هل يؤذي الصيام المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكبد؟

هل يؤذي الصيام المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكبد؟

للصيام فوائد كثيرة في معالجة العديد من الأمراض المزمنة، لأنّه يقلّل من ارتفاع مستوى السكر في الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية وضغط الدم وأمراض القلب. لكن ماذا بالنسبة لمرضى الكبد؟ هل يمكنهم الصيام؟. 

 

مرضى الكبد والصيام

 

إذا كان المرض في الكبد غير مزمن وليس في مراحله المتأخرة أو هناك مضاعفات خطيرة، بالطبع يمكن الصيام. كما لا يجب أخذ أية أدوية على فترات متقاربة أو مدرات للبول، لتجنب خطورة فقدان السوائل بشكل حاد خلال الصيام. وقد يكون الصيام مفيداً لبعض المرضى مثل المصابين بتشحّم الكبد، حيث أنّ الصيام مع الحمية الغذائية المناسبة قد يؤديان إلى انخفاض الوزن وانخفاض نسبة الدهون في الدم ومن ثم تحسن حالة الكبد، لكن يجب استشارة الطبيب.

 

في حال الصيام، يجب الابتعاد عن الأكل المضاف إليه ملح، خصوصاً للذين لديهم استسقاء وتورم في القدمين وسوائل في تجويف البطن. كما يجب التقليل من الدهون الحيوانية الموجودة في اللحم والألبان ومشتقاتهما، واستخدام كميات قليلة من الدهون النباتية. إلى جانب تقليل كمية البروتينات للمرضى المصابين بمرض مزمن والمصابين بتكرر اعتلال المخ والغيبوبة الكبدية. وأخيراً، من المهمّ التقليل من العصائر والتمور لما تحتويه من كميات عالية من البوتاسيوم، وذلك للمرضى الذين يتناولون مدرات للبول ومن النوع الذي يؤدي إلى الاحتفاظ بالبوتاسيوم في الجسم مثل دواء الداكتون ويمكن تناولها بكميات قليلة ومقننة.

 

متى يجب الامتناع عن الصيام؟

 

يفضل عدم الصيام إذا كان المرضى مصابون بأمراض مزمنة وفي مراحلها المتأخرة، مثل تليف الكبد، خصوصاً إن كانوا مصابين بأمراض مزمنة أخرى مثل السكري وأمراض القلب والكلى وغيرها. كما يجب الامتناع إذا كان المرضى يتعاطون أدوية مدرّة للبول، بجرعات عالية لعلاج الاستسقاء واحتباس السوائل في الجسم، ما قد يعرّضهم لفقدان كميات كبيرة من السوائل والأملاح.  وهذا ما يشمل أيضاً المرضى الذين يتعاطون أدوية تؤخذ على فترات متقاربة مثل المليّنات التي تعطى للمرضى المصابين باعتلال المخ الكبدي والغيبوبة الكبدية وتكرار حدوثها، أو الذين يتعاطون دواء الانترفيرون الذي يسبّب لهم مضاعفات مثل ارتفاع درجة الحرارة والغثيان والتقيؤ أو الإعياء العام، ما قد يجعل الصيام صعباً عليهم، خصوصاً في الأيام التي يتعاطون فيها الجرعة العلاجية.

 

كما أنّ بعض المرضى في فترة ما بعد علاج نزيف دوالي المريء عن طريق المنظار بالحقن، يكونون عرضة للإصابة بالقروح، سواء في المريء أو المعدة، وذلك بناء على مكان الحقن العلاجي بالتحديد أو وجود التهابات شديدة وقروح معوية مدمية تستلزم المتابعة والعلاج الدقيق، فيكون عدم الصيام أفضل.

‪ما رأيك ؟