متى يُعتبَر البلوغ مبكراً؟ وما هي تأثيراته النفسية؟

No Writer

الإثنين، 16 ديسمبر 2019

مرحلة البلوغ هي من أكثر المراحل حساسية في الحياة ، فمن خلالها يعبر الإنسان من الطفولة إلى المراهقة ومنها إلى الشباب. وخلال مرحلة البلوغ يكون الفتيان والفتيات بحاجة ماسة إلى المرافقة والمساعدة لفهم وتقبّل التغيّرات الفيزويولجية والنفسية التي تستجد عليهم، وصولاً إلى الإستقرار الذاتي والإجتماعي. فما هي خصائص هذه المرحلة الدقيقة، وما هو تأثير البلوغ المبكر على الأطفال؟

البلوغ المبكر

البلوغ هو المرحلة التي يتم فيها التطوّر والنمو الفيزيولوجي والنفسي قبل الوصول إلى مرحلة المراهقة، وخلال هذه المرحلة تنضج الأعضاء التناسلية عند الصبي وعند الفتاة ويصبحان قادرين على إتمام عملية التزاوج والتكاثر، كما أنها الفترة التي تبدأ خلالها المظاهر الجنسية عند كل منهما بالظهور، أي بروز الثدين والأرداف عند الفتاة ونمو الشعر على وجه الصبي وفي أماكن محددة من جسد كل منهما. وفي هذه المرحلة أيضاً تختبر الفتاة للمرة الأولى الحيض وتفهم مبدأ الدورة الشهرية، بينما تحدث تغيّرات في صوت الصبي. تتطلب هذه المرحلة عادة للاكتمال من سنتين إلى خمس سنوات منذ بدايتها.

أما التوقيت فهو يختلف بين الفتيان والفتيات وذلك لاختلاف البنية الجسدية بينهما، فمن الممكن أن يبدأ البلوغ عند الفتيات في عمر التاسعة، وتصل إلى مرحلة ظهور الحيض بعد سنتين أو ثلاثة من بداية ظهور الخصائص الجنسية الثانوية لديها. وبعد سنتين من بدأ الحيض، تتوقّف غالباً عملية النمو الجسمي عند الفتاة.

أما عند الصبي، فتبدأ التغيرات في الجهاز التناسلي في الظهور بين سن الثانية عشرة والرابعة عشرة، وتستمر هذه التغيرات والتطوّرات حتى بلوغه الثامنة عشرة.

لذلك فإن البلوغ المبكر هو الذي يحصل لدى القتيات قبل سن التاسعة وعند الفتيان قبل سن الحادية عشر، وأسبابه تكون غالباً إما وراثية وإما مرتبطة بحدوث تغيّرات جسدية في جسم الطفل تؤدي إلى إفراز الهرمونات الجنسية لديه في وقت مبكر.

التأثيرات النفسية للبلوغ المبكر

البلوغ المبكر غالباً يضع بعض الأحمال الإضافية على نفسية الطفل أو الطفلة، وخاصة عند الإناث اللواتي يكون عليهن التعامل مع موضوع الحيض وأوجاعه والإنزعاج الذي يسببه. لذلك فإن البلوغ المبكر ممكن أن يؤدي إلى شعور الطفل بالقلق وممكن أن يعرّضه إلى بعض السخرية من قبل زملائه الذين هم في العمر نفسه ولكنهم لم يلوا إلى هذه المرحلة بعد.

كما وبما أن أن النمو الجسدي عند الفتاة يتوقّف بعد فترة وجيزة من حدوث الحيض للمرة الأولى، فإن الفتيات اللواتي يبلغن باكراً يكنّ معرّضات إلى أن تكون قامتهن قصيرة بالمقارنة مع الفتيات من نفس العمر، وذلك أيضاً يمكن أن يضيف إلى الأعباء التي يفرضها عليهن البلوغ المبكر.

ومن ناحية أخرى، فإن الأحاسيس الجنسية تبدأ عند الفتيان والفتيات الذين بلغوا بشكل مبكر قبل أن تبدأ عند أقرانهم، وذلك أيضاً من شأنه أن يولد لديهم المزيد من القلق والشعور بالذنب في بعض الأحيان.

المزيد حول تربية المراهقين في ما يلي:

هكذا تساعدين إبنك المراهق على تعزيز ثقته بنفسه

الحبّ في سنّ المراهقة... هل هو حقيقيّ؟

ما هي أبرز العلامات التي تدلّ على دخول مرحلة المراهقة؟