صرع

الأربعاء، 22 يناير 2014

ينتج الصرع (epilepsy) عن اختلال في عمل الدارات الكهربائية في الدماغ، وقد يعود ذلك إلى أسباب طبيعية كالأورام التي نمت في جزء معين من الدماغ، أو إلى سكتات دماغية أو اضطرابات في الاستقلاب أو حرارة... لكن لا يكتشف الأطباء السبب في معظم الأحيان لعدم وجودها في الأساس أو لعدم قدرة أساليب الفحص الحالية على اكتشافها. 

 

الفحوصات

يخضع المريض إلى سلسلة من الفحوصات التتميمية أولها تخطيط كهربية الدماغ لإثبات التشخيص، ويلي ذلك تفريسة وحتى تصوير بالرنين المغناطيسي لإيجاد أي ورم أو تشوه دماغي.

 

تعدد النوبات دليل على الإصابة بالصرع

تعتمد خطورة المرض على أسبابه، ويتم علاج هذه الأخيرة إذا أمكن في حال اكتشافها.

لا يعتبر الشخص مصابًا بالصرع ما لم تصبه نوبات صرع عدة. لا يبدو أن لنوبات الصرع عند الأطفال والمراهقين أي أسباب وتسمى صرعًا مجهول السبب وهي قابلة للشفاء، وغالبًا ما نجد في هذه الحالة تاريخًا مرضيًا في العائلة.

 

 النوبة الكبيرة 

 تظهر نوبة الصرع بأشكال متنوعة، فقد تكون نوبة كبيرة يتخللها اختلاج يترجم بحركات قوية في الذراع أو الساق من جهة واحدة أو من الجهتين، ويكون أحيانًا هذا المشهد مؤثرًا جدًا.

قد يعض المريض لسانه أو يبول بشكل لا إرادي أو يغمى عليه أو يتوقف عن التنفس ويزرق لونه.

قد تدوم النوبة بين بضع ثوانٍ ودقائق عدة.

 

الغيبة

نصادف أيضًا نوبات لا تكون مؤثرة بالقدر عينه، وتتصف فقط بانخفاض متقطع في الانتباه، وقد يلاحظ الأستاذ في المدرسة أن الطفل غائب ذهنيًا أحيانًا ويساعد ذلك في تشخيص المرض.

 

ليست نوبة الصرع خطيرة بحد ذاتها

لا تكون نوبات الصرع خطيرة في معظم الأحيان لكن قد يؤذي المريض نفسه عند السقوط أرضًا. نادرًا ما تدوم نوبة الصرع طويلاً لكن في هذه الحالة قد يتأذى الدماغ بسبب نقص الأكسجين.

 

علاجات ناجعة

 تعطي العلاجات الحالية نتائج فاعلة فهي تخفف من فرط النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ. نشدد إذًا على أهمية عيش حياة صحية وبخاصة النوم بانتظام وعدم شرب الكحول.

يستقر المرض عند الذين يخضعون للعلاج ويتمكنون من عيش حياة طبيعية، فيتابع الأطفال تحصيلهم العلمى الطبيعي ويعمل الراشدون بشكل عادي مع إمكانية ممارسة أي مهنة تقريبًا.

يشفى عدد كبير من الأطفال المصابين بالصرع ولا تعاودهم النوبات بعد سن الرشد.

انتبهوا! فعند التوقف عن تناول الدواء، يجب الحرص على تخفيف الجرعة بشكل تدريجي، وهذا أمر مهم جدًا إذ قد ينتكس المريض وتعود نوبات الصرع.

 

لمحة تاريخية عن مرض الصرع

اعتقد الناس في الماضي أن مرضى الصرع يسكنهم شيطان.

عانى رجال مشاهير مثل فان جوخ ونابليون بونابرت مرض الصرع، ولم يحل ذلك دون نجاحهم في عملهم.

تكمن المشكلة الوحيدة في تقبل الآخرين لهؤلاء الأطفال والراشدين في الحياة اليومية سواء أكان على الصعيد الاجتماعي أم العلمي أم المهني.

لا يجوز الإصابة بالذعر أمام شخص يمر بنوبة صرع، ولا يتعين عليكم القيام بأي حركة محددة بل يكفي أن تحرصوا على سلامة المريض كي لا يؤذي نفسه عند الوقوع أو يصدم رأسه... وابقوا برفقته حتى يستعيد رشده. أما إذا استمرت النوبة طويلاً فمن المفضل الاتصال بطبيب.

يجب إعلام المدرسة بحالة الطفل المصاب بالصرع، إذ سيكون الطاقم التعليمي أكثر قدرة على التعامل مع ذلك بدلاً من أن يجد الأستاذ نفسه فجأة أمام تلميذ يعاني نوبة صرع أثناء الحصة. 

                                                       

 بعض التدابير الوقائية

 بعض التدابير الوقائية التي يجب اتخاذها (اطلب نصيحة طبيبك إذ إن اللائحة غير شاملة):

-السباحة: يجب أن تتم مراقبة مرضى الصرع باستمرار.

- تسلق الجبال ممنوع، وكذك العمل على السقالات...

- القيادة مسموحة في حال كان المريض يتابع علاجًا يسمح للمرض بالاستقرار وإذا كان مدركًا للعوارض أي إنه يشعر ببوادر المرض: استشيروا طبيبكم.

 

 التلفزيون و ألعاب الفيديو

 يبدو أن بعض الترددات المحددة للمشاهد المصورة التي تومض قد تتسبب بنوبات اختلاج أو ما يشبه ذلك (مترافقة مع اضطرابات) لدى الأشخاص الحساسين.

 

 اختلاجات الأطفال الحمّوية

 قد يصاب بعض الرضع والأطفال باختلاجات بسبب ارتفاع حرارتهم إلى أكثر من 39 درجة مئوية، ويجب في هذه الحالة إدخال الطفل إلى المستشفى عند إصابته بأول نوبة اختلاج لمحاولة تشخيص سبب آخر غير الحرارة.

لا تشكل هذه النوبات خطرًا في معظم الأحيان لكن لا يجب أن تدوم أكثر من بضع دقائق إذ قد يتأذى الدماغ نظرًا إلى هشاشته.

من المرجح أن يصيب الاختلاج الحموي الأطفال الذين سبق وتعرضوا له، لكن سيكون ذلك لمرة و مرتين عند ارتفاع حرارة الطفل بشكل كبير. يجب التوقي من التغير الفجائي في درجة الحرارة عبر إعطاء الطفل أدوية مضادة للحمى عند ارتفاع حرارته.

يجب إزالة الملابس عن الطفل ووضعه فى غرفة تبلغ درجة حرارتها 18 إلى 20 درجة مئوية.

 

تذكر

لا يعتبر الشخص مصابًا بالصرع ما لم تصبه نوبات صرع عدة، ويبقى سبب الصرع مجهولاً في معظم الأحيان. غالبًا ما تكون العلاجات المضادة للصرع فاعلة لكن يجب تناول الأدوية بانتظام وعدم التوقف عن ذلك من دون استشارة الطبيب. يمكن أن يوقف عدد كبير من مرضى الصرع علاجهم بعد سنوات عدة لكن يجري ذلك بشكل تدريجي وتحت إشراف طبي.