العقم وعدم الخصوبة، علاجات متوفرة للزوجين

العقم وعدم الخصوبة، علاجات متوفرة للزوجين

1 2 3 4

بشكل عام، لا بدّ من استشارة الطبيب في حال عدم التمكن من الحمل بعد إقامة العلاقات الجنسية من دون وقاية من الحمل. وهذا نسبي، إذ يختلف الأمر حسب عمر الزوجين وحسب تاريخهما الصحي.

ومن هنا، يطلب الطبيب من أحد الزوجين أو من الزوجين معاً إجراء فحوص طبية.

وبفضل هذه الاكتشافات، سيتمكن الطبيب من تحديد أسباب العقم، لدى الرجل أو لدى المرأة، ومن خلال تحليل النتائج، يتمكن من اقتراح الحلول للطرفين.

في حال العقم لدى المرأة

تتعدد أسباب العقم لدى المرأة ولا بدّ من المعاينة السريرية لها، بالإضافة إلى بعض الفحوصات الثانوية. من بين الأسباب الأكثر شيوعاً:

العواقب المترتبة على التهاب الجهاز التناسلي

إن بعض الامراض المنتقلة جنسياً والتي تصيب الأعضاء التناسلية، مثل ( الكلاميديا ) يمكن أن تؤدي في النهاية إلى سدّ قناتي فالوب وتمنع بالتالي مرور الحيوانات المنوية. وتكمن الصعوبة في عدم كشف هذا الالتهاب الذي يصيب المرأة في بعض الأحيان. ولا يجب التردد في استشارة الطبيب عند ظهور أول إشارات للالتهابات ( الحكة ووجع البطن).

إذا تم الكشف عن هذه الأمراض في الوقت المناسب، يمكن معالجتها عن طريق الأدوية ( المضادات الحيوية بشكل عام). في المقابل، إن لم يتم الكشف عن المرض في وقت مبكر، وترك أثراً، قد يتم اللجوء إلى الجراحة أو إلى التخصيب في المختبر.

الاضطرابات في الإباضة

هذا السبب هو واحد من أسباب العقم الأكثر شيوعاً. فقد تعاني المرأة من عدم الإباضة بالكامل أو من عدم انتظام في الإباضة.

تكون الدورة الشهرية لدى بعض النساء طبيعية، ولكن قد يعانين من مشاكل في الإباضة. وتخضع المرأة في هذه الحالة إلى علاج بالهرمونات التي تعمل على تحفيز وظيفة المبيضين. ومع هذا العلاج، يمكن تحفيز كثر من إباضة. يوجد نوعان من العلاج بالهرمونات يجب أن يتما تحت الرقابة الطبية المشددة.

انتباذ بطانة الرحم

يحصل هذا المرض عندما تنمو أجزاء من بطانة الرحم في الأماكن الخاطئة، وقد توجد حول المبايض وقناتي فالوب ما يؤدي إلى عدم التخصيب. يعتمد العلاج التقليدي لهذا المرض على هرمون البروجستيرون الذي يخفف الآلام. وفي حال وجود مشاكل في الخصوبة، يقضي أحد الحلول في إزالة أجزاء من بطانة الرحم عبر الجراحة (تنظير البطن).

في حال عقم الرجل

في هذه الحالة أيضاً ومن خلال الفحص السريري للرجل وتحليل تاريخه الصحي، يتمّ إجراء فحوصات مختلفة تبدأ بالطبع بتحليل السائل المنوي.

من أكثر أسباب العقم شيوعاً لدى الرجل التالي:

مشكلة في إنتاج الحيوانات المنوية

هي السبب الأكثر شيوعاً للعقم لدى الرجل. فقد تكون نسبة إنتاج الحيوانات المنوية كافية ولكنها غير طبيعية أو غير قادرة على التنقل بشكل صحيح. وقد تكون طبيعية إنما كميتها غير كافية. ويعود ذلك لعدة أسباب:

  • الأمراض المعدية مثل التهاب الغدة النكفية التي تؤثر على الأعضاء التناسلية وتسبب العقم وخصوصاً عند الإصابة بالمرض بعد فترة الخصوبة.
  • اضطراب الغدد الصماء: إن إنتاج كميات غير كافية من الهرمونات يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في إفراز هرمون التستوستيرون وفي إنتاج الحيوانات المنوية.

الأمراض التشريحية

بعض الأمراض تعرقل تدفق السائل المنوي جزئياً أو كلياً. قد يكون سببها خلقياً، أو تحدث نتيجة لالتهاب المسالك التناسلية. في هذه الحالات، قد يتم اللجوء إلى الجراحة لاستعادة الخصوبة.

ومن خلال إجراء الفحوصات السريرية للرجل والمرأة ومن خلال التشخيص، يتم اقتراح حل خاص حسب الحالة.

الحلول

كما ذكرنا سابقاً، يمكن اللجوء إلى العديد من الحلول، ومنها: التلقيح الاصطناعي أو التخصيب في المختبر (طفل الأنبوب).

التلقيح الاصطناعي

يتم حقن السائل المنوي بشكل اصطناعي، مباشرة في رحم المرأة، ويتم أخذ هذا السائل المنوي إما من الزوج، في حال كان السبب يعود إلى مشاكل في الانتصاب، وإن كان السائل المنوي يفتقد إلى الخصوبة، وإما باستعمال سائل منوي يعود إلى أحد الواهبين، في حال كمنت المشكلة في عقم السائل المنوي للشريك.

وتتبع المرأة علاج تنشيط المبيضين لتحفيز الإباضة وبالتالي التخصيب.

وفي حال أخذ السائل المنوي من الرجل، يتم حقنه مباشرة في رحم المرأة عند الإباضة. أما في حال خذه من واهب، يتمّ تجليد السائل المنوي والاحتفاظ به في بنك السائل المنوي. ويخضع الامر لقواعد صارمة، إذ يخضع الواهب إلى فحوصات طبية شاملة لكشف الإصابة بأي مشاكل صحية، أو لكشف أي إصابة بفيروس معين وخصوصاً السيدا أو مرض التهاب الكبد أو hépatite B.

تعتبر هذه الطريقة حاسمة، إذ تتراوح فرص الحمل بين 15 و 18% في الدورة الواحدة، مع احتمال الحمل بتوأم أو بثلاثة أطفال معاً. إن لم يتم الحمل في خلال بضع دورات، يُنصح باستعمال طريقة طبية أخرى تساعد على الإنجاب.

التخصيب في المختبر

يتمّ اللجوء إلى هذا الحل بشكل خاص عند انسداد قنوات الرحم لدى المرأة (لعدة أسباب)، أو عند وجود مشاكل في الخصوبة لدى الرجل (عدم وجود عدد كاف من الحيوانات المنوية).

تتطلب هذه التقنية فريقين من المختصين: علماء أحياء وأطباء مختصين في الطب النسائي. وفي خلال العملية يتم الجمع بين بويضة وحيوانات منوية في أنبوب وليس في رحم المرأة. عندما يتم إدخال الحيوان المنوي في البويضة، ينتظر الأطباء تكاثر الخلايا في البيضة ومن ثم يتمّ إدخال الجنين في الرحم وينمو مثلما يحصل في حالات الحمل الطبيعية.

‪ما رأيك ؟