هل يعيش الجنين توتّر أمّه الرقمي؟ كيف تؤثر الإشعارات والهواتف على هرمونات الحمل؟
الأربعاء، 19 نوفمبر 2025
في زمن أصبحت فيه الهواتف امتداداً لأيدينا، لم يعد التوتر محصوراً بالمواقف الواقعية فقط، بل صار ينبض مع كل إشعار يضيء الشاشة. وبينما تتأقلم الأمهات مع هذا الإيقاع السريع، يظهر سؤال مهم لم يُناقش كثيراً: هل يشعر الجنين بهذا الضغط؟ وهل يمكن أن تنتقل تأثيرات "التوتر الرقمي" من الأم إلى طفلها قبل الولادة؟ هذا الموضوع يأخذنا إلى منطقة جديدة تجمع بين التكنولوجيا والهرمونات وصحّة الجنين.
كيف يبدأ التوتر الرقمي لدى الحامل؟
التوتر الرقمي لا يتعلّق فقط بكثرة استخدام الهاتف، بل بجوّ كامل من الانشغال الدائم:
- إشعارات متلاحقة
- رسائل عاجلة
- ضغط مواقع التواصل
- متابعة البريد والعمل من الهاتف
- ضوء الشاشة الأزرق قبل النوم
كل هذه العناصر تحفّز الجهاز العصبي لدى الأم، فيرتفع هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر.
هل تصل إشارات التوتر إلى الجنين؟
نعم، الدراسات تشير إلى أن المشاعر القوية والضغوط المستمرة لدى الأم يمكن أن تنعكس على الجنين عبر:
- زيادة مستويات الكورتيزول التي تعبر المشيمة بنسب معيّنة
- تغيّر معدل نبض الأم، ما يؤثر على نمط نبض الجنين
- تغيّر نوعية النوم لدى الأم، ما يؤثر على تنظيم نوم الجنين
- انقباضات خفيفة في الرحم نتيجة التوتر المستمر
النتيجة؟
بيئة داخلية أقل هدوءاً، قد تؤثر على نمو الجهاز العصبي للجنين إذا استمر الضغط لفترات طويلة.
الإشعارات المتكررة… التوتر الصامت الذي لا ننتبه له
الإشعار ليس مجرد صوت. إنه "نبضة ضغط" تجعل الدماغ في حالة تأهب مستمر.
بالنسبة للحامل، هذه الحالة قد:
- ترفع نبض القلب
- تنشّط الجهاز العصبي الودّي
- تعيق استرخاء الجسم
- ترفع مستويات هرمونات القلق
ومع وصول هذه الإشارات إلى الجنين، قد يلاحظ الأطباء زيادة حركة الجنين أو العكس عند بعض الأمهات خلال فترات الضغط.
هل يؤثر استخدام الهاتف على هرمونات الحامل؟
الاستخدام المفرط للهواتف قد يغيّر توازن بعض الهرمونات المهمة للحمل عبر:
- التقليل من إفراز الميلاتونين بسبب الضوء الأزرق → اضطرابات نوم
- رفع الكورتيزول بسبب المقارنات، كثرة المعلومات، والضغط الرقمي
- الإجهاد الذهني الذي قد يؤثر على الشهية والمزاج
اضطراب هذه الهرمونات لا يؤذي الأم فقط، بل قد يربك إيقاع الجنين خلال تطوّره العصبي.
متى يصبح التوتر الرقمي خطيراً؟
يُعتبر خطيراً عندما يسبّب:
- أرق مزمن
- نوبات بكاء أو انفعال
- تغيّر واضح في حركة الجنين
- خمول شديد بسبب الإرهاق
- ضعف التركيز والذاكرة
- ارتفاع الكورتيزول بشكل متكرر
عند هذه المرحلة، يصبح التدخل ضرورياً لحماية الأم والجنين معاً.
5 خطوات تقلّل أثر التوتر الرقمي على الجنين
1- وضع الهاتف على “وضع عدم الإزعاج” 3 ساعات يومياً: يسمح للجسم بالعودة إلى توازن هرموني صحي.
2- تحديد وقت ثابت لاستخدام مواقع التواصل: 30 دقيقة صباحاً و30 مساءً، لا أكثر.
3- تجنّب الهاتف قبل النوم بساعة: لتعزيز إفراز الميلاتونين الذي يساعد على نوم الأم والجنين.
4- اختيار محتوى مريح نفسيّاً: متابعة صفحات إيجابية، والتوقف عن متابعة الحسابات التي تسبب ضغطاً أو مقارنة.
5- التنفس العميق عند كل توتر مفاجئ: 3 دقائق من التنفس تقلّل الكورتيزول بنسبة ملحوظة.
اطرحوا اسئلتكم حول الأعراض التي تلاحظونها او الأمراض التي تعانون منها على أخصائيين عبر ٳستشارة أونلاين من خلال الدخول الى www.sohatidoc.com وحجز الموعد المناسب لكم مع الطبيب الذي تختارونه.
اطلعوا على المزيد من المواضيع حول الصحّة عبر المواضيع التالية: