السيلفي... "موضة" أو خطر يهدد المراهقين؟

السيلفي... "موضة" أو خطر يهدد المراهقين؟

ترين صور ابنتك أو ابنك المراهق على العديد من صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، من فايسبوك إلى تويتر وإنستاغرام وسنابتشات، وإلى ما هنالك من منابر تتيحها التكنولوجيا الحديثة للتعبير عن الذات، فيستخدمها المراهقون، لا بل "يستهلكونها" إذا صح التعبير لعرض صورهم. ولكن، يبدو أن "السيلفي" قد تحوّل هوساً عند المراهقين في عصرنا هذا، فما هي التأثيرات النفسية لهذه الظاهرة على أولادك، وما هي دلالات تعلقهم بها وإقبالهم الشديد عليها..؟

 

ما هي صورة "السيلفي"؟

 

بحسب تعريف قاموس Oxford، السيلفي هي "صورة ذاتية يأخذها الشخص لنفسه بمفرده أو برفقة أشخاص آخرين بواسطة الويب كام أو الكاميرا الأمامية للهاتف المحمول". غالباً ما يقوم المراهقون بمشاركة هذه الصور على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، وينتظرون ردود الفعل عليها، والتعليقات وعلامات الإعجاب.

 

أما الأسباب وراء ولع المراهقين بها، فهي تتمحور حول الأمور التالية:

 

فرض الشخصية: من الأهداف التي يريد المراهق تحقيقها من خلال التقاط العشرات من السيلفي يومياً ومشاركتها على صفحات الإنترنت، فرض حضوره وشخصيته على محيطه وعلى أصدقائه الحقيقيين والافتراضيين، وتعريف العالم إلى الذوق الخاص به، أملاً بالحصول على الإعجاب.

 

اجتذاب الإهتمام: من الطبيعي أن يشعر المراهق في هذه المرحلة العمرية بنوع من قلة الثقة بالنفس، لذلك تقوم الفتيات المراهقات بنشر صورهن بشكل متكرر خلال اليوم، أينما ذهبن ومع من التقين، حتى طعامهن والملابس الجديدة التي اشترينهن، والهدايا التي حصلن عليها. وكل ذلك كنوع من تثبيت الثقة بالنفس، خاصة من خلال التعليقات التي يضعها الأصدقاء الإفتراضيون حول الصور.

 

خطر الهوس بالسيلفي

 

لكن متى يشكل أخذ صور السيلفي خطراً على المراهقين؟ إضافة إلى عدم وجود واحترام أي نوع من الخصوصية في حياتهم الشخصية، يكون هوس السيلفي خطيراً عند المراهقين عندما يعوّلون بشدة على التعليقات والإعجاب الذي ينالونه من المحيط، ولكن تجاوب الأشخاص الذين من المفترض أن يُعجببيكون بطيئاً أو غائباً أو حتى سلبياً. فإن ذلك ممكن أن يسبب بعض حالات الإكتئاب والألم أو العقد النفسية الخطيرة لدى بعض المراهقين، والإحساس بأن المجتمع ينبذهم.

 

وعند البعض الآخر يجعلهم يبالغون أكثر في أخذ الصور وعرضها أملاً منهم باجتذاب الإهتمام والإعجاب، ويدخلون في هذه الدائرة المفرغة التي تؤدي في الكثير من الأحيان إلى إلهائهم عن أداء مهماتهم اليومية بشكل صحيح.

 

 كما أن هوس السيلفي من الممكن أن يلهي المراهق عن السبب الأساسي للنشاط الذي يقوم به، مثال على ذلك، يمكن أن ينصرف إلى أخذ صور السيلفي ونشرها وانتظار التعليقات، خلال نزهة في الطبيعة بدلاً من الإستمتاع بوقته مع أصدقائه، ورؤية الطبيعة من حوله بالعين المجردة وليس من خلال الكاميرا.

 

المزيد حول التعامل مع الصعوبات النفسية للمراهقين:

 

كيف تتعاملين مع المراهق الذي يعاني من الوسواس القهري؟

6 أسباب تسبب التوتّر للمراهقين... فاعملوا على معالجتها

هكذا تتعاملين مغ نوبات الغضب عند ابنك المراهق

‪ما رأيك ؟