النوم... أفضل وسيلة لتنقية الذهن

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

يحمل النوم الهادئ والعميق فائدة كبيرة، وتتمثل أهميته بتنظيف الذهن من النفايات السّامّة. فمن المعروف أنّ الإنسان يستغل ثلث ساعات اليوم للنوم، ما يساعد على تنقية الذهن، وهو الأمر الذي يصعب تحقيقه في حالة اليقظة. فكيف يحقّق هذه الوظيفة؟.

 

أهميّة النوم العميق

 

عندما يكون الجسم في حالة استرخاء تامّ، يتسنى للعقل ممارسة عملية التنظيف للتخلص من الفوضى الكيميائية التي تستنزف المخ، ما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض العصبية مثل الزهايمر،  بحسب ما يؤكد العلماء.

 

وقد قال باحثون في الولايات المتحدة إنهم اكتشفوا أحد الأسباب الرئيسية للنوم، ويعتقدون أنّ نظام التخلص من الفضلات يعتبر المسبّب الرئيسي للنوم. وأظهرت التجارب التي أجروها على الفئران، أنّ المخ يستخدم النوم كوسيلة للتخلص من السّموم التي تتراكم خلال عملية الإستيقاظ نتيجة لعمليات الإتصال بين الخلايا العصبية.

 

وأثبتت الدراسة التي نشرها الباحثون، أنّ خلايا المخ تنكمش أثناء النوم مما يؤدي إلى فتح ثغر بينها تسمح للسوائل بغسل المخ. كذلك يشيرون الى أنّ إخفاق هذا النظام في التخلص من بعض الفضلات قد يكون سبباً لبعض الأمراض التي تصيب المخ.

 

صيانة خلايا المخّ

 

وبينما كانت بحوث سابقة قد أثبتت أنّ للنوم دوراً كبيراً في تعزيز الذاكرة والقدرة على التعلم، أثبت فريق البحوث في جامعة روشستر بنيويورك أنّ أحد الأسباب الرئيسية للنوم هو صيانة خلايا المخ. ولا يتوافر المخ إلاّ على كمية محدودة من الطاقة، لذا يبدو أنه يتعيّن عليه الإختيار بين وضعين: إما أن يكون مستيقظاً ويفكر، وإما أن يكون نائماً ويقوم بأعمال الصّيانة. ويأتي الإكتشاف الجديد مكملاً لذلك الذي حققه العلماء في العام الماضي باكتشافهم لنظام صرف خاص بالمخ يدعى النظام الغليمفاوي، الذي يتولى مهمة إنقاذ المخ من الفضلات الضارة.

 

وبرهن العلماء بتصوير أمخاخ الجرذان أنّ فاعلية النظام الغليمفاوي هذا تتضاعف عشر مرات عندما تكون الجرذان في حالة نوم. ولاحظوا أنّ خلايا معينة في المخ، والأرجح أن تكون الخلايا الدبقية التي تبقي الخلايا الدماغية حيّة، تنكمش أثناء النوم، مما يزيد من حجم المجالات بين الخلايا وتسمح بضخ كميات أكبر من السوائل التي تقوم بإزالة الفضلات الضارة.

 

إنّ عملية الغسيل هذه تعتبر حيوية جداً لديمومة الحياة، ولكنها مستحيلة أثناء اليقظة. كما أشارت الدراسات إلى أنّ هذا طبعاً كله محض افتراض، ولكن يبدو أنّ المخ يستخدم كميات كبيرة من الطاقة في ضخ السوائل الى أجزائه المختلفة وهي عملية لا تتواءم مع عملية التعامل مع المعلومات أي حالة اليقظة. وأضافت أنّ الأهمية الحقيقية لهذا الاكتشاف لن تظهر إلاّ بعد إجراء تجارب على البشر، ولكن ذلك لن يكون صعب المنال إذ يمكن القيام به من طريق آلة الرنين المغناطيسي.