هل تعاني من القذف المبكر؟ د. أحمد سيف يشرح لكَ أكثر عن هذه الحالة

هل تعاني من القذف المبكر؟ د. أحمد سيف يشرح لكَ أكثر عن هذه الحالة

القذف المبكر مشكلة جنسية شائعة لدى الرجال، ويمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية كثيرة على حياة الزوجين ومدى استمتاعهما بالعلاقة الزوجية. فإذا كنتَ تعاني من هذه المشكلة، تابعنا في هذه المقابلة الخاصة لموقع صحّتي مع د. أحمد سيف، الاستشاري في طبّ وجراحة أمراض الذكورة والتناسلية والعقم، يحمل دكتوراه طبّ وجراحة أمراض الذكورة، وهو مدرّس بكلية طبّ القصر العيني جامعة القاهرة واستشاري بمستشفى د. سمير عباس في جدّة.

 

متى نستطيع القول أنّ الرجل يعاني من سرعة القذف؟

 

هناك تعريف واضح ودقيق وضعته الجمعية العالمية للصحّة الجنسية (ISSM) وهو: سرعة القذف هو خلل أو اضطراب في العلاقة الجنسية يتصّف بحدوث القذف (دائماً أو في أغلب الأوقات) في خلال فترة زمنية أقلّ من دقيقة واحدة من عملية الإيلاج في المهبل مع عدم القدرة على تأخير القذف في كلّ أو معظم محاولات الإيلاج، ويكون ذلك مصحوباً مع أحاسيس سلبية مثل الإحساس بالضيق والإحباط بما يؤدي لاحقاً الى تجنّب العلاقة الجنسية.

 

هل هناك أنواع أو درجات لسرعة القذف؟

 

هناك نوعين أساسيين من هذه المشكلة:

- الأول (Lifelong) أي أنّه خلقي ومستمرّ طول حياة الرجل منذ حدوث أول علاقة جنسية، ويحدث القذف عادة في خلال أقلّ من دقيقة في معظم الحالات.

- الثاني مكتسب (Acquired) ويحدث بعد فترة من وجود علاقة جنسية طبيعية يستطيع فيها الرجل القذف بشكل مرضٍ له ولشريكته. ويحدث هذا النوع نتيجة عوامل نفسية أو بيولوجية مثل مشاكل العلاقات الزوجية أو خلافه.

وعادة يكون النوع الاول الخلقي هو الأكثر حدّة حيث أنّه قد يحدث القذف أحياناً قبل عملية الإيلاج او الدخول في المهبل.

 

هل الأسباب عضوية أو نفسية؟

 

حقيقة أنّ السبب الدقيق ليس مفهوماً حتّى الآن، لكن هناك نظريات متعدّدة تفسّر هذه المشكلة.

- هناك عوامل جينية تؤثر على مستقبلات (5-HT) وهي التي قد تكون السبب وراء النوع الأول الخلقي أو الدائم (Lifelong). أمّا بالنسبة للنوع المكتسب (Acquired)، قد يكون هناك أسباب نفسية مثل القلق والتوتر او التجارب الجنسية المبكرة التي أثّرت على الرجل. أو أسباب عضوية مثل حساسية أعصاب القضيب أو أعصاب القذف أو اضطرابات الهرمونات خاصة الغدة الدرقية. وكان هناك اعتقاد أنّها تصاحب التهاب البروستاتا، لكن السبب الدقيق غير واضح حتّى الآن.

 

هل يعيق القذف المبكر حدوث الحمل؟

 

القذف المبكر لا يؤثر على خصوبة الرجل أو عدد ونشاط الحيوانات المنوية، لكنّه قد يؤدي لحدوث القذف قبل دخول المهبل في بعض الحالات، أو يؤدي الى الشعور بالإحباط من الطرفين ممّا يؤدي لتجنب العلاقة الزوجية بشكل منتظم أثناء فترة التبويض عند الزوجة، وقد يؤدي ذلك لتأخير فرصة حدوث الحمل.

 

هل تنخفض سرعة القذف مع التقدّم بالعمر؟

 

النوع الأول الخلقي سيعاني في الأغلب من هذه المشكلة طوال حياته لأنّ السبب في جيناته وعنده حساسية مفرطة في أعصاب القضيب. ولكن عموماً بالنسبة للنوع المكتسب إذا كان في علاقة مستقرة، تتحسّن القدرة في التحكّم بالقذف خاصة مع معرفة كيفية إثارة شريكته وتوصيلها للنشوة. كما أنّ حساسية الاعصاب في الجسم البشري تدريجياً قد تقلّ مع التقدّم بالعمر بحيث يحتاج الرجل الى وقت أطول للحصول على الانتصاب اللازم للجماع ثم الى وقت أطول للقذف وذلك لدى أغلب الرجال.

 

هل يحدث القذف المبكر أكثر للرجل الذي لا يملك خبرة كافية في العلاقة الجنسية؟

 

الشاب او الرجل في بداية حياته الجنسية قد لا يعرف كيف يتحكّم بالقذف أو يشعر أنّه وشيك الحدوث. كما أنّه قد لا يعلم المعلومات الكافية حول كيفية بدء تهيئة نفسه وشريكته جيداً قبل الدخول وبدء العلاقة. وقد لا يعلم أنّ هناك بعض وضعيات الجماع التي قد تساعد على تأخير القذف مثل أن تكون المرأة أعلى الرجل حيث يؤدي ذلك لاسترخائه وتأخير القذف لدى معظم الرجال. وبالتأكيد فإنّه مع وجود علاقة مستقرة وتواصل جيّد بين الطرفين، فإنّ كلاً منهما سيعلم كيف يستثير ويسعد شريكه.

 

هل مضادات الاكتئاب هي العلاج المناسب لسرعة القذف؟

 

هناك طرق متعدّدة لعلاج سرعة القذف مثل انتظام العلاقة الزوجية وعدم انقطاعها لفترات طويلة مع بعض التمارين مثل طريقة البدء والانتهاء حيث يتوقف الرجل عن الجماع عند شعوره بالقذف. وهناك طرق موضعية مثل استخدام كريم موضعي يؤدي الى تخدير أعصاب القضيب وتأخير القذف، ولكن يعيق هذه الطرق أنّ نسبة الفشل كبيرة، وقد تؤدي الى غياب التلقائية و  العفوية.

الأدوية المضادة للاكتئاب تؤدي الى حدوث تأخير تدريجي في القذف، يبدأ في خلال أسبوع الى أسبوعين، ويصل الى أفضل صورة خلال 4 أسابيع ويتمّ استخدامها بجرعات صغيرة بشكل يومي، وذلك في الحالات الشديدة. ولكن لها بعض الأعراض الجانبية مثل الغثيان، ولا يُنصح باستخدامها في حال كان الزوجين يرغبان في الإنجاب.

 

ولكن الآن العقار الوحيد عن طريق الفم المرخّص باستخدامه كعلاج لسرعة القذف هو Dapoxetine، وهو أحد العقاقير التي ترفع مستوي مادة السيرتونين (هرمون السعادة)، لكنّه يتميّز بأنّه سريع الامتصاص والتأثير مع Half Life أو معدّل تمثيل سريع. ولذلك يتمّ استخدامه قبل العلاقة الجنسية بفترة قصيرة (ساعة تقريباً) للحصول على أفضل نتيجة ولايؤثر علي خصوبة الرجل .وقد تم طرحه مؤخراً تحت مسمى دواء لجام.

‪ما رأيك ؟