الترطيب... البطل الخفي لصحّة ممتازة في الأشهر الباردة!

الترطيب... البطل الخفي لصحّة ممتازة في الأشهر الباردة!

الترطيب في فصل الشتاء

بقلم مونيك حلو*


عندما يحلّ الشتاء ببرودته، فإنه من السهل نسيان احدى أهمّ الاحتياجات الجسدية أي الترطيب. فبينما يرتبط الجفاف عادة بأيام الصيف الحارة، فإن الترطيب في الشتاء مهمّ بنفس القدر، إن لم يكن أكثر لصحّتكم.

 

فهم احتياجات الجسم في الشتاء

أولاً، دعونا نتعمق في ما يحدث في أجسامنا خلال فصل الشتاء. فالهواء ليس فقط أبرد؛ بل هو أكثر جفافاً. وهذا الجفاف ليس مقتصراً على الخارج، بل يتسرّب إلى منازلنا، مما يجعل الهواء الذي نتنفّسه أقل رطوبة. ماذا يعني هذا بالنسبة لأجسامنا؟ يبدأ جلدنا، أكبر عضو لدينا، بفقدان الرطوبة. ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالجلد الجاف أو الشفاه المتشققة؛ فهذا يشير إلى أن احتياجات الترطيب الداخلية لدينا التي تحتاج إلى اهتمام.

 

الترطيب: أكثر من مجرد راحة العطش

شرب كمية كافية من الماء يفعل أكثر من مجرد راحة العطش؛ إنه مثل الزيت في المحرك، حيث يضمن سلاسة عمل الجسم. فخلايانا وأعضاؤنا وأنسجتنا جميعها بحاجة إلى الماء للعمل بشكل مثالي. وفي الشتاء، قد تكون إشارات جسمنا بالعطش أقل وضوحاً، ولكن احتياجنا للترطيب يبقى ثابتاً.

 

تعزيز المناعة في الأشهر الباردة

هناك علاقة مباشرة تربط بين الترطيب وجهاز المناعة. فصحيح أنّ فصل الشتاء مشهور بالزكام والإنفلونزا، ولكن ترطيب الجسم يساعد في الدفاع عن نفسه. كيف؟ يساعد الماء في إنتاج اللمف، وهو سائل يحمل خلايا الدم البيضاء وخلايا أخرى في جهاز المناعة. ويمكن اعتباره مثل نظام النقل للدفاع المناعيّ. لذا عندما نعاني من الجفاف، يتباطأ هذا النظام، تماماً مثل اختناق حركة المرور، مما يعيق قدرة الجسم على مكافحة العدوى.


وضوح العقل وتحسين المزاج

هل شعرتم يوماً بالكسل أو التقلبات المزاجية أثناء الشتاء؟ قد لا يكون السبب فقط نقص الضوء الشمسي. يمكن أن يؤثر الجفاف على وظائف دماغنا ومزاجنا ومستويات طاقتنا. من خلال البقاء مرطّبين، نحافظ على وظائفنا الإدراكية حادة وربما نصدِّر حتى تلك الحالة الزرقاء التي تصيبنا في الشتاء.

 

نصائح عملية للبقاء مرطّبين

- حدّدوا هدفاً لتناول الماء: اسعوا لشرب 8 أكواب موصى بها يومياً من الماء، ولكن تذكّروا أن الاحتياجات يمكن أن تختلف.

- المشروبات الدافئة: تناولوا الشاي العشبي أو ماء الليمون الدافئ. فهي مهدئة ومرطّبة للجسم.

- الأطعمة المرطّبة: الحساء، والمرق، والفواكه مثل البرتقال، والخضروات مثل الخيار يمكن أن تزيد من كمية الماء في الجسم.

رطوبة البيئة: استخدموا مرطّباً يمكن أن يساعد في تعويض الهواء الجاف في الداخل.

- استمعوا إلى جسمكم: الإرهاق والجلد الجاف والصداع يمكن أن تكون كلها علامات على الجفاف.

في الختام، بينما نتجهز ونركز على البقاء دافئين في فصل الشتاء، دعونا لا ننسى حارسنا الصامت - الترطيب. إنه أداة بسيطة ولكنها قوية في ترسانتنا للحفاظ على الصحة وتعزيز المناعة والتأكد من أننا في أفضل حالاتنا، حتى عندما تنخفض درجات الحرارة.

لذا، ارفعوا كؤوسكم (من الماء!) لموسم شتاء صحيّ!

 

* نبذة عن المدرّبة مونيك حلو:

 مونيك حلو هي مدرّبة متخصّصة في الصحّة التكاملية وأخصائية تغذية شاملة، حاصلة على درجة الماجيستر في الصحّة العامة. بدأت رحلتها الشخصية في العام 2001 بخسارة كبيرة، فقد أشعلت وفاة والدها الناجمة عن خطأ طبيّ شغفها بالطبّ الوقائي، ما دفعها الى استكشاف الروابط المعقّدة والمتشابكة ما بين التغذية وصحّة العقل والجسد والروح.

بصفتها الشريكة المديرة لشركة "بالانس بوست" في دبي، تقود مونيك تطوير حلول صحية مبتكرة، بما في ذلك تطبيق صحة متكاملة متطور. وتمتد خبرتها إلى تأليف العديد من الكتب حول صحة الدماغ ومرض الزهايمر ومرض باركنسون، مما يوفر رؤى قيمة حول الحفاظ على الصحة الشاملة.

 يمكنكم متابعتها عبر موقعها أو مواقع التواصل الاجتماعي: فايسبوك، ثريدز، لينكد ان.

كلّ أسئلكم حول التغذية وٳنقاص الوزن يجيبكم عنها الأخصائيين المتوفّرين لاستشارة الكترونية عبر موقع www.sohatidoc.com احجزوا الموعد المناسب لكم!

تابعوا المزيد من المواضيع حول الماء عبر موقع صحتي:

لماذا يُعتبر شرب الماء بعد الاستيقاظ مهمّاً؟

 

‪ما رأيك ؟