مرض فقدان الشهية

الخميس، 19 ديسمبر 2013

 فقدان الشهية مرض يصيب غالباً المراهقين و بشكل خاص الفتيات الشابات. 

يشعر الأشخاص الذين يفقدون الشهية بأن أجسامهم ضخمة وقبيحة. لذا يتبعون أساليب لإنقاص وزنهم. فلا يتغذون أبداً ولكنهم لا يمكن ملاحظة فقدانهم للوزن. 

 

مرض فقدان الشهية هو أكثر من مجرد فقدان الشهية التي نشعر بها بالعادة. فغالباً ما ترسم الفتاة الشابة في ذهنها صورة خاطئة عن جسدها، وتعتبر نفسها ضخمة وقبيحة وتقرر أن تخسر الوزن بشكل يتعدى الحد المعقول. في البداية، قد تبدأ المراهقة بنظام غذائي لتصحيح الأماكن الظاهرة في جسدها، إن كانت حقيقية أو خيالية. ولكن بدل أن تتوقف، عندما تخسر بضعة كيلوغرامات، تقوم بإتباع نظام غذائي آخر أقسى من الأول، حتى تبدأ  في النهاية برفض الطعام بشكل تام. وهكذا تصبح الوجبات مصدراً للقلق والصراع داخل الأسرة، حيث يتركز الاهتمام على طبق الطعام الكامل دائماً... أو الذي لا يفرغ. في بعض الأحيان، بعيداً عن الأنظار، نرى الشخص المصاب يستهلك فجأة كميات كبيرة من الطعام: وهذا ما يسمى بمرحلة الشره المرضي. ويعتبر هذا النهم  كفشل، وقد يعمد الشخص المصاب إلى التقيؤ لكي لا يشعر بالذنب. 

 

هذا الحرمان من الطعام يؤدي إلى خسارة وزن كبير جداً قد يصل في أحرج الحالات إلى نصف الوزن الطبيعي. ونحافة المراهقة هي واحدة من الأسباب الرئيسية التي تدفع الوالدين إلى استشارة الطبيب، وغالباً ما يكون ذلك بعكس رغبة المريضة التي تدّعي أنها بخير. وبالإضافة الى فقدان الوزن، غالباً ما يترافق مرض فقدان الشهية لدى الفتيات الشابات مع توقف الدورة الشهرية لديهن، أو انقطاع الطمث.

 

ما زالت أسباب فقدان الشهية غامضة. ويبدو أن بعض الاضطرابات في بنية الأسرة قد تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض. وعموماً يُصاب بهذا المرض الأطفال المحاطون برعاية وحماية زائدة عن الحد إذ يجدون صعوبة في تأكيد استقلاليتهم عن الأم. هؤلاء الشباب متطلبون على أنفسهم أيضاً ويريدون والحصول على أفضل الدرجات في المدرسة. كما أنهم نشيطون، وغالباً ما يمارسون العديد من الألعاب الرياضية، وذلك بهدف فقدان الوزن. ولكن حتى في الأنشطة الجماعية يبقون منعزلين. 

 

حرمان النفس و التعرض للخطر 

فقدان الشهية مرض خطير وقد يؤدي في الحالات القصوى إلى الموت. تظهر الأعراض الأولى عندما يفقد الشخص وزنه بشكل ملحوظ جداً. في هذا التغيير، ستعاني المراهقة من نقص في الفيتامينات والمعادن (الكالسيوم)، ومن الحديد، وهي عناصر يمكن الحصول عليها من التغذية.

إذا أصاب هذا المرض الأطفال، فإنه يؤدي إلى تباطؤ في النمو. ويعاني الطفل نقصاً يُضعف جسمه، ويجعله أكثر عرضة للعدوى، وتصبح أظافره وشعره جافاً وهشاً. وعلى المدى البعيد، يمكن أن يسبب سوء التغذية مشاكل في القلب وفي الهرمونات. وبالإضافة إلى رفضه تناول الطعام، قد يصبح سلوك الطفل خطيراً إذ يرغم نفسه على القيء أو يقوم باستهلاك المسهلات، ما يمكن أن يسبب فقدان البوتاسيوم والخطر الدائم. عندما يصبح فقدان الوزن خطراً، لا بد من تلقي العلاج في المستشفى، وأحيانا في وحدة العناية المركزة.

 

غالباً ما يكون الشفاء غير كامل  

إن علاج فقدان الشهية معقد ويقوم به متخصصون مختلفون. ويكمن هدفهم في إعطاء المراهقة صورة إيجابية عن جسمها ومساعدتها في اعتماد سلوك غذائي طبيعي. فقط ثلث المصابين بهذا المرض يشفون شفاء كاملاً، والبعض الآخر يبقى يعاني دوماً من مشاكل غذائية بسيطة وأخرى تؤثر على السلوك. 

وتكمن معايير الشفاء باستعادة سلوك تغذية طبيعي، وعودة الحيض واكتساب الوزن. 

 

إقرأ المزيد عن مرض فقدان الشهية على موقع أنوثة.