عصبية ما بعد الولادة: حالات كثيرة وعلاجات أكثر!

الأربعاء، 03 أغسطس 2016

تحتل الاضطرابات المزاجية التي قد تصيب الأم بعد الوضع بفترة قصيرة الدرجة الأولى في سلم المضاعفات التي قد تصيب الأم بعد عملية الوضع بشكل عام (سواء كانت الولادة طبيعية أو جراحية). وقد أشارت الدراسات العديدة الى أن نحو 87 في المئة من الأمهات يعانين من نوع من أنواع الاضطرابات المزاجية الثلاثة، التي قد تحدث بعد وضعهن لأطفالهن وهي: حزن ما بعد الوضع، إكتئاب ما بعد الوضع، وذهان ما بعد الوضع.

 

أسباب اضطرابات المزاج بعد الوضع كثيرة ومتعددة

 

التغيرات الهرمونية

من المعروف طبياً أنه خلال الأسابيع القليلة الأخيرة من فترة الحمل يرتفع مستوى هرموني الأستروجين والبروجسترون في الدم ارتفاعاً كبيراً، بينما ينخفض مستوى هذه الهرمونات (بما فيها هرمون الكورتيزول انخفاضاً مفاجئاً خلال اليومين الأولين من فترة الأربعة أو الستة أسابيع، التي تلي الوضع، والمسماة علمياً فترة النفاس. ويعتقد الأطباء أيضاً أن زيادة تركيز هرمون البرولاكتين في الدم يؤدي أيضاً الى تغيرات مزاجية. غير أن هذه التغيرات الهرمونية، تحدث عند جميع الأمهات في فترة النفاس.

 

العوامل النفسية

النساء اللواتي يعانين من عدم الانسجام مع أزواجهن، أو عدم الرضى على العلاقة الزوجية، أو عدم وجود دعم معنوي وعاطفي من الأهل والزوج والأقارب أثناء فترة الحمل وخلال الوضع، أو النساء اللواتي أصبن قبل الولادة (أو بعدها بفترة قصيرة) بمصائب عائلية واجتماعية سلبية، مثل: موت شخص عزيز أو الطلاق، كل هذه العوامل تجعلهن معرضات وقابلات للإصابة باضطرابات مزاجية بعد الوضع، مقارنة مع غيرهن من الأمهات.

 

العوامل البيولوجية

 

النساء اللواتي أصبن في الماضي (قبل الحمل أو خلاله) باضطرابات مزاجية، أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات المزاجية بعد الوضع، مقارنة مع غيرهن من النساء.  وكذلك الأمر بالنسبة للنساء اللواتي لهن تاريخ مرضي يشير الى إصابتهن باضطرابات نفسية بعد الوضع.

 

حزن ما بعد الوضع

هذا النوع من الاضطرابات المزاجية أكثر شيوعاً من الاكتئاب والذهان التي يمكن أن تصاب بها الأم بعد الوضع. وتتراوح نسبته الانتشارية بين 71 و 85 في المئة من حالات الوضع. وتبدأ أعراض المرض بالظهور في اليوم الثاني بعد الوضع، لتصل ذروتها في اليوم الرابع أو الخامس.

وتتمثل هذه الأعراض بما يلي: بكاء مستمر، قلق على الوليد بشكل عام وعلى الرضاعة بشكل خاص، ارتباك، حساسية تجاه تعليق وملاحظات الناس من حولها. غير أن هذه الأعراض ما تلبث أن تزول تلقائياً خلال الأسبوعين التي تلي الوضع. وقد تزول في مدة أقصر من ذلك في حال منح الأهل والزوج الدعم المعنوي والحب والحنان للأم، وتوفير المجال لها للنوم قدر المستطاع، إضافة الى قيام العاملين في مجال الصحة بطمأنة الأم بأن هذه الأعراض ليست سوى أعراض عابرة ومؤقتة وستزول لا محالة. ولا توجد حاجة لتناول الأدوية والعقاقير.

وفي حال إستمر "حزن ما بعد الوضع" ووصل الى إكتئاب فيصبح عندها خطراً يستوجب العلاج بالأدوية المختصة.

 

علاج أعراض العصبية بعد الولادة

تنطوي عملية علاج الإضطراب النفسي على عدة أمور منها: التحدث مع طبيب نفسي معالج، وتناول العقاقير قد يفيد أحيانًا لاسيما في الحالات الصعبة مع إستشارة طبيب مختص، وقد تحتاج الأم لمن يوفر الرعاية لها ولطفلها ولمن يدعمها نفسيًا وعاطفيًا.

وفي حالات  الإكتئاب القصوى من الضروري طلب المساعدة الطبية في أسرع وقتٍ ممكن، فالطبيب المحترف هو فقط القادر على تشخيص الحالة النفسية لتلقي العلاج المناسب.

 

إقرأوا المزيد عن موضوع ما بعد الولادة من خلال موقع صحتي: 

 

لماذا تمتنع المرأة عن العلاقة الحميمة بعد الولادة؟

متى تبدأين بإزالة الشعر بعد الولادة؟

احذري هذه المشاكل الصحية بعد الانجاب

 

‪‪مقالات ذات صلة
إقرأ أيضاً