كيف يمكن الحدّ من الفراغ العاطفي عند المراهق؟

كيف يمكن الحدّ من الفراغ العاطفي عند المراهق؟

الفراغ العاطفي عند المراهقين

في مرحلة المراهقة ونظراً إلى التغيّرات الجذرية الجسدية والهرمونية والفكرية التي تستجد على المراهق، يشعر هذا الأخير بالكثير من الإرتباك، الحاجة إلى الاستقلال واتخاذ قراراته بنفسه والتحرر من سلطة من هم أكبر منه سناً، كما أنه يختبر الكثير من المشاعر والعواطف الجديدة. لذلك يصبح المراهق في هذه المرحلة العمرية حساساً أكثر، وراء غضبه حاجة ماسة إلى التفهّم والحنان.

فلماذا يصاب المراهقون بالفراغ العاطفي، وكيف يمكن مساعدتهم على تخطي هذه المحنة بسلاسة ومن دون مشاكل؟

الفراغ العاطفي

هو الشعور بالفجوة العاطفية، أي أن المراهق في هذه الحالة لا يجد من يغدق عليه مشاعر الحنان والحب والعاطفة، هذه المشاعر التي تشعره بقيمته الذاتية وأنه مهم بالنسبة إلى الأشخاص المحيطين به إن كان في العائلة أو بين الأصدقاء أو الزملاء في الدراسة. كما أنه وفي هذه الحالة لا يجد أحداً يفضي إليه بأسراره أو بالأمور التي تشغل باله أو تزعجه وتشكل تحديات بالنسبة إليه.

هذا الفراغ العاطفي يؤلم المراهق ويفقده الثقة بأسرته ومحيطه ويدفع به إلى إيجاد العاطفة في أماكن أخرى، من الممكن أن تكون خطيرة عليه في بعض الأحيان وأن تقوده إلى الإنحراف السلوكي والعاطفي.

أسباب الفراغ العاطفي عند المراهق

تلعب الأسرة والوالدان بشكل خاص الدور الرئيسي في بناء شخصية الطفل الذي يصبح مراهقاً مع مرور الوقت. والأسباب الرئيسية للفراغ العاطفي في مرحلة المراهقة يمكن تلخيصها بما يلي:

- حرمان الأبناء من العواطف والحنان وعدم التعبير لهم عن العاطفة من قبل الوالدين باعتبار أنهم كبروا على ذلك، ولا يجب تدليلهم بل تعليمهم الحزم والجدية.

- قد يتعامل بعض الأهل مع أبنائهم المراهقين بقسوة في محاولة للسيطرة على تصرفاتهم وأفكارهم الثوروية، أي بقصد حمايتهم من الإنحراف وتصويب سلوكهم. ولكن في الواقع إن هذه الطريقة في التربية تبعد المراهقين عن أهلهم وتخلق حواجز بين الطرفين وتعزز الشعور بالفراغ العاطفي عند الأبناء.

- في بعض الحالات يكون الوالدان مشغولين بأمور الحياة، يتعرضان للضغوط اليومية والعملية لتأمين أفضل حياة لأبنائهم، ولكن الحقيقة أن ذلك من شأنه أن يبعدهم عن تفاصيل حياة أبنائهم المراهقين، فيشعر هؤلاء بالتباعد العاطفي داخل الأسرة.

- كما ومن الممكن للتمييز بين الأخوة من قبل الوالدين أن يخلق لدى المراهق شعوراً بالرفض من قبل عائلته وبالحقد على أشقائه وشقيقاته، وذلك يزيد من الفراغ العاطفي لديه.

كيف تتم معالجة المشكلة؟

على الوالدين أن يكونا قريبين من أولادهما في عمر المراهقة، وأن يظهرا تفهماً لأفكارهم واستعداداً للحوار والمناقشة في الأمور التي تهم المراهقين، كما وأن يراقبا تصرفات أولادهم لإرشادهم وقت الحاجة من دون خلق النزاعات بين الطرفين.

من ناحية أخرى، من الضوري أن يساوي الأبوان بين أولادهما من ناحية العاطفة والحرية كما وفي الإرشاد وتصويب السلوكيات.

من الضروري أيضاً أن يظهر الأبوان لأولادهما مجبتهما من خلال كلمات التشجيع والحب والعاطفة، فمهما كبر الإبن يبقى بحاجة للشعور بمحبة أبويه واهتمامهما به.

إذا كانت حالة المراهق قد وصلت إلى مراحل متقدمة أي أن ردات فعله أصبحت شديدة ونوبات غضبه خرجت عن السيطرة أو أنه أظهر سلوكيات خطيرة، فمن المفيد في هذه الحالة أن تتم استشارة طبيب نفسي وأن يخضع المراهق وأهله إلى جلسات علاج مشتركة تساعدهم على حل المشكلة من دون أضرار كبيرة.

إقرئي المزيد حول تربية المراهقين:

هكذا تساعدين إبنك المراهق على تعزيز ثقته بنفسه

الحبّ في سنّ المراهقة... هل هو حقيقيّ؟

ما هي أبرز العلامات التي تدلّ على دخول مرحلة المراهقة؟




‪ما رأيك ؟