بالثقة بالنفس والقرب من الأهل... يتغلب المراهق على الإنطوائية

الأربعاء، 24 يناير 2018

المراهقة هي المرحلة الفاصلة بين الطفولة والشباب، تمتد بين عنر الثانية عشر والواحد والعشرين. هي من أهم المراحل العمرية وأكثرها حساسية كونها تتضمن الكثير من التغيرات الجذرية من الناحية الجسدية والإجتماعية، العقلية والنفسية. في بعض الأحيان، تلاحظين أن ابنك المراهق منطوٍ على نفسه، لا يتفاعل كثيراً مع محيطه، غارقاً في أفكاره وهمومه الخاصة.

 

الإنطوائية في مرحلة المراهقة

 

ترتبط مسألة الإنطوائية في المراهقة بالكثير من النواحي الإجتماعية والتربوية التي يعيش فيها المراهق، فتحدث هذه الحالة في الكثير من الأحيان نتيجة إحساس المراهق أن أهله لا يملكون القدرة على فهمهم وعلى استيعاب مشاكلهم ومتطلباتهم، وذلك لانشغال الأهل بالمشاكل المادية والحياتية والإجتماعية.

 

نتيجة لهذه الظروف يشعر المراهق أنه وحيد يعاني من مشاكل الحياة لوحده، وذلك يعزز الصراعات الداخلية التي يعاني منها المراهق، فتزيد من نقمة المراهق على أهله وتوسّع الهوة بين الطرفين، وبسبب هذا التباعد يصبح الأهل غريبين عن المستجدات التي يواجهها إبنهم المراهق، ومن هنا لا يمكنهم إرشاده إلى الحلول المناسبة لمشاكله.

 

إنتبهي إلى أسباب ومخاطر الإنطوائية

 

ممكن أن تكون إنطوائية المراهق ناتجة عن مشاكل من الطفولة، أو أن تكون أسبابها مرتبطة بعلاقاته الإجتماعية مثل تعرّضه للسخرية من قبل زملائه في المدرسة لأي سبب من الأسباب.

في هذه الحالة، يتوجّب على الأهل العمل على تعزيز ثقة ابنهم المراهق بنفسه وتعليمه كيفية مواجهة هذا النوع من الإساءة، وحماية نفسه من تأثيراتها.

 

من ناحية ثانية، يمكن أن ترتبط الإنطوائية بكون المراهق يملك طبعاً خجولاً لا يخوّله الإنخراط بمحيطه ويمنعه من مشاركة أفكاره وهمومه وأفراحه مع الآخرين.من أي نوع كان

ولكن هذه الإنطوائية يمكن أن تتسبب بتعرّض المراهق إلى الأخطار التي تتضمن أنواع التحرّش الجنسي أو الإستغلال أو الإنضمام إلى مجموعات خطيرة أو حتى يمكن أن تدفعه إلى مخالفة القوانين.

 

عدم الثقة بالنفس ممكن أن يكون واحداً من أسباب الإنطوائية لدى المراهق، فيترافق مع الإحساس بعدم الرضا بما يخص شكله أو بطريقته في الكلام والتصرف، وهو في هذه الحالة بحاجة إلى مساعدة ومتابعة حثيثة تقوم على تمرينه على اكتشاف الأمور الجيدة في شخصيته، ومساعدته على الإهتمام بمظهره وبتصويب تصرفاته.  

 

التكنولوجيا هي من العوامل التي تساهم اليوم في تعزيز الإنطوائية لدى المراهق، فهو يجلس معزولاً طول الوقت أمام الشاشة، وفي أكثر الأحيان يحدث ذلك من دون مراقبة الأهل. ذلك ممكن أن يؤدي إلى تعرض المراهق إلى التعامل مع أشخاص غريبين عنه مع كل المخاطر التي ترافق ذلك. لذلك من المهم أن يعمل الأهل على محاولة شرح هذه المخاطر للمراهق من دون الضغط عليه، وكسب أكبر قدر ممكن من ثقته للتمكن من مراقبة تحركاته ومجالات تعاطيه مع الأشخاص الإفتراضيين على شبكة الإنترنت.

 

المزيد عن حالة الإنطواء في مرحلة المراهقة:

 

كيف يمكن الحد من مشكلة الانطوائية عند المراهق؟

3 أسباب يمكن أن تؤدي الى الإنطوائية عند المراهقين... واجهوها قبل أن تعيق حياتهم

ساهموا في تخطي المراهق للإنطوائية التي يعيشها