عانى عدد من مصابي فيروس كورونا من فقدان حاسّة الشمّ والتذوّق، مع أو من دون أعراض أخرى. وبعد الشفاء من الوباء، بدأت تعود حاسّة التذوّق تدريجيّاً. هذا الأمر يعتمد على درجة الإصابة بالفيروس وحجم العوارض التي أصابت المريض. لكن لماذا تتأثّر حاسّة التذوّق عند المريض، ومتى تعود إلى طبيعتها؟ كلّ التفاصيل، في هذا المقال من موقع صحتي.
لماذا تختفي حاسّة التذوّق عند الإصابة بفيروس كورونا؟
توصّل الباحثون في معهد العلوم والبحوث لجمعيّة طب الأسنان في شيكاغو، إلى أنّ أنسجة الفم والحلق الحاملة لمستقبلات فيروس كورونا من نوع ACE2 ، تتواجد تحديداً في خلايا اللّسان كذلك اللّوزتين والغدد اللّعابيّة. فقد استنتج الباحثون أنّ للّعاب دور مهمّ في انتقال الفيروس وذلك عبر تجويف الفم. فخلال فحص الغدد اللّعابية عند بعض المصابين بفيروس كورونا، تمّ الانتباه إلى وجود خلايا تتنقّل بسهولة، حاملة العدوى. النتيجة نفسها ظهرت بعد تحليل الأنسجة الفمويّة عند المرضى المتوفّين بسبب فيروس كورونا. ما يعني أنّ الفم هو قناة مرور للعدوى ومنطقة حاضنة للفيروس. هذا ما يؤثّر على حاسّة التذوّق، ما يؤدّي إلى فقدانها جزئيّاً أو كلّيّاً.
متى تعود حاسّة التذوّق بعد الإصابة بفيروس كورونا؟
إنّ 90% من مصابي فيروس كورونا، والذين فقدوا حاسّة الشم أو التذوّق يتعافون تدريجيّاً خلال شهر. فبحسب الفريق الدولي للبحوث في إيطاليا، والذي أجرى تجارب على 187 مصاباً بالفيروس، بعوارض متوسّطة، حيث طُلب منهم تقييم حاسّة الشم أو الذوّق بعد الإصابة بفترة قليلة من فيروس كورونا، ومرّة ثانية بعد شهر. 113 مصاباً شعروا بتغيّر في حاسّة الشم والتذوّق، إذ تعافى 55 مريضاً بالكامل، و 46 شخصاً، شعروا بتحسُّن في حالتهم. في المقابل، 12 مصاباً، ازدادت أعراضهم سوءاً، فالذين عانوا من أعراض شديدة، استغرقوا فترة أطول للتحسُّن.
ما يعني، أنّ غالبيّة المرضى ستتحسّن حالتهم تدريجيّاً، ولكن عدد من مصابين آخرين، يكون التعافي أبطأ، إذ يمكن أن يؤثّر الفيروس على الخلايا العصبيّة المسؤولة عن حاسّتي الشم والتذوّق. ما يأخذ وقتاً أطول للشفاء.
لقراءة المزيد من المقالات عن فيروس كورونا اضغطوا على الروابط التالية:
لماذا يفقد مريض كورونا حاسّة الشم؟
ما رأيك ؟