الأمراض الجنسية الخفية... هل تعيق الإنجاب؟

الإثنين، 28 يوليه 2025

في عالم يسوده الانفتاح والتطور، لا تزال الأمراض المنقولة جنسياً تُشكل تهديداً صامتاً للصحّة الإنجابية. فبينما ينشغل البعض بمخاطرها الصحية العامة، يتغافلون عن علاقتها المباشرة بخطر العقم، سواء عند الرجال أو النساء. فهل يمكن لعدوى تنتقل أثناء علاقة جنسية أن تحرم الإنسان من فرصة الإنجاب؟ الإجابة الصادمة: نعم.

 

ما هي الأمراض المنقولة جنسياً؟

الأمراض المنقولة جنسياً (STDs أو STIs) هي عدوى تُنقل أساساً من خلال الاتصال الجنسي، وتتنوّع بين بكتيرية، فيروسية، وفطرية. من أبرزها: الكلاميديا، السيلان، الزهري، الهربس التناسلي، فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

 

كيف تسبب العقم؟

1- انسداد قنوات الإنجاب: بعض الأمراض مثل الكلاميديا والسيلان قد لا تظهر لها أعراض واضحة، لكنّها تهاجم الجهاز التناسلي بصمت. عند النساء، يمكن أن تؤدي إلى مرض التهاب الحوض (PID)، وهو التهاب يصيب الرحم وقناتي فالوب والمبيضين. هذا المرض يُسبب تندباً أو انسداداً في قنوات فالوب، ما يمنع التقاء البويضة بالحيوان المنوي.

 أما عند الرجال، فقد تؤثر هذه العدوى على البربخ (الأنبوب الذي ينقل الحيوانات المنوية)، ممّا يؤدي إلى انسداده وبالتالي انخفاض الخصوبة أو العقم الكامل.

 

2- تدمير الخلايا التناسلية: بعض الفيروسات مثل الهربس وHPV قد تضعف من جودة الخلايا التناسلية أو ترفع من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم أو الخصيتين، ما يؤثر بشكل غير مباشر على القدرة الإنجابية.

 

3- التهابات مزمنة وصامتة: العديد من الأمراض الجنسية قد تستمر دون أعراض واضحة، ما يُطيل فترة الالتهاب الداخلي ويُضاعف الضرر الذي يُصيب الأعضاء التناسلية. كلما تأخر التشخيص، زادت احتمالية حدوث مضاعفات تؤثر على الخصوبة.

 

الوقاية خير من الندم:

- الفحص الدوري: حتى في غياب الأعراض، يُنصح بالفحص المنتظم خاصّة لمن لديهم شركاء جنسيون متعددون.

- استخدام الواقي الذكري: يقلّل من فرص الإصابة بأغلب الأمراض المنقولة جنسياً.

- العلاج المبكر: في حال ظهور أعراض مثل الحكة، الإفرازات غير الطبيعية، أو الألم أثناء التبول، يجب التوجه للطبيب فوراً.

- الامتناع عن العلاقات العشوائية: تقليل عدد الشركاء الجنسيين يحدّ من خطر العدوى.

 العقم قد لا يكون قدراً محتوماً، بل نتيجة لخطر صامت يمكن تفاديه. الأمراض المنقولة جنسياً ليست مجرد إزعاج مؤقت، بل قد تُغلق باب الإنجاب إلى الأبد إذا لم تُكتشف وتُعالج في وقت مبكر. 

 

اطرحوا اسئلتكم حول المشاكل الجنسية التي تعانون منها على أخصائيين في هذا المجال من خلال استشارة الكترونية تحصلون عليها عبر موقع www.sohatidoc.com

يمكنكم قراءة المزيد حول عوارض الدورة الشهريّة عبر الروابط التالية:

‪‪مقالات ذات صلة
إقرأ أيضاً