الصداقة بين الأب وابنه... فرصة واقعية يغفلها البعض!

الإثنين، 20 يناير 2014

كثيرا ما تكون العلاقة الأسرية محدودة بين الآباء والأبناء. ففي القديم كان الابن يخاف خوفًا شديدًا من والده لدرجة أنه لا يتلفظ بأي قول ليس له معنى أو يرد عليه إذا عاقبه. لكن تغيرت بعض الأمور مع مرور الزمن حيث أصبح الابن صديقا لأبيه في نفس الوقت إبنا له. فما هي أهميّة هذه العلاقة؟.

 

صياغة العلاقة تعود للوالد

 

إن أساس علاقة الابن بوالده تبدأ منذ نعومة أظافره. إذ أن نوع العلاقة التي تربط الاثنين تقع بالثقل الأكبر على عاتق الوالد، حيث أن الطفل منذ الصغر يكون كعجينة بيد الأب يصوغها بأشكال مختلفة، فإذا ما أراد الوالد بأن تكون علاقته بولده علاقة صداقة وأبوة، تمكن ذلك من الصغر. فنلاحظ في بعض الأحيان تعمد الأب إخراج ابنه معه إلى عمله ومرافقته له في جلساته مع الكبار وجلوسه معه في المجالس، وهنا يتربى الطفل على مبادئ وأفكار والده ويصبح له الأب والصديق معا. في حين أن هناك مجموعة من الآباء ترفض حب الأبوة والصداقة، وتقبل بمبدأ التسليط والقسوة والعناد مع أبناءهم، ويرى الأب بأنه أكبر من مرافقة ابنه أو أن يقبل به صديق صغير. وهكذا تدريجيا يلتجأ هذا الابن إلى الشارع ومرافقة أصدقاء السوء.

 

إن صداقة الأب فرصة حقيقية لأن البعض حرم منها، إنها فرصة ثمينة لأن البعض يسيء إليها. عندما يكون الطفل صغيرا يكون تحت رعاية الأم أكثر من الأب، وبمجرد أن يكبر قليلا يصبح تحت مراقبة الأب كي يميز أصدقاء السوء من الأصدقاء الجيدين، ويقترب منه تدريجيا حتى يحكي له جميع أسراره، ويعيش دون خوف من مقاسي الحياة تحت جناح أبيه. فيجب على الأب أن يمنح وقتا للجلوس مع ابنه وتدريسه واللعب معه.