الصراخ في وجه الأطفال... هل هو أسلوب تربوي مفيد أو مؤذٍ؟

No Writer

الإثنين، 21 سبتمبر 2020

تتطلب تربية الطفل الكثير من الصبر والتأني في التعامل معه لمساعدته على بناء شخصية متوازنة، وإتقان التعامل مع محيطه في المستقبل. ولكن مهمة التربية هذه يتخللها العديد من الصعوبات، فلا تستطيع الأم في الكثير من الأحيان ضبط أعصابها وتجد نفسها وقد بدأت بالصراخ في وجه الطفل وتأنيبه بسبب تصرفات معينة. ولكن ردّات الفعل هذه من شأنها أن تؤثر سلباً على نمو الطفل من الناحية النفسية، فاكتشفوا في السطور التالية مدى تأثير الصراخ على أطفالكم.


ما الدوافع للصراخ؟

مهما كانت الأم تتمتع بشخصية هادئة وقادرة على استيعاب الطفل، إلا أنه من الممكن أن تبلغ بها العصبية في بعض الأحيان إلى فقدان كل ما أعطيت من صبر وأناة، وتجد نفسها وهي تبدأ بالصراخ في وجه طفلها لعله يستوعب ما تقوله له ويكف عن التصرفات التي تمنعه عنها ويلتزم بتنفيذ ما تطلبه منه. وهذا ممكن أن يحصل مع الوالد أيضاً فيمكن أن تكون ردة فعله تجاه سلوكيات الطفل مماثلة.

فالصراخ هو أحد الطرق الغريزية التي يعتمد عليها الإنسان للتعبير عن غضبه ونفاذ صبره، كما أن الصوت العالي والنبرة الحادة هما من الوسائل التي قد يعتمدها الوالدان لجذب انتباه الطفل وإيصال الرسائل إليه. ولكن هل الصراخ في وجه الطفل هو وسيلة تربوية فعالة، وما هي تأثيراته السلبية؟

الصراخ يؤدي إلى العدوانية وقلة الثقة بالنفس

إن الصراخ بوجه الطفل يُعتبَر تصرفاً عدوانياً من الأهل تجاه الطفل، وهو يدفع به إلى الشعور بالخوف وعدم الأمان، مما يدفعه إلى التصرف بعدوانية بدوره للدفاع عن نفسه مما يجعل تربيته وتوجيه تصرفاته مهمة صعبة للغاية، كما أن تكرار الصراخ في وجه الطفل يضعف قدرته على التركيز وعلى تلقي المعلومات والرسائل التي يود والداه إيصالها إليه، فيكون مفعول الصراخ معاكساً للغاية الأساسية منه. وأيضاً قد يعتاد الطفل مع الوقت على صراخ والديه فلا يعود يتأثر به، ولا يغيّر شيئاً من تصرفاته. كما أن الصراخ يؤدي إلى عدم ثقة الطفل بنفسه لأنه  يشعر بأنه لا يحظى بالتقدير والإهتمام والحب من ذويه، وقلة الثقة بالنفس هذه تمتد مدى حياته وتؤثر سلباً على علاقاته المستقبلية وقدرته على التواصل مع محيطه.

الاكتئاب والتأثيرات سلبية على الدماغ وتطوّره

بحسب الدراسات العلمية، إن الطفل الذي يتعرّض إلى الكثير من التأنيب والصراخ يكون في المستقبل أكثر عرضة إلى الإصابة بالاكتئاب، كما أنه يكون أكثر ميلاً إلى السلوكيات الشاذة في عمر المراهقة والشباب. ومن جهة أخرى، أظهرت الأبحاث أيضاً أن الصراخ الدائم في وجه الطفل من شأنه أن يؤثر سلباً على نمو دماغه، فيكون نمو المناطق المسؤولة عن معالجة الأصوات واللغة عند هذا الطفل أبطأ من الطبيعي.

المزيد حول تربية الأطفال في هذه الروابط:

4 نشاطات مسلية للأطفال يمكن تطبيقها في المنزل

4 نصائح يجب تطبيقها لنجاح الطفل في التعلم عن بعد

العنف عند الأطفال اقل من سنتين يؤدي إلى عواقب طويلة الأمد!