هل يمكن أن تنجو العلاقة بعد الخيانة؟ تحليل نفسي لآلية إعادة الثقة!

هل يمكن أن تنجو العلاقة بعد الخيانة؟ تحليل نفسي لآلية إعادة الثقة!

إعادة الثقة بين الخيانة الزوجية

في العلاقات العاطفية، تُعتبر الخيانة أحد أكثر التجارب ألمًا على الإطلاق. إنّها ليست مجرد كسرٍ للالتزام، بل هزةٌ تمسّ جوهر الأمان النفسي بين الطرفين. ومع ذلك، لا تنتهي كل قصّة خيانة بالانفصال… فبعض الأزواج يختارون البقاء، محاولين بناء الثقة من جديد. لكن هل هذا ممكن فعلًا من منظور نفسي؟ وكيف يمكن للعلاقة أن تتعافى من جرح بهذا العمق؟

الصدمة النفسية بعد الخيانة

عندما يكتشف أحد الطرفين الخيانة، يمرّ بما يشبه الصدمة النفسية. إذ يشعر بأن الواقع اهتزّ، وبأن الشخص الذي كان مصدر أمان أصبح مصدر تهديد. ومن وجهة نظر علم النفس، يُعتبر هذا الحدث شكلًا من فقدان السيطرة، فيدخل العقل في دوامة من الأسئلة والشكوك المستمرة.

والخائن بدوره قد يواجه مشاعر ذنبٍ حادّة أو دفاعات نفسية تحاول تبرير السلوك، بينما يعيش الطرف المتضرّر حالة من فقدان الثقة الوجودي، ليس فقط في الشريك، بل أحيانًا في ذاته أيضًا.

مرحلة المواجهة والقرار

بعد الصدمة، يأتي القرار الأصعب: هل نغادر أم نحاول الإصلاح؟ المعالجون النفسيون يرون أن النجاة من الخيانة لا تتعلّق فقط بالحب، بل بالاستعداد النفسي للمواجهة.

إعادة بناء العلاقة تتطلب حوارًا صريحًا خاليًا من التبريرات، ومواجهة الجرح دون تجميل.

الشفاء يبدأ حين يتحول الطرفان من موقع الدفاع إلى فضاء الفهم، حيث يُطرح السؤال الأهم: "ما الذي أوصلنا إلى هنا؟"

فالتعامل الواعي مع الأسباب العميقة للخيانة (كالإهمال، الاحتياج العاطفي، أو ضعف التواصل) يفتح بابًا جديدًا للنضوج وليس فقط للغفران.

إعادة الثقة: عملية نفسية طويلة

الثقة لا تُستعاد بالوعود، بل بالأفعال المتكرّرة عبر الزمن.

من منظور علم النفس العلاجي، تحتاج العلاقة بعد الخيانة إلى نظام شفاء من مرحلتين:

1- مرحلة الأمان العاطفي: حيث يشعر الطرف المجروح بأن مشاعره مسموعة ومُحترمة.

2- مرحلة إعادة التوازن: حين يُعاد تعريف العلاقة من جديد، بحدود واضحة وشفافية مطلقة.

الاستعانة بالعلاج الزوجي قد تساعد على تفكيك الألم بدل دفنه، لأن تجاهل الجرح يحوّله إلى قنبلة مؤجلة.

وفي النهاية، لا تُقاس نجاة العلاقة بعودتها إلى ما كانت عليه، بل بقدرتها على أن تولد من جديد، أكثر صدقًا ونضجًا.

 

كلّ ما لديكم من أسئلة عن الصحّة النفسية، يجب عنها الأطباء الأخصائيين عبر www.sohatidoc.com  من خلال استشارة الكترونية تحصلون عليها حين تحجزون موعداً لكم.

مواضيع أخرى عن الأمراض النفسية عبر الروابط التالية:

‪ما رأيك ؟