هل تعانين من وقاحة المراهق؟ صادقيه وعلّميه تقنيات الحوار والتواصل

هل تعانين من وقاحة المراهق؟ صادقيه وعلّميه تقنيات الحوار والتواصل

تتفاجئين بابنك المراهق وهو يتفوّه أحياناً بألفاظ مثل "أنتم لا تفهمون شيئاُ" أو "أنا أريد أن أتصرف وأتكلم كما أريد"، ويتكلم بلهجة لا ترضيك ويتصرف بطريقة لا تتوقعينها، وهذه الحالة يطلق عليها عامة تسمية "وقاحة المراهقين". ولكن هل هذه "الوقاحة" إذا جاز التعبير، هي نتيجة أزمة المراهقة أو أنها مرتبطة بأسباب وظروف أخرى؟  

 

هل هي وقاحة أو نزعة إلى الإستقلالية؟

 

في هذه المرحلة من حياته تكون أفكار ابنك مشوّشة، يبحث عن هويته ويسعى إلى إثبات شخصيته بأي طريقة، يعيش في عالمه الخاص الذي يعتبرك غريبة عنه، ويسعى إلى الإنفصال عن علاقة "التبعية" التي تربطه بوالديه منذ الطفولة. من هنا يعتبر نفسه قادراً على أتخاذ القرارات الخاصة به من دون مشورتك التي ينظر إليها وكأنها حشرية ومحاولة لفرض سُلطتك عليه. وبما أنه لم يصبح بعد قادراً على التعبير عن أفكاره وانشغالاته بطريقة ناضجة، يتّخذ دائماً لنفسه موقع الهجوم الاستباقي تجاهك وتجاه والده.

 

هل للوالدين دور في تعزيز وقاحة المراهق؟

 

نعم بالطبع. فعندما تكون طريقة التعامل مع المراهق غير ثابتة، أي أن والديه تارة يتعاملان معه وكأنه طفل صغير، وتارة أخرى يعتبرانه كبيراً وراشداً. من ناحية أخرى، إذا كان الوالدان لا يثقان بقدرات ابنهما الفكرية والجسدية ويستخفان به، وذلك من شأنه أن يستفزه ويدفعه للتعامل معهما بوقاحة.

 

من ناحية أخرى، يصر بعض الأهل على أن يكون ابنهما صورة عنهما، ما يرفضه هو بتاتاً في مرحلة المراهقة، إضافة إلى غياب الحوار بين المراهق ووالديه لا بل ردات الفعل السلبية من قبل الأهل تجاه تصرفات ابنهم. ومن الأسباب أيضاً، أسلوب التعامل بين الوالدين فيما بينهما والذي يمكن أن يكون قائماً على النقد والسخرية والوقاحة.

 

كيف تتعاملين مع هذا المراهق؟

 

في المقام الأول، من الضروري أن يتّسم أسلوب التعامل بين أفراد العائلة بالهدوء والعلاقات السليمة، لأن المراهق يميل إلى تقليد أبويه بطريقة التصرف في محاولة لإقناعهم أنه أصبح ناضجاً مثلهم.

 

ليس من الضروري أن يُظهر الأبوان انزعاجهما وغضبهما في كل مرة يتصرف بها المراهق بوقاحة، يمكن غض النظر في بعض المرات، ولكن من المهم لفت انتباه المراهق إلى الكلمات القاسية التي ينطق بها، وأن يعلماه أنه يجب أن يكون قادراً على تحمل مسؤولية كلامه وتصرفاته كجزء من النضوج، وأن بعض هذه الكلمات والسلوكيات ليس مقبولاً ولا يعبّر عن قدرته على التصرف المسؤول والجدي في العائلة وفي المجتمع.

 

ولكن بالطبع هذه الإرشادات يجب أن يتم إيصالها إلى المراهق عن طريق الحوار من صديق إلى صديق، وليس من أهل في موقع السلطة إلى المراهق الأقل منهم قيمة وأهمية.

 

المزيد حول تربية المراهقين في هذه الروابط:

 

مراهق متمرّد منفعل دائماً؟ هكذا تتعاملون معه

إبنك مراهق ولا ينام كثيراً... ما هي الأسباب؟

هكذا تتعاملين مغ نوبات الغضب عند ابنك المراهق

‪ما رأيك ؟