سامحوا لراحتكم الجسدية والنفسية!

سامحوا لراحتكم الجسدية والنفسية!

الكثير من الناس لا يستطيعون فتح قلوبهم وعقولهم لمسامحة الآخرين. لكن هذا الانغلاق يؤدي إلى الأسوأ بالنسبة لطرفي المعادلة. فالمخطئ الذي يدرك خطأه ينتظر العفو من الآخر، والآخر ينتظر اعتذاراً، فتسوء العلاقة الإنسانية. فما أهمية المسامحة للفرد نفسه؟.

 

التسامح والراحة نفسية وجسدية

 

أثبتت الدراسات أنّ القدرة على مسامحة الناس والعفو عنهم عند وقوع الخطأ، تمنح راحة نفسية وجسدية، تنعكس إيجاباً على الصّحة العامة. كما أنّ القدرة على التعامل مع الغضب من التحديات الحقيقية في الحياة، لكنك تصبح عظيماً في أعين الآخرين.‏ لكن العفو عن الآخرين ليس بالكلمات فقط، بل يجب أن يكون نابعاً من القلب. فإنه من غير المفيد التظاهر بالعفو عن الآخرين، واستمرار حمل الأسى في القلب، لكي لا تكون له آثار مستقبلية سيئة. إذا، يجب على الإنسان التعايش سلميًا مع الإهانة التي يتلقاها من الآخر، أي أن يتجنب التفكير في الانتقام مستقبلاً.

 

إنّ العفو الحقيقي يزيل عن النفس وزناً ثقيلاً، ويعطي السلوك الإنساني قيمة أكبر تميزه عن بقية المخلوقات. فالحقد يؤدي مع مرور الزمن إلى أمراض جسدية تظهر لأسباب نفسية، وبذلك يضر براحة باله وصحته. ومن أبسط ما يمكن لهذا الحقد جلبه لمن يحمله في داخله، هو إصابته بالقرحة المعدية والصداع وتلف الأعصاب.‏

 

بالإضافة إلى أنّ العفو عن الناس يريح الضمير، وبالتالي عدم فقدان محبة الناس، وإدراك حقيقة أنّ الجميع يخطئ. ومن يهمه راحة ضميره يجب أن يعلم أنّ الخطأ لا ينبغي أن يواجه بخطأ، بل بالعفو. ويجب التفكير بالأمور الجيدة في الحياة، لأنّ الاستمرار في حالة المواجهة والتحدي يسلبنا هذا الوقت.

 

أخيرً، إنّ المفتاح الذي يساعدنا على العفو عن الآخر هو عدم إعطاء أهمية كبيرة للخطأ الذي يرتكبه الآخر، وهذا يساهم في تخفيف وطأة هذا الخطأ علينا، وبالتالي تصبح القدرة على العفو أسهل. 

‪ما رأيك ؟