في تربية الأطفال... بين الاهتمام والاهتمام المفرط خيط رفيع..!

في تربية الأطفال... بين الاهتمام والاهتمام المفرط خيط رفيع!

الاهتمام الزائد هو أسلوب تربوي يتبعه الكثير من الأهل مع أطفالهم تحت راية الحب والعاطفة والحنان، رغبة منهم بتحقيق كل أمنيات أطفالهم وعدم حرمانهم من أي شيء. ولكن ما يتناساه الأهل هو أن الإفراط في الاهتمام بالأطفال هو من العوامل التي تؤثر سلباً على سمات الشخصية والتطوّر النفسي لديهم. وفي السطور التالية سوف نطّلع وإياكم على المخاطر التي تنتج عن الاهتمام الزائد بالطفل؟

كيف يكون الاهتمام الزائد بالطفل؟

لا شك أن الوالدين يريدان دائماً الأفضل لطفلهم، وهم يحلمون بأن يرتاد أفضل الجامعات في المستقبل وأن يصل إلى مراكز مهمة في المجتمع وعلى الصعيد العملي، كما أنهم يسعون دائماً إلى تلبية طلباته لجعله سعيداً وراضياً. ولكن في حين أن البيئة الأسرية الآمنة والسعيدة تعتبر ضرورة للنمو الصحي والتطور النفسي، إلا أن هناك خط رفيع بين الاهتمام والاهتمام أكثر من اللازم، ونقصد بذلك العائلات التي يصل فيها اهتمام الوالدين بالطفل إلى حدود التملك واتخاذ القرارات بدلاً عنه والقيام بكل الأعمال عنه من منطلق العاطفة والاهتمام بمصالح الطفل ومساعدته على تحقيق أحلامه أو أحلامهما من خلاله.

ما هي المخاطر؟

إن ما سبق وذكرناه عن الاهتمام الزائد بالطفل يترتب عليه العديد من النتائج والمشكلات التي ترافق الطفل في المراهقة وفي بعض الأحيان طوال حياته المستقبلية، وهذه أبرزها:

1

الأنانية وحب التملك: إن حصول الطفل على كل ما يريده في سنين الطفولة سوف يجعل منه أنانياً في المستقبل، يسعى لأن يمتلك كل ما يريد من دون أي حساب، لا يفكر إلا بنفسه ولا يقبل بأن يتشارك مع أي شخص آخر بأي شيء، بل هو يظن أنه يمتلك الكون بأكمله ولا يحق لأي شخص آخر بأن يكون سعيداً، وهو لا يمتلك روح العطاء والتضحية. وذلك سوف يسبب الكثير من المشاكل في حياته العملية والزوجية والاجتماعية.

 

2

شخصية اتكالية وفوضوية: هذا الطفل سوف تكون لديه شخصية اتكالية بحيث يعتمد عاى والديه في توفير جميع متطلباته، وإذا تزوّج فهو سوف يتوقّع الأمر نفسه من شريك الحياة. هو يريد الحصول على كل شيء من دون بذل أي مجهود، وإذا شعر أنه لا يحظى بالاهتمام التام يمكن أن يصاب بالاكتئاب. كما أنه ومن الممكن أن تعم حياته الفوضى لأنه لا يعرف الاهتمام بنفسه وهو غير قادر على اتخاذ القرارات من دون مساعدة والديه أو أي شخص آخر.

3

شخصية متمردة وديكتاتورية: إن الطفل الذي يحظى بالاهتمام الزائد خلال سنين الطفولة سوف يتحول إلى شخص بالغ لا يرضى بأي رفض من أي نوع، كما أنه يتمرّد على قرارات أهله إذا تجرأ أحد والديه وعارضه في اي شيء، فيمكن أن يكون قاسياً مع والديه وأن يتصرّف معهما بطريقة غير مرضية ليحصل على ما يريد.

المزيد حول الصحة النفسية للأطفال في هذه الروابط:

ما الأسباب التي تجعل طفلك سريع الغضب؟

4 علامات على أن الطفل يحتاج إلى أخصائي نفسي

الصراخ في وجه الأطفال... هل هو أسلوب تربوي مفيد أو مؤذٍ؟

‪ما رأيك ؟