ما هي أسباب التقلبات المزاجية عند المراهقين؟

الإثنين، 27 مايو 2019

لا خلاف على أن المراهقة هي مرحلة صعبة بالنسبة إلى الأهل وإلى ابنهم الذي يمر فيها. فخلال السنوات التي تمتد من عمر الـ12 أو الـ13 وصولاً إلى الـ18 تقريباً، يكون المراهق في حالة عدم استقرار بسبب التغيرات الجسدية والهرمونية والشكلية التي تحصل معه، مما يؤثّر بشكل واضح على مزاجه وعلى سلوكياته. فما هي العوامل التي تلعب دورها في التأثير على مزاجية المراهقين، وكيف يمكن التعامل مع هذا الأمر الشائك بالنسبة إلى الأهل؟


مزاجية المراهق

هذه المرحلة معروفة بالتقلبات المزاجية التي تصيب المراهق، فتراه أحياناً شديد الحزن منغلقاً لا يريد التواصل مع أحد ولا مع محيطه القريب أو البعيد، وفي أحيان أخرى سعيداً منفتحاً يتوق إلى المغامرات والرحلات، يتعاطى مع والديه بأسلوب ودي، يتحاور معهما ويلتزم بتعليماتهما، وفي بعض الأحيان الأخرى يعلن الثورة على السلطة وعلى التقاليد العائلية ويطالب باستقلاليته باتخاذ القرارات والتصرف. فما هي الأسباب؟


ما هي أسباب هذه المزاجية؟

من المعروف أن التغيرات البيولوجية التي تستجد على المراهق هي من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى هذه التناقضات في التفكير والتصرف، فجسده المتغيّر تضعه في ما يشبه المواجهة مع نفسه لأنه يشعر بأن جسده غريب عنه، فهو لم يعد طفلاً كما اعتاد أن يكون، ولكنه لم يصبح بعد ناضجاً مع أن بعض علامات النضوج قد بدأت بالفعل بالظهور عليه، فبدأ الصبي الصغير يتحوّل إلى رجل، كما وبدأت معالم الأنوثة والنضخ تظهر على الفتاة الصغيرة.

وترافق ذلك من ناحية أخرى تغيرات في التفكير والقدرة على الفهم واستيعاب كل ما يدور حول المراهق، كما انه يبدأ باستكشاف المفاهيم الجديدة وتتطوّر قدرته على التفكير والتحليل ويصبح قادراً على إبداء آرائه والدفاع عن أفكاره، إضافة إلى ذلك يبدأ بطرح الأسئلة العديدة حول المفاهيم السائدة والمعتقدات والتقاليد التي يطلب منه أهله الالتزام بها.

يسود على هذه الفترة من عمر المراهق أيضاً الكثير من التساؤلات عن معنى الوجود، والقلق من المستقبل، ويحاول إيجاد الإجابات عن جميع تساؤلاته، مما يؤدي إلى عدم الإستقرار في مزاجه، وإلى التقلبات العديدة والسريعة التي تثير قلق الأهل الذين غالباً ما ينسون انهم عانوا منها في سنين مراهقتهم.   

كيفية التعامل مع مزاجية المراهق

في هذه المرحلة يكون المراهق بحاجة إلى الشعور باهتمام وعاطفة والديه، ولكن في الوقت عينه من الضروري أن يعبّر الوالدان عن احترامهما لخصوصيته واستقلاليته، وذلك من خلال أمور وتصرفات صغيرة مثل طرق باب غرفته قبل الدخول إليها، التحاور معه بطريقة الراشدين ونقاشه حول أفكاره من دون غضب ولا نفاذ صبر.

من الضروري أن يعرف الوالدان أن المراهق أصبح قادراً على الإطلاع على كل ما يدور حوله، فلا داعي لمحاولة إخفاء الحقائق عنه، بل يجب مناقشته والتحاور معه حول الأحداث التي تحصل في حياته وفي محيطه.

من الضروري أن يتفهم الوالدان التغيرات المزاجية عند ابنهما المراهق والتعايش معها، ليساعداه على تخطي هذه المرحلة بسلام من دون مشاكل تُذكر وتؤثر على مستقبله.

المزيد حول تربية المراهقين في ما يلي:

هكذا تساعدين إبنك المراهق على تعزيز ثقته بنفسه

الحبّ في سنّ المراهقة... هل هو حقيقيّ؟

ما هي أبرز العلامات التي تدلّ على دخول مرحلة المراهقة؟