تأديب الأطفال ليس وسيلة لتفريغ غضب الأهل..!

تأديب الأطفال ليس وسيلة لتفريغ غضب الأهل!

تأديب الطفل باللطف لا بالعنف

يطرح تأديب الأطفال جدلاً واسعاً بين التربويين، فالبعض منهم يرفضون فكرة العقلب بالكامل، بينما يتحفّظ عليها بعضهم، ويؤديها البعض الآخر لكن بشروط. لا شك أن تربية الأطفال هي من أجمل وأصعب المهمات في الحياة، لأن علاقة الطفل بوالديه وبمحيطه تلعب الدور الأبرز في بناء شخصيته وتطويرها، وفي رسم خطوط حياته المستقبلية وعلاقته مع الآخرين.


القواعد مطلوبة

إن الطفل في السنوات الأولى من حياته يكون بحاجة إلى قواعد واضحة ترشده إلى السلوكيات السليمة التي يجب عليه اتباعها، فهو في هذه المرحلة يبدأ باستيعاب مفهوم "العواقب السيئة" لبعض التصرفات وأهمية حماية نفسه من الخطر.

كما أنه ومن جهة ثانية يجب أن يفهم مسألة التراتبية في العائلة وفي المجتمع، والتي تفرض عليه الإلتزام بالقواعد والقوانين الخاصة بالمنزل والعائلة، وهذه القوانين يضعها والداه وعليه هو أن يلتزم بها لأنها تصب في مصلحته الشخصية وفي مصلحة العائلة ككل. وهذا المفهوم سوف يساعده في المستقبل على الإلتزام بالقوانين العامة. على أن يكون شرح هذه الأمور للطفل بأسلوب يتناسب مع مستوى فهمه للأمور، وذلك بحسب عمره و قدرته على الإستيعاب.

لكن وبالرغم من تحديد القواعد، يميل بعض الأطفال التصرّف بطرق تخالف قوانين المنزل، وذلك يكون بحاجة إلى معالجة حكيمة من قبل الأهل بدل التصرف بغضب وتعنيف الأطفال، لأن التعنيف يولّد المزيد من سوء السلوك، ولن يمكنهم من السيطرة على تصرفات الأطفال وتصويبها، بل إن الإنفعالات والصراخ والتعنيف الكلامي كلها أمور توازي الضرب والتعنيف الجسدي من ناحية التسبب بالضرر للأطفال. فما العمل؟

التأديب باللطف

يقوم مبدأ التأديب باللطف أولاً على التحدّث مع الطفل بهدوء، وإعادة شرح القواعد والقوانين له، وتوضيح المشكلة والسبب الذي يجعل من تصرّفه غير مقبول. وفي هذه المرحلة من المهم أيضاً أن يُفسح المجال للطفل بالنقاش والتعبير عن رأيه، ولكن من الضروري أن يكون موقف الوالدين موحّداً وحازماً.

ومن الممكن أن تتم الإستعانة بالعقاب التربوي إذا لم يستجب الطفل لأسلوب الحوار بل تابع سلوكياته غير المقبولة. وهذا النوع من العقاب ليس وسيلة لتفريغ غضب الوالدين، فلا يتضمّن أي تعنيف جسدي أو كلامي، بل إنه وسيلة تربوية مفيدة لتصويب سلوك الطفل، ينبّهه إلى ضرورة الالتزام بالقوانين واحترام الآخرين وعدم التسبب بالأذى لنفسه أو لغيره.

إضافة إلى أن حجم العقاب يجب أن يتناسب مع حجم الخطأ ليس أكثر، مثل منع الطفل عن اللعب أو عدم السماح له بملاقاة أصدقائه، ولكن من الضروري تحديد فترة زمنية معينة والالتزام بها. كما أن هذا العقاب لا يجب أن يطال الأمور الأساسية في حياة الطفل كمنعه من تناول وجبات الطعام الأساسية أو الإستحمام أو النوم، فهو وسيلة للإصلاح وليس أبداً وسيلة لتعنيف الطفل جسدياً أو نفسياً.

إقرئي المزيد حول تربية الأطفال:

إذا كان طفلكِ دائم المشاغبة في المدرسة... لا تفوتي هذا الموضوع من صحتي!

تعرفي على ابرز طرق التربية الحديثة للاطفال

٥ قواعد لا غنى عنها في تربية الأطفال

‪ما رأيك ؟