هل العدائية عند الطفل أمر منتظر بعد انفصال والديه؟

هل العدائية عند الطفل أمر منتظر بعد انفصال والديه؟

يُعتبر انفصال الأهل بمثابة نقطة تحوّلٍ بالنّسبة إلى الطّفل الذي يتأثّر بشكلٍ مباشر بهذا التغيّر الطارئ في الحياة الأسرّية.

 

فما هي خلفيّات تصرّف الطفل بعدائيّة مع المحيطين به بعد انفصال أهله؟ الجواب في هذا الموضوع من موقع صحتي.

 

انفصال الأهل مدمّرٌ للطفل

 

إنّ الطّفل الذي لا يزال في مرحلة بناء شخصيّته، تؤثّر عليه كثيراً النّزاعات الأسريّة وقد تؤدّي إلى تدميره في حال لم يتمّ التصرّف معه بالشّكل الصّحيح.

 

إذ أنّ انفصال الأهل غالباً ما يُعتبر أمراً طبيعياً بالنّسبة إليهما وإلى المحيط، ولكنّه ليس بالأمر الطّبيعي أبداً بالنّسبة إلى الطّفل ويترك عنده ضجيجاً وعدواناً داخلياً ويفقد بسبب هذا الواقع الضّوابط وتسيطر عليه العدائيّة.

 

من هنا، تأتي العدائيّة كتصرّفٍ من قِبل الطّفل يدلّ على الدّمار الذي يأكل منه ويُضعفه بشكلٍ تدريجي يوماً بعد يوم.

 

الدّخول في المجهول ومرحلة جديدة

 

عادةً ما يخاف الطّفل من المجهول لأنّه يحتاج إلى المزيد من الأمان والعاطفة من قِبل أهله، وفي حال انفصالهما عن بعضهما فإنّ الطفل سيشعر بأنّه وحيدٌ في مواجهة العالم، فيلجأ في هذه الحالة إلى العدائيّة ليحمي نفسه من كلّ المخاطر التي قد يتعرّض لها.

 

الطفل عندما يفقد الأب أو الأم، فهذا يعني أنّه يختبر مرحلةً وأزمةً جديدةً تنعكس على تصرّفاته مثل العدائيّة والتبوّل اللاإرادي وقضم الأظافر وغيرها من الأعراض كاللامبالاة التي يُقابلها ضياعٌ داخليّ شديد.

 

العدائيّة حالةٌ من "الانفجار"

 

يسعى الطّفل في كلّ تصرّفاته إلى أن يظهر في أبهى حالاته ولا يُمكن أن يُبيّن ضعفه للآخرين، فيعمد إلى كبت مشاعره مهما كانت سلبيّةً ومهما كانت شديدة القسوة.

 

من هنا، فإنّ كلّ التراكمات التي تحصل في نفس الطّفل تخرج دفعةً واحدة من دون أن يقصد وتكون غالباً على شكل تصرّفاتٍ عدائيّة ترفض ما يعتبره شفقةً من الآخرين بينما يكون هؤلاء يعبّرون له عن حبّهم وعاطفتهم.

 

هذا الإنفجار الذي يحصل فجأةً ويظهر على شكل عدائيّةٍ في التصرّفات ناتجٌ عن التصرّف بشكلٍ خاطئ مع وضع الطّفل وعدم تعويضه عن العاطفة التي فقدها بسبب انفصال أهله، كما أنّ الأهالي يستصعبون الحالة النفسيّة غير المستقرّة للطّفل لأنّهم لم يعتادوا عليها من قبل.

 

لذلك، وعندما يُقرّر الأهل الانفصال لا بدّ من أن يضعا في الحسبان نفسيّة الطّفل والانتباه جيّداً لطريقة تعاملهما معه بشكلٍ يحميه من كلّ الآثار السلبيّة الناتجة عن قرارهما.

 

إليكم المزيد من موقع صحتي عن نفسية الطفل:

 

مشاكل خطيرة تصيب الطفل بسبب التفكك الأسري

4 آثارٍ مدمّرة يطبعها التهديد في نفسيّة الطّفل!

5 نصائح تحصّن طفلكم نفسياً عند فقدانه لأحد والديه!

‪ما رأيك ؟