د. جيلبير حلو: تنبهوا الى مخاطر الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية!

الجمعة، 17 فبراير 2017

خاص موقع صحتي

 

يلجأ الكثير من الأشخاص الى تناول المضادات الحيوية دون العودة الى الطبيب المختص، ولحالات لا تستدعي في معظم الأحيان هذا العلاج. ويعود ذلك الى عدم القدرة على التفريق بين الفيروس والبكتيريا والدواء المناسب لكلّ نوع، ولذلك نقدّم لكم هذه المقابلة من موقع صحتي مع الإختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية د. جيلبير حلو في مستشفى جبل لبنان حيث يشرح لكم أكثر عن الفيروسات والبكتيريا والعلاج الخاص بها، بالإضافة الى الاجراءات التي يتمّ إتخاذها في المستشفى لحماية المرضى من الأمراض المعدية ومن المهم أن تتعرّفوا عليها. 

 

- هل يمكن وضع البكتيريا والفيروس في خانة واحدة او لا بدّ من الفصل بينهما؟

 

هناك العديد من الإختلافات بين البكتيريا والفيروس ومنها أنّ هذه الأخيرة يمكن رؤيتها عبر الميكروسكوب العادي، فيما الفيروس لا يمكن رؤيته الا عبر الميكروسكوب الإلكتروني. لكن أهم ما أريد الإشارة اليه أنّ المضاد الحيوي لا تأثير له على الفيروس، وتنحصر فعاليته في محاربة البكتيريا الضارة فقط. فالفيروسات غالباً ما لا تحتاج إلا علاج، وخلال فترة من الوقت لا يعود لها أي تأثير، بإستثناء بعض أنواع الفيروسات مثل الانفلونزا (H1N1)، فيروس التهاب الكبد وفيروس نقص المناعة (HIV)، أما الفيروسات الأخرى فلا تحتاج لعلاج. 

 

- هل تختلف الأعراض بين الاصابة بفيروس او بكتيريا؟

 

إذا أخدنا فيروس الرشح كنموذج، فإنّ أعراضه تتمثل بالتعب، إرتفاع حرارة الجسم، التعرّق، السعال الناشف وإفرازات الأنف، وهذا الفيروس معدٍ. ويحتاج الرشح الى سبعة أيام ليُشفى منه الشخص سواء أخذ دواء معيّن او لم يفعل ذلك، فهناك فترة محدّدة للشفاء. لكن في حال إستمرت الأعراض لأكثر من سبعة أيام وتحوّل لون البلغم الى أصفر أو أخضر مع ألم في الصدر وضيق في التنفس، يمكن أن تكون العدوى قد إنتقلت من فيروسية الى بكتيرية وذلك شائع عند المدخّنين ومرضى الالتهاب الرئوي المزمن والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة. وهنا نفحص المريض لتحديد إذا كان هناك إلتهاب رئوي بكتيري ونؤكد ذلك عبر صورة شعاعية للصدر وفحص دم، وعندها يكون المضاد الحيوي ضرورياً. 

 

- هناك فكرة شائعة بأنّ إرتفاع حرارة الجسم تشير حكماً الى الإصابة بالبكتيريا، فهل ذلك صحيح؟

 

هناك حالة من "الفوبيا" لدى الكثير من الأشخاص من إرتفاع حرارة الجسم، وذلك يعود الى الربط قديماً بين الحرارة والحمى المالطية وحمى التيفوئيد، ولكن من المهمّ الإشارة الى أنّ هذه الإصابات بكتيرية، فالتيفوئيد ناتج عن بكتيريا السالمونيلا والحمى المالطية ناتجة عن بكتيريا البروسيلا. أما العدوى الفيروسية فلا يجب القلق منها، ولا حاجة للمضادات الحيوية حتّى لو إرتفعت حرارة الجسم. 

 

- هل يمكن للفيروس أن يكون خطيراً كما البكتيريا؟

 

هناك فيروسات خطيرة وخصوصاً على فئة معيّنة من الأشخاص، ففيروس الإنفلونزا (H1N1) خطيرة على المرأة الحامل، والاشخاص في عمر 30 الى 40 سنة، بالإضافة الى الأشخاص الذين لديهم نقص في المناعة أو يعانون من أمراض مثل الكرون والروماتيزم، لأنّ العدوى الفيروسية يمكن أن تصبح بكتيرية. 

 

- هل لقاح الانفلونزا يُعتبر طريقة فعّالة للوقاية؟

 

تختلف فعالية لقاح الإنفلونزا من عام الى آخر كما يلاحظ الكثيرون، فاللقاح هو عبارة عن فيروس معدّل ومخفّض، يتغيّر كلّ عام ويؤخذ من الفيروس الأساسي المسبّب للمرض، ويتمّ حقنه في الجسم ليتمكّن جهاز المناعة من التأقلم معه. ولكن عموماً اللقاح ضروري للأشخاص الأكثر عرضة مثل المدخنين، المرضى الذين يعانون من الالتهاب الرئوي، الأشخاص العاملين في المجال الطبّي او في مراكز الحضانة.