استشاري امراض الذكورة د. شديد عشور يرشدكم الى طريقة علاج مشكلة سرعة القذف

استشاري امراض الذكورة د. شديد عشور يرشدكم الى طريقة علاج مشكلة سرعة القذف

سرعة القذف من المشاكل الجنسية الأكثر شيوعاً عند الرجال ونسبة انتشارها 30 الى 40% حسب الاحصاءات والدراسات، وقد يُصاب بها في أي فترة من عمره. وهي تؤثر على العلاقة الزوجية بين الشريكين لأنّها تؤدي الى عدم الرضى والشعور الدائم بالنقص. فكيف يمكن تشخيص هذه المشكلة؟ وما هي العلاجات الفعّالة لها؟ كلّ الأجوبة تكتشفونها في هذه المقابلة مع الاستشاري واستاذ أمراض الذكورة في كلية الطبّ في جامعة القاهرة د. شديد عشور. 

 

١- كيف يتمّ تشخيص سرعة القذف؟ وهل يمكن أن تذكر لنا المعايير التي يتمّ الإعتماد عليها لتحديد المشكلة؟
 

يتمّ تشخيص سرعة القذف عن طريق تحديد الوقت. لكن بعد الخبرة، يمكن القول أنّ سرعة القذف مرض يعرّفه المريض، بمعنى أنّه يمكن أن يكون هناك مريض لديه وقت للقذف لا يصنّف عالمياً كسرعة في القذف، ولكن هذا الوقت غير كافٍ له او لزوجته ما يسبّب له المعاناة. ولذلك أضيف الى التعريف العالمي الآن أنّ سرعة القذف تعرّف بأنّها القذف المبكر بحيث أنّه يؤثر على العلاقة الزوجية، ولا يكون هناك قدرة على التحكم في توقيت القذف.

 

والتعريف العالمي يقول أنّ من يقذف في أقلّ من دقيقة لديه سرعة قذف. ومن يقذف في أقلّ من نصف دقيقة فلديه سرعة قذف عالية، أمّا من يقذف في أقلّ من ربع دقيقة فتكون سرعة القذف شديدة او عنيفة. وهذا التعريف بدأ في العام 2014 من الجمعية العالمية للصحة الجنسية.

 

والمعايير التي نعتمد عليها في سرعة القذف هي عالمية منها اسئلة نطرحها على المريض، لكن الاعتماد الاساسي هو الوقت بعد الادخال. ولذلك في كل الدراسات القديمة كان يتمّ قياس الوقت بعد الادخال ويتمّ استخدام الستوب ووتش (آلة التوقف الآلي) لكن نحن نعتمد على المريض نفسه ليحدّد الوقت تقريبياً. وهذه المعايير التشخيصية دقيقة الى حدّ كبير، ويمكن الاعتماد عليها لتحديد المشكلة. وعندها من الواجب التفريق ايضاً بين سرعة القذف والضعف الجنسي والعكس ايضاً.

 

٢- هل هناك عوامل تزيد من احتمال المعاناة من سرعة القذف؟ وهل يمكن الوقاية من هذه المشكلة؟

 

من العوامل التي تزيد من المشكلة أن يكون لدى المريض احتقان دائم في منطقة الحوض، وهذا ما زاد في الفترة الاخيرة خصوصاً عند فئة الشباب نظراً لاستخدام المواقع الاباحية، ادمان العادة السرية، الادمان على الجنس عبر الهاتف او الاثارة الدائمة. هذا الاحتقان يمكن ان يؤدي الى التهاب في الحوض والبروستات والحوصلة المنوية ويؤدي الى سرعة القذف. والسبب الثاني الذي يزيد من احتمال الاصابة هو ادمان العادة السرّية او الافراد الذين يكون لديهم علاقات متعدّدة وهم يتعاملون مع اشخاص محترفين جنسياً والذين يطلبون ان يكون الوقت قصير للسماح بتعدّد العلاقات.

 

وللوقاية من سرعة القذف، يجب تقليل فرص الاحتقان وذلك من خلال عيش حياة صحّية عبر النظام الغذائي (الابتعاد عن التوابل الحارة والقهوة والشاي) وممارسة الرياضة وعدم الافراط في العادة السرية وعدم التفكير المفرط في الجنس، وتجنّب حدوث الامساك الشديد وفي حال حصوله يجب علاجه سريعاً. ومن المهمّ عدم الاستحمام بالماء الساخن ليلاً.

 

٣- ما هي أبرز المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن سرعة القذف، خصوصاً في ما يرتبط بالعلاقة بالزوجة؟

 

يؤدي سرعة القذف الى مشاكل في العلاقة الزوجية بسبب عدم الرضا وشعور الرجل باهانة في رجولته ما يجعله دائماً عصبياً مع الآخرين. أمّا المرأة التي لا تشعر بالنشوة الجنسية فيكون لديها توتر لا يزول الا بعد يوم او يومين من العلاقة الزوجية الاخيرة. ويمكن ان يؤدي ذلك الى امتناع الزوجة لمحاولات التقرب من الزوج، وذلك يفاقم المشكلة، لانّ عدم انتظام العلاقة الزوجية يزيد من مشكلة سرعة القذف. ويمكن ان يصل الامر الى حدّ الانفصال بين الزوجين بسبب عدم اتمام العلاقة. ونشير ايضاً الى ان التوتر الدائم عند الزوجة يمكن ان يؤدي الى مشاكل في الحوض والتهابات  في الانابيب وانسدادها وحتى الى العقم في المستقبل.

 

٤- هل هناك علاج دوائي فعّال لهذه المشكلة؟ وهل يمكن لهذا العلاج أن يكون له أي تأثير على الرغبة الجنسية؟

 

العلاج الدوائي موجود، وهناك العديد من العلاجات المقترحة بحسب الخطوط الموضوعة من الجمعية العالمية ومن قبل اصحاب الخبرة. وبحسب خبرتنا الشخصية، فان الادوية التي كنّا نستخدمها كانت كلها مضادة للاكتئاب لانها تعمل على مادة السيروتونين، وهذه المادة اذا زدنا كميتها تؤدي الى تأخير القذف.

 

ومؤخراً، أصبح هناك دواء مسجّل رسمياً ومخصّص لسرعة القذف وهو الدابوكسيتين، المتوفر في المنطقة العربية والخليج تحت اسم "لجام" من انتاج شركة سبيماكو. هذا الدواء (30 و60 مللغرام) يؤخذ قبل الجماع بساعتين على معدة غير فارغة لكي لا يسبب اي شعور بالغثيان. هذا الدواء فعّال وآمن ولا يؤثر على الرغبة الجنسية على عكس الادوية التي كنّا نستخدمها من قبل أي مضادات الاكتئاب التي يمكن مع الوقت ان تؤدي الى زيادة هرمون الحليب ما يؤدي الى ضعف الانتصاب والرغبة. وهناك العديد من العلاجات الاخرى المتوفرة، لكن هذا هو العلاج الاكثر اماناً والمسجّل ما دفعنا للاعتماد عليه.

 

٥- هل من علاجات مكمّلة للعلاج الأساسي؟ وهل هناك حاجة لإستشارة نفسية؟

 

العلاجات المكمّلة للعلاج الاساسية يمكن أن تكون نفسية ويمكن أن تكون بعض النصائح والتمارين، أو علاج بالطعام ايضاً. ومن العلاجات المكمّلة الفيتامين ب المعروف بأنّه مقوي للاعصاب، فحين نعطيه للمريض يمكن ان يتحسّن لديه سريعة القذف. والفيتامين ب موجود في الخضار ذات اللون الاخضر الداكن، اللحوم، الكبدة، الفواكه، البيض والكورن فليكس. فلو اعتمد المريض حمية فيها هذه الاشياء يمكن ان تكمّل العلاج الاساسي.

 

كما ننصح بالعلاقة الحميمة المنتظمة لكي لا يكون هناك احتقان. ونضيف التمارين الجنسية التي يمكن ان تستخدم كمكمّل للعلاقة مثل العصر، التوقف والبدء وماسترز جونسون. والاستشارة النفسية ضرورية جداً لحلّ الاجزاء النفسية العميقة في العلاقة الزوجية.

 

٦- ما هو دور الشريكة في علاج سرعة القذف عند الرجل؟ وكيف يمكن أن تساعد زوجها للتحسّن؟

 

الزوجة دورها مهم جداً في انتظام العلاقة الزوجية، في المداعبة ومعرفة ان المداعبة المباشرة للرجل ليست مطلوبة في حال وجود سرعة في القذف، وبعض الاوضاع الجنسية التي تخفف من الضغط على الرجل ويحسّن التحكم بالقذف.

 

ومن المهم تفهّم الزوجة للمشكلة التي يعاني من زوجها، ويمكن ان نطلب منها الحضور لتعلم بعض التمارين الجنسية التي لها دور فيها والتي تعتمد على عمل العادة السرية او تكرار القذف. وتقنية العصر لا يمكن أن يقوم بها الرجل بنفسه، بل يحتاج الى زوجته لذا دورها مهمّ.

 

٧- هل صحيح أخيراً أنّ تمارين كيجل يمكن أن تساعد على علاج سرعة القذف؟

 

من الشائع اعتبار تمارين كيجل مفيدة لسرعة القذف، ولكن دورها اساساً في التحكم بالقذف او تأخيره ارادياً وقذف لمسافة أبعد او بقوة أكبر. وهي لتحسين عضلة الحوض مثل بعض الولادات المتكرّرة عند المرأة. لكن لسرعة القذف ليست هي الطريقة المناسبة للحدّ من المشكلة، بل هناك تمارين أخرى أشرنا اليها سابقاً أي العصر، البدء والتوقف وماسترز جونسون، والتي يمكن اضافتها كعلاج سلوكي جنسي الى العلاج الدوائي.

‪ما رأيك ؟