النعوت الساخرة تعابير يجب حذفها من قاموس تربية الأطفال

النعوت الساخرة... تعابير يجب حذفها من قاموس تربية الأطفال!

تأثير النعوت الساخرة على الطفل

في وسط صعوبات الحياة وضغوطها التي لا تنتهي والأعباء الكثيرة التي يواجهها الأهل طوال اليوم، نجد البعض منهم وهم يفجّرون غضبهم على أطفالهم بحيث يقومون بتعنيفهم إن كان جسدياً أو لفظياً، فما هو تأثير الألفاظ الساخرة على نفسية الأطفال ونموّهم العقلي..؟


السخرية من الطفل وتحقيره

قد يتعرّض الطفل إلى العديد من أنواع السخرية أو النقد اللاذع من قبل الأشخاص المقرّبين إليه أو حتى من قبل الأهل وذلك بسبب خطب ما في شكله أو بسبب الوزن الزائد أو النحافة الشديدة، أو قصر القامة أو طولها الزائد، أو حتى بسبب تصرّف بريء يقوم به الطفل عن غير قصد أو طريقة لفظه للكلام أو مخارج الحروف.

كما أن بعض الأهل يسخرون من الطفل بسبب خوفه من أمور معينة أو بسبب درجاته الدراسية أو العديد من الأمور الأخرى التي قد تكون من ضمن شخصية الطفل أو سلوكياته. ومثل هذه الانتقادات الساخرة من شأنها أن ترافق الطفل طوال حياته وأن تترك آثاراً سلبية على حالته النفسية وعلى مزاجه ونموّه الذهني وعلاقاته الاجتماعية والعائلية.

تأثير السخرية على الطفل

خلافاً للعنف الجسدي الذي تظهر آثاره بشكل واضح على جسد الطفل، فإن السخرية هي من أشد أنواع العنف الكلامي الذي لا تظهر آثاره للعلن ولكنه يترك ندوباً وجراحاً في النفس طول العمر.

فهذا النوع من العنف يؤثر بشكل مباشر على نفسية الطفل، فيجعله يفقد الثقة في نفسه ويشعر بأنه منبوذ وغير محبوب في أسرته ومجيطه مما يدفع به إلى التفكير بإيذاء الغير أو إيذاء النفس، فيصبح هذا الطفل عدوانياً يمارس السلوكيات العنيفة مع أشقائه وأقرانه كما ولا يعرف أصول الحوار والتواصل الصحيح مع الآخرين.

من ناحية أخرى، قد تسبب النعوت الساخرة فقدان الطفل للقدرة على الخلق والإبداع، كما أنه يخاف من المبادرة والإنجازات لأنه يخاف من الفشل الذي قد ينتج عنه التأنيب أو السخرية من قبل الآخرين.

والأطفال الذين يتعرضون إلى هذا النوع من العنف خلال الطفولة هم أكثر عرضة إلى الإصابة بالاكتئاب والانطوائية والقلق المستمر وعدم القدرة على النوم، كما أنهم يصابون باضطرابات الطعام في مرحلة الشباب والنضوج.

كما وتشير الدراسات أيضاً إلى أن التعرض الى السخرية والعنف اللفظي في الطفولة يؤدي إلى تأخر في نمو الدماغ والقدرات الإدراكية والمهارات كونها شديدة التأثر بالبيئة المحيطة والتربية والتجارب التي يمر بها العقل في سنوات الطفولة.

من هنا أهمية شعور الطفل بالعاطفة والاحتواء والأمان من قبل الأهل، وحصوله على الدعم والتشجيع المستمرين اللذين يساهمان في تعزيز نمو الثقة بالنفس والشخصية والقدرات العقلية والذهنية للطفل.


المزيد حول تربية الأطفال في هذه الروابط: 

4 نشاطات مسلية للأطفال يمكن تطبيقها في المنزل

4 نصائح يجب تطبيقها لنجاح الطفل في التعلم عن بعد

العنف عند الأطفال اقل من سنتين يؤدي إلى عواقب طويلة الأمد!

 

 

‪ما رأيك ؟