قرارات لا نعرف مصدرها... الأثر الخفي لصدمات الطفولة على اختيارات الراشدين!

قرارات لا نعرف مصدرها... الأثر الخفي لصدمات الطفولة على اختيارات الراشدين!

تأثير صدمات الطفولة على اختيارات الراشدين

في كثير من الأحيان، لا تكون قرارات الراشدين نابعة فقط من واقعهم الحالي، بل تحمل في طيّاتها ظلال تجارب قديمة عاشوها في طفولتهم. صدمات الطفولة، حتى تلك التي يظنّ الإنسان أنه تجاوزها، قد تعاود الظهور بشكل غير مباشر، خصوصًا داخل العلاقات العاطفية والاجتماعية، حيث يبرز أحد أكثر المخاوف شيوعًا: الخوف من فقدان الهوية.

صدمات لا تختفي… بل تتخفّى

الطفل الذي نشأ في بيئة لم تُحترم فيها مشاعره أو حدوده، قد يكبر وهو يحمل إحساسًا عميقًا بعدم الأمان. هذا الإحساس لا يختفي مع الزمن، بل يتخذ أشكالًا جديدة في حياة الراشد، مثل التردّد في اتخاذ القرارات، أو القلق الدائم من إرضاء الآخرين على حساب النفس.

وبعض الراشدين يدخلون العلاقات وهم مستعدون للتخلّي عن رغباتهم، اهتماماتهم، وحتى قناعاتهم، خوفًا من الهجر أو الرفض. هذا السلوك غالبًا ما يكون امتدادًا لطفولة كان فيها الحب مشروطًا أو مرتبطًا بالطاعة والتنازل، فيتحوّل التعلّق الطبيعي إلى ذوبان كامل في الطرف الآخر.

لماذا نخاف فقدان أنفسنا داخل العلاقة؟

الخوف من فقدان الهوية لا يأتي من فراغ، بل من تجربة مبكرة شعر فيها الطفل أن وجوده الحقيقي غير مقبول. ومع الوقت، يتكوّن اعتقاد داخلي بأن القبول لا يتحقق إلا عبر التكيّف المفرط، ما يجعل العلاقة ساحة صراع بين الرغبة في القرب والخوف من الاختفاء.

علامات تنبّهك لهذا الخوف

- صعوبة التعبير عن الرأي خوفًا من الخلاف

- الإحساس بالذنب عند وضع حدود شخصية

- فقدان الاهتمامات والهوايات بعد الدخول في علاقة

- القلق المستمر من تغيّر مشاعر الطرف الآخر

خطوات أولى لاستعادة التوازن

الوعي هو الخطوة الأساسية. إدراك أن هذا الخوف مرتبط بالماضي وليس بالحاضر يساعد على تفكيكه تدريجيًا. كما أن تعلّم وضع حدود صحية، والعودة للاهتمام بالذات، وطلب الدعم النفسي عند الحاجة، كلها أدوات فعّالة لاستعادة الشعور بالهوية دون التضحية بالعلاقات.

في النهاية، العلاقات الصحية لا تطلب منك أن تختفي، بل أن تكون حاضرًا بذاتك كاملة. الشفاء من صدمات الطفولة ليس إنكارها، بل فهمها والتعامل معها بوعي ورحمة تجاه النفس.

 

كلّ ما لديكم من أسئلة عن الصحّة النفسية، يجب عنها الأطباء الأخصائيين عبر www.sohatidoc.com  من خلال استشارة الكترونية تحصلون عليها حين تحجزون موعداً لكم.

مواضيع أخرى عن الأمراض النفسية عبر الروابط التالية:


‪ما رأيك ؟