هذه الأساليب التربوية تجعل طفلك نرجسياً... فابتعدي عنها!

هذه الأساليب التربوية تجعل طفلك نرجسياً... فابتعدي عنها!

منذ الولادة، يدرج الطفل على التعلم من أهله طرق التفكير والتصرف، ويكتسب شخصيته وطريقة تصرفه من الأسلوب الذي يلقنانه به أساسيات الحياة. صحيح أن الشخصية لا يمكن تحديدها إلا مع دخوله في سن البلوغ الفكري، أي بين الـ18 والـ21، إلا أن هذه الشخصية تبدأ بالتكوّن منذ السنوات الأولى من عمره، وهي تضم العادات الفطرية والعادات المكتسبة والسلوكيات العائلية والاجتماعية التي يعتبرها من ركائز حياته والتي يتم توجيهه نحوها.

 

في السطور التالية، نستطلع وإياك الأسلوب التربوي غير السليم الذي من الممكن أن يؤدي لأن يصبح طفلك نرجسياً، ونشرح لك أعراض هذا الإضطراب النفسي وكيفية التعامل معه.

 

كيف تكون الشخصية النرجسية؟

 

النرجسية المرضية هي حالة اضطراب مزمن، تتجلى في الشعور بالعظمة الذاتية، وحب الشخص لنفسه بطريقة مبالغ فيها والحاجة إلى إعجاب الآخرين به وتعاطفهم معه. فالمصاب بهذه الحالة يريد من الأشخاص المحيطين به أن يعترفوا بتفوّقه عليهم في كل شيء، من دون أن يكون ذلك حقيقياً، لأنه يعتبر نفسه متفوّقاً دائماً، ولا أحد يقدر التغلب عليه، فيتوقّع من الجميع التعامل معه على أساس أنه يفوقهم مركزاً وأهمية.

 

من جهة أخرى، يعتبر الشخص النرجسي أن لا أحد يشبهه، وأنه فريد من نوعه لدرجة أن الأشخاص "العاديين" لا يمكنهم فهمه، بل أنه يجب أن يكون على علاقة دائماً بأشخاص مميزين ينتمون إلى طبقات إجتماعية عالية المستوى أو الأشخاص الناجحين أمثاله.

 

وأيضاً، يحلم الشخص النرجسي بالحب الخيالي المثالي، ويرى نفسه باهر الجمال في المرآة.  كما ويحلم أيضاً بالنجاح الباهر والوصول إلى السلطة، لذلك ترى علاقاته إستغلالية مبنية على المصلحة، وفي الوقت نفسه لا يبدي أي تعاطف مع الآخرين بل يتصرف تجاههم بعجرفة وتكبّر.  

 

الأسباب التربوية للشخصية النرجسية

 

المديح غير المبرّر: في بعض الأحيان، يربّي الأبوان طفلهما على فكرة أنه فريد من نوعه وأنه أجمل طفل في العالم ويمدحانه كل الوقت ويبالغان في ذلك. لا شك أنها تجده هكذا لأنه ابنها، ولكن هذا النوع من الأفكار إذا كان مبالغاً به، ينتج عنه طريقة غير سوية لتعامل الطفل المستقبلي مع المجتمع المحيط به، وحتى مع الشريك إذا أراد أن يتزوّج.

 

وهذه "الأنا" تؤثر سلباً على علاقاته على مقاعد الدراسة، في الحياة الإجتماعية، العملية والزوجية. وهو يتوقّع من الأشخاص الذين يلتقي بهم في كل من هذه المجالات أن يعاملوه مثلما كان والداه يفعلان عندما كان صغيراً، وإذا لم يقوموا بذلك، فإن العلاقات جميعها تتوتّر.

 

والتحدّي الأكبر الذي يواجهه الشخص النرجسي عندما يُرزق بأطفال، فتفكيره هنا يتشتت، ويضيع بين لعب دور الأب/الأم أو الطفل.

 

الحب للطفل الأفضل: يحصل ذلك إذا قام أحد الوالدين بتفضيل طفل عن آخر بسبب نتائجه المدرسية أو أي إنجاز آخر قام به، فيشعر هذا الطفل بأنه الأفضل، بينما يشعر الطفل الثاني أن الشخص الناجح هو المرغوب دائماً، وهذه الطريقة في التربية ممكن أن تغذي الأفكار والميول النرجسية عند كلا الطفلين، فالأول يصبح نرجسياً والثاني يسعى إلى الكمال حتى يصبح محبوباً.

 

تفادي المشكلة

 

لتفادي هذا النوع من المشاكل، من المهم أن يتعامل الأبوان مع الطفل بطريقة موضوعية، أن يثنيا على إنجازاته وأن يرياه أخطاءه بهدف حلها.

 

من جهة أخرى، من المهم إفهام الطفل مبدأ الربح والخسارة وأن يجعلاه يدرك أن في الحياة صعوبات يجب إيجاد الحلول لها، وأن يشجعاه على المشاركة في المسؤوليات الإجتماعية وأن يحب أقرانه ويتعاطف معهم.

 

إقرئي المزيد حول تربية الأطفال:

 

هل تعلمون أنّ لتهديد الاطفال هذه التأثيرات السلبية؟

3 أنواع خاطئة من العقاب تجنبيها بشكل تام مع طفلكِ!

5 نصائح لتربية الطفل بعمر السنتين بصورة مثالية!

‪ما رأيك ؟