الإجهاد أو اضطراب التوتر

الإجهاد أو اضطراب التوتر

  كلنا نمرّ بأوقات إجهاد ولكن لا بدّ من حصول هذا ليتكيف الجسم مع القيود الخارجية. ولكن تكمن المشكلة في فرط الإجهاد وقد يزيد على ذلك نمط حياتنا، ما يمكن أن يتسبب بالإزعاج قد يصبح خطيراً أحياناً.  

 

نظام ردة الفعل 

يقضي الإجهاد بالاستجابة المبرمجة للجسم. فمهما كان السبب المسؤول عن التحفيز، يتفاعل جسمنا بالطريقة ذاتها  تقريباً: سرعة في معدل ضربات القلب، والتعرق وما إلى ذلك... فإذا كان الشعور بالخوف كبير أو يوجد فرط من العاطفة، قد تحصل ردود فعل جسدية أكثر وضوحاً مثل القيء والغثيان. وتظهر الأعراض النفسية أيضاً مع الأعراض الجسدية. 

 

تختلف أسباب الإجهاد من فرد إلى آخر، كل الظروف الجسدية أو النفسية أو العاطفية "الصعبة" يمكن أن تسبب الإجهاد. مثلاً، الهبوط في المظلة أو إجراء مقابلات العمل يمكن أن تؤدي إلى ردة الفعل هذه. في الواقع، تختلف رد الفعل حسب الأفراد.

 

يمكن أن نميز ثلاث مراحل في الإجهاد:

  • - رد الفعل الإنذارية حيث يستعد الجسم للرد. إذ ينبض القلب بشكل أسرع ليوصل المزيد من الدم والأكسيجين إلى العضلات، ويصبح التنفس أقل وأسرع، في حين يخزن الجسم عناصر طاقته من السكر والدهون.

 

  • - تأتي مرحلة المقاومة في الوقت الذي "يتكيف به الجسم مع ما يحصل." وتكون ردود الفعل سريعة وتكون القدرات المادية والفكرية في حال يقظة تامة. وتظهر بعض الظواهر الفسيولوجية الأخرى لتساعد الجسم على التحمل.

 

  • - أما مرحلة الإرهاق فتبدأ عندما يستمر الإجهاد أو يكون وقعه كبيراً على الشخص، لذا لا يعد الجسم يعتمد على الموارد المخزنة. وفي هذه المرحلة يمكن أن تظهر الآثار المرضية للإجهاد.  

 

النتائج المترتبة على الإجهاد

إن ما يتحكم  بردّة الفعل على الإجهاد هو الجهاز العصبي، والهرمونات والغدد أيضاً.

إن مرّت أوقات الإجهاد بشكل سيئ وتكررت كثيراً، قد تنشأ أعراض واضطرابات لدى الشخص. فالآثار الضارة للإجهاد عديدة. وهي تشمل أولاً كل "المشاكل الصغيرة" التي تجعلنا نقول أننا لسنا بحالة جيدة ونشعر بالاستياء:  التعب، والاضطرابات في النوم، والعصبية، وحتى الاضطرابات في الرغبة الجنسية. ولكن يمكن أن تكون التأثيرات أكبر.

 

  • - الاضطرابات في الجهاز الهضمي: النفخة، والإسهال ووجع البطن وغالباً ما تتأثر الأمعاء. ولكن يجب الحذر، فعندما تحدث هكذا أعراض، قبل مناقشة عواقب الإجهاد، يجب أن يتأكد الطبيب أولاً من عدم وجود أسباب أخرى عضوية.

 

  • - لا يلائم القلب أيضاً التعرّض للإجهاد كثيراً. ويُعتبر الإجهاد من أحد العوامل التي يمكن أن تسهم في احتشاء عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم. فالخفقان مثلاً قد يتعلق جزئياً بالإجهاد.

 

  • - كما قد يحمل الجلد علامات الإجهاد: فالعديد من الأمراض يتفاقم بسبب الإجهاد. هذا هو الحال بالنسبة للحساسية الدهنية والصدفية أو الأكزيما.

 

التصرف مع الإجهاد و تخفيف الضغط 

إذا كنت تشعر بالتوتر والقلق،  يجب أولاً أن تحاول تحديد السبب. غالباً ما تكمن المشكلة في الإطار المهني والعائلي.  فطبع الشريك الصعب أو نوم الأطفال أقل من المعتاد أو التغيير في العادات كلها أسباب تكفي للإصابة بالتوتر. 

 

وعند تحديد المشكلة، يجب تجنبها، وذلك ليس سهلاً دائماً، وإما يجب أن نتعلم التعايش مع الوضع. يمكن للجميع إيجاد التصرفات التي من شأنها أن تساعد على تحمل الضغط بشكل أفضل. فقد يكون من المفيد مثلاً، المشي على جوانب الشواطئ الهادئة أو محاولة الاستمتاع دائماً بوتيرة حياة مريحة ومليئة بالرفاه من خلال القيام بالهوايات التي نحب.

 

يجب أن نعرف أيضاً كيفية التخلص من الضغط. فجميع تقنيات الاسترخاء موجودة. اليوغا والاسترخاء والسونا والتدليك. والحل يكمن في إيجاد النشاط الذي يمكن أن يرضينا.

 

العلاجات 

لا يتم وصف الأدوية لعلاج الإجهاد إلا في حال وجود بعض العوارض مثل القلق أو التوتر أو الاكتئاب. إذا ظهرت لديك عوارض كثيرة يجب استشارة الطبيب الذي يمكن أن يصف العلاج المناسب في الوقت المحدد. 

 

متلازمة اضطراب التوتر ما بعد الصدمة

في هذه الحال السبب معروف. فقد يكون حادثاً أو إصابة أو كارثة طبيعية. فالشخص المصاب باضطراب التوتر ما بعد الصدمة قد يكون هو الضحية أو شاهد فقط عما حدث. ولا يتمكن من الخروج من الصدمة، وتسكن فيه صور الحادثة التي حصلت معه ويرى الكوابيس في الليل وحتى عندما يكون مستيقظاً في بعض الأحيان. وتُضاف إلى ذلك أعراض الاكتئاب والتي يمكن أن تكون حادة أكثر. ولا بدّ من استشارة الطبيب لعلاج اضطراب التوتر ما بعد الصدمة. 

 

‪ما رأيك ؟