الطفل الذي لا يعرف كيف يعبّر.. لماذا يختار السكوت وكيف نفتح له أبواب الكلام؟

الطفل الذي لا يعرف كيف يعبّر.. لماذا يختار السكوت وكيف نفتح له أبواب الكلام؟

السكوت الطويل عند الطفل وطرق المساعدة على التعبير

في كثير من الأحيان، يظنّ الأهل أنّ سكوت طفلهم يعني خجلاً أو هدوءًا طبيعيًا، لكن خلف هذا الصمت قد تختبئ مشاعر كثيرة لا يعرف الطفل كيف يعبّر عنها بالكلام. فالأطفال لا يلتزمون الصمت لأنهم “لا يريدون التحدّث”، بل لأنهم لا يملكون الأدوات الانفعالية المناسبة بعد. هنا يبدأ السؤال: متى يكون السكوت علامة طبيعية؟ ومتى يشير إلى حاجة عاطفية أعمق؟

ما المقصود بالتعبير الانفعالي المكبوت؟

التعبير الانفعالي المكبوت هو عندما يشعر الطفل بمشاعر قوية، خوف، غضب، خجل، حزن لكنه لا يجد الكلمات ولا البيئة المناسبة ليقولها. فيفضّل الصمت.

قد يظهر هذا الكبت في سلوكيات غير مباشرة، مثل:

- تجنّب التواصل البصري

- الارتباك أمام الغرباء

- التعلّق الشديد بالأهل

- الانسحاب من اللعب

- نوبات غضب مفاجئة دون تفسير

ورغم أن الطفل لا يتكلّم، إلا أنّ جسده وسلوكه يقولان الكثير.

لماذا يلتزم الأطفال الصمت الطويل؟ أسباب دقيقة وغير شائعة

1- عاصفة مشاعر أكبر من قدرة الطفل على الفهم

الطفل يشعر أكثر ممّا يفهم. عندما تتزاحم مشاعره، يختار الصمت ليحمي نفسه من الارتباك.

2- بيئة لا تمنحه مساحة للتعبير

كثرة التوجيهات، المقاطعة، أو الانتقاد الخفيف قد تجعل الطفل يخاف من الخطأ عند التعبير.

3- حساسية مفرطة للمحفّزات

بعض الأطفال ذوو الحساسية العالية يتعبون من الأصوات والضجيج، فيصمتون كردّ فعل.

4- عدم معرفة المفردات العاطفية

الطفل لا يعرف ماذا يعني “قلق”، “توتر”، “غضب”. إذا لم يمتلك الكلمات، لن يمتلك التعبير.

5- أحداث صغيرة تُربكه أكثر مما يتوقع الأهل

مثل تغييرمدرسة، ولادة أخ جديد، سفر أحد الوالدين، أو حتى شجار يسمعه في المنزل.

كيف نساعد الطفل الصامت على الكلام دون ضغط؟

1- اعطِ اسماً لمشاعره

قولي له: “أظنّك زعلان شوي؟” بهذه الطريقة يتعلم الطفل القاموس العاطفي.

2- استخدمي الأسئلة المفتوحة بدل الأسئلة التي تُخيف

بدل: “ليش ساكت؟ احكي!”

جربي: “شو بتحسّ جوّاتك؟”

3- اسمحي بالصمت ولا تعتبريه مشكلة

الصمت أحياناً مرحلة انتقال، وليس مشكلة تحتاج إصلاحًا سريعًا.

4-  اللعب العلاجي… لغة الطفل الأولى

الرسم، المكعبات، الطين، ألعاب الدور (Role Play) تساعد الطفل على التعبير دون كلام مباشر.

5- قلّلي من المقارنة والتقييم

المقارنات (“ابن خالتك بيحكي أكتر”) تزيد القلق وتغلق الأبواب أكثر.

6- احكي له عن مشاعرك أنتِ

عندما يقول الأهل: “اليوم كنتِ معصّبة شوي بس بلّشت أرتاح”، يتعلم الطفل أن التعبير أمر طبيعي.

متى يحتاج الطفل إلى مساعدة اختصاصي؟

إذا رافق السكوت أعراض مثل:

- تجنّب تام للتواصل

- بكاء متكرر دون تفسير

- نوبات غضب حادّة

- انسحاب اجتماعي مستمر

- خوف غير منطقي من التحدث

عندها يُفضل استشارة اختصاصي نطق أو أخصائي نفسي للأطفال.

 

لديكم تساؤلات حول المشاكل أو الاضطرابات النفسية؟ الأخصائيون يمكن أن يجيبوا عنها من خلال استشارة الكترونية تحجزونها عبر موقع www.sohatidoc.com

تابعوا المزيد من المواضيع حول الصحّة النفسية عبر موقع صحتي:


‪ما رأيك ؟