هربس - Herpes

هربس - Herpes

 
الحلأ  مرض متكرر يحدث نتيجة فيروس يسمى الهربس. وثمة نوعان من هذا الفيروس، هما: فيروس الهربس البسيط من نوع 1 (HSV 1) وفيروس الهربس البسيط  من نوع 2 (HSV 2).   
 

وباختصار، يصيب الفيروس 1 الجزء العلوي من الجسم (أي أعلى الخصر) ويسبب عموماً ما يُعرف بالهربس الفموي في حين يُصيب الفيروس 2 الذي يُنقل بالاتصال الجنسي الجزء السفلي من الجسم، وهو ليس بسيطاً خلافاً لما يدلّ عليه اسمه. 

 

 فيروس معدٍ للغاية

 إن HSV  فيروس معدٍ جداً وقد أصيب به أشخاص كثيرون فأصبحوا يتمتعون بمناعة ضدّه. ولكن الفيروس يبقى في أجسامهم ليظهر إلى الخارج في بعض الأحيان. وعند ظهوره يصبح معدياً حتّى إن بإمكانه الانتقال إلى شخص آخر قبل بضعة أيام من تسببه بتقرحات وبعد بضعة أيام منها. 

وثمة أشخاص يحملون الفيروس من دون أن يُصابوا فعلاً بتقرحات في الجلد أو الأغشية المخاطية. وحتّى في هذه الحالة، يكون الفيروس معدياً وينقله هؤلاء الأشخاص من دون علم. وقبل أن يعود فيروس الهربس للظهور، يشعر المريض بذلك من خلال بعض العلامات ومنها: ألم مصاحب باحتراق، حكاك، مرض الأُكال (حكاك شديد) في الأيام السابقة لظهور بثور الهربس مثلاً. يجدر التنبّه إلى أن الفيروس معدٍ منذ لحظة ظهور علاماته الأولى ويجب تفادي نقله إلى الأشخاص.  

 

الإصابة الحادة بعدوى الهربس 

عندما يتعرّض الجسم لأول مرة لفيروس الهربس، وغالباً ما يكون المصاب طفلاً بين الستة أشهر والأربع سنوات، تكون الإصابة حادة ويمكن أن تولّد ردود فعل خطيرة مثل الحمى وتقرحات كبيرة في الجلد والأغشية المخاطية، وقد تتفاقم الحالة إلى حدّ ظهور ردود فعل عصبية.

وفي مرحلة الإصابة الحادة بالفيروس، يمكن أن تصيب العدوى الفم من الداخل وتسبب تقرحات مؤلمة في كامل الفم إلى حدّ إصابة الحلق نفسه بالهربس وإعاقة الأكل.    

في هذه الحالات، قد يكون من الضروري دخول المستشفى. 

تكون الإصابة الحادة لدى الكثير من الأشخاص أحياناً غير مترافقة بأعراض. وبعد الإصابة الحادة، ينتج الجسم أجساماً مضادة للهربس ويتمكن بالتالي من التصدي للعدوى في المستقبل.  

وفي حال كان فيروس الهربس قد انتقل لمرأة حامل وفي حال لم يكن لديها تقرحات جلدية، ذلك يعني أن جسمها أنتج أجساماً مضادة للهربس وستنقلها إلى الجنين ما سيحميه من الإصابة بالفيروس لمدة 6 أشهر. 

 

ظهور الهربس

رأينا إذاً أن فيروس الهربس يبقى حياً في الجسم المصاب، ويكون في حالة سُبات داخل عقدة عصبية في الجسم. يستفيق الفيروس من نومه في حالات التعب أو تدني مناعة الجسم ليظهر في المكان ذاته، إنما يكون هذه المرة أخف من ظهوره أول مرة أي عند الإصابة الحادة.  

 

المراضع المختلفة لظهور الهربس

 - بثور الفم

يكون فيروس الهربس HSV مسؤولاً عن ظهور بثور الفم التقليدية في محيط الفم والشفتين، وبخاصة عند التعرض للشمس، أو إصابة الجسم بضعف شامل، أو انتقال العدوى، أو من جراء الإجهاد...

 بعد مرور يومين على ظهور هذه البثور المؤلمة والحاكة والحارقة، تظهر حويصلات ممتلئة بسائل أصفر. عندما تجف هذه الحويصلات تتحول إلى قشور وتتساقط من دون أن تترك ندبات. يدوم التقرّح حوالي عشرة أيام. 

 

- في العين: التهاب القرنية الفيروسي 

يسبب فيروس الهربس تقرّحات لا يمكن علاجها في العين ويؤدي أحياناً إلى فقدان البصر. يصيب هذا الفيروس القرنية وهي عبارة عن نسيج شفاف قرب بؤبؤ العين والحدقة، ما يؤدي إلى التهاب هذا النسيج وحصول ندبات غير شفافة تعيق البصر وتتسبب أحياناً باضطرابات بصرية كبيرة.  

قد يحصل التهاب القرنية الفيروسي نتيجة عدوى ذاتية، أي عندما يقوم المريض بتحسس التقرحات الجلدية ثم بفرك عينه بيده فيدخل الفيروس إليها. ومن الممكن أن يُصاب حديثو الولادة بالتهاب القرنية الفيروسي عند ولادتهم في حال كانت الأم مصابة بهربس تناسلية في وقت الولادة.

 

 - هربس الأصابع

يصاب به الطفل بالعادة عندما يمص إصبعه ويكون مصاباً بهربس فموي.

 

 - الهربس التناسلي

تحدث الإصابة الحادة بفيروس الهربس التناسلي لدى المراهقين في العلاقات الجنسية الأولى. ويمكن أن تكون الحالة حرجة جداً لدى بعض الفتيات حيث تظهر الحويصلات في منطقة الفرج والمهبل وتتطور بسرعة لتصبح تقرحات منتشرة ومؤلمة تترافق مع اضطرابات بولية. قد تستدعي هذه التقرحات دخول المستشفى.

 

تنتقل العدوى بالاتصال الجنسي.  

السبيل الوحيد لتجنب الإصابة بالعدوى هو الامتناع عن العلاقة الجنسية في حال كان الشخص مصاباً بتقرحات فيروس الهربس، شرط أن يكون قد خضع للتشخيص الصحيح. 

وفي حال كانت المرأة الحامل مصابة بهذه التقرحات، سيكون عليها الإنجاب بالطريقة القيصرية. وعند اقتراب موعد الولادة، تتم مراقبة الحامل بصورة خاصة لرؤية ما إذا كانت مصابة بتقرحات في عنق الرحم أو المهبل أو الفرج. وفي هذه الحالة، تفضّل الولادة القيصرية عوضاً عن الولادة الطبيعية. ويجب ألا يتعرض المولود لهذه التقرحات لأن إصابته بعدوى فيروس الهربس ستكون خطيرة وبخاصة على صعيد العين.  

 

العلاج 

يمكن أن يصف الطبيب عقاقير مضادة للفيروس لإيقاف تطوّر التقرحات ومنع ظهور الحويصلات، وبالتالي تسريع الشفاء. كذلك تساعد العقاقير المضادة للفيروس على تجنب احتمال الإصابة بعدوى ثانية.  

عند الإصابة بالتهاب القرنية الفيروسي، يجب مراجعة طبيب العيون في أسرع وقت ممكن ليصف العقاقير المضادة للفيروس وتكون على شكل مرهم للعين.

يمنع استخدام المراهم التي تحتوي على الكورتيزون في حالات الإصابة بتقرحات فيروس الهربس. 

 

الاحتياطات 

يجب تجنب حك التقرحات علماً أنه يصعب في بعض الأحيان منع الأطفال من لمسها، ويجب تفادي لمس العين ولمس الأطفال في حال الإصابة بالعدوى.

 

باختصار 

ليس فيروس الهربس مرضاً خطيراً عموماً، ولكنّه فائق العدوى. كثير من الأشخاص يحملون الفيروس ويُصابون بتقرحات طيلة حياتهم. غالباً ما تكون الإصابة الحادة (الأولى) بالفيروس غير ظاهرة، ولكن في أحيان أخرى تولّد ردود فعل قوية.  

يصبح المرض خطيراً عند إصابة العين به وبخاصة عند حديثي الولادة بعد انتقال العدوى إليهم من الأم. 

يُنقل الفيروس بالاتصال الجنسي وفقاً لمكان التقرحات. وليس الواقي الذكري كافياً دائماً لتفادي العدوى وبالتالي فإن الامتناع عن العلاقة الجنسية هو السبيل الوحيد للحماية من الإصابة. 

‪ما رأيك ؟