممكن أن تصل خطورة هذه الحالة؟

 

متى يكون المراهق مدمناً على الإنترنت؟

 

إن الإدمان على الإنترنت هو شبيه جداً بالأنواع الأخرى من الإدمان، فهو عبارة عن سلوك لا يمكن السيطرة عليه والتوقّف عنه حتى وإن كانت مزاولته تؤدي إلى عواقب صحية أو إجتماعية أو عائلية أو مادية. والمراهق المدمن على الإنترنت هو الذي يمضي أكثر من 6 ساعات يومياً ممارساً النشاطات المختلفة على شبكة الإنترنت، مثل تصفّح المواقع، أو التواصل مع الأصدقاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو مشاهدة الفيديوهات أو ممارسة الألعاب الإلكترونية التي تقدّمها له شبكة الإنترنت.

 

أعراض إدمان الإنترنت

 

- الانسحاب من الأجواء العائلية وإمضاء الفترات الزمنية الطويلة أمام شاشة الكومبيوتر أو في تبادل الرسائل الفورية مع الأصدقاء.

 

- العزول عن ممارسة الهوايات والرياضات المفضلة، بحيث يفضل المراهق أن يمضي وقته أمام الشاشة وتتحوّل اهتماماته الترفيهية نحو النشاطات التي يقوم بها عبر الإنترنت.

 

- إضطرابات النوم، أي أن المراهق يسهر لوقت طويل في الليل لقضاء أطول فترة ممكنة مزولاً النشاط الإلكتروني، وذلك يؤدي إلى عدم القدرة في اليوم التالي على أداء المهمات اليومية والإهتمام كما يجب بالواجبات المدرسية.

 

- السلوك العدائي تجاه الأهل إذا حاولوا إبعاده عن الكومبيوتر، كما ومن الممكن أن يكذب عليهم بخصوص نوع الأنشطة الإلكترونية التي يمارسها أو بما يخص الفترة التي يمضيها أمام الشاشة.

 

كيف يمكن مساعدته؟

 

- بما أن تخلي المراهق عن الإنترنت هو شيء شبه مستحيل شئنا أم أبينا، فمن الضروري إذاً أن يعمل الآباء على تنظيم فترات استعمال أبنائهم المراهقين لشبكة الإنترنت، فيدرك المراهق أنه ليس بأمر مقتوح وممكن ساعة يشاء، بل أن هناك فترات محددة في اليوم يمكنه خلالها الإتصال عبر الإنترنت، على أن يكون ذلك بعد إنهائه لواجباته الدراسية أو المنزلية.

 

- من ناحية أخرى، من الضروري تشجيع المراهق على ممارسة الرياضة والنشاطات الترفيهية والثقافية والفنية خارج المنزل بعيداً عن شاشة الكومبيوتر، وعلى بناء علاقات وصداقات حقيقية أكثر من العلاقات مع الأصدقاء الإفتراضيين.

 

- في بعض الأوقات يسقط المراهق في فخ إدمان الإنترنت إذا كان يعاني من مشاكل عائلية أو اجتماعية أو دراسية، لذلك من الضروري معرفة هذه المشاكل إذا وجدت والعمل مع المراهق على حلها وبالتالي يمكنه تدريجياً التخلص من مشكلة الإدمان على الإنترنت.

 

إقرئي المزيد حول الاهتمام بالمراهقين:

 

ضعف التحصيل الدراسي عند المراهقين ليس مشكلة مستعصية!

كيف تعرفين أن ابنك المراهق مكتئب؟ وكيف تساعدينه؟

إبنك المراهق لا يحترمك... لا تبادليه بالمثل!

‪ما رأيك ؟