ما الذي تكشفه آخر الدراسات عن الإنبعاثات السامة لحرق النفايات في لبنان؟

ما الذي تكشفه آخر الدراسات عن الإنبعاثات السامة لحرق النفايات في لبنان؟

"خلال الأيام التي تُحرق فيها النفايات، تزيد نسبة المسرطِنات المنقولة جوّاً بنسبة ٢٣٠٠٪ على الأقل". يلخِّص هذه التصريح النتائج المُقلقة الّتي توصّلت إليها الوحدة البحثيّة حول نوعية الهواء المشتركة بين الجامعة الأميركية في بيروت والمجلس الوطني للبحوث العلمية. وقد عُقد مؤتمر صحفي في الجامعة الأميركية يوم الخميس الماضي لنشر نتائج دراسات الوحدة البحثيّة حول نوعية الهواء وإطلاق فريق عمل إدارة النفايات الصلبة في الجامعة الأميركية في بيروت لدليل إدارة النفايات البلدية الصلبة.

 

تقييم آثار رمي النفايات وحرقها

 

في أعقاب أزمة إدارة النفايات الصلبة التي شهدها لبنان، كان الحرق المفتوح للنفايات على إرتفاع بالقرب من المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة. ونظراً لغياب أي معطيات تسمح بتقييم آثار الرمي والحرق المفتوحَين للنفايات على نوعية الهواء والصحة العامة، قام المجلس الوطني للبحوث العلمية ومجلس الجامعة الأميركية في بيروت للأبحاث برعاية دراسة للوحدة البحثيّة حول نوعيّة الهواء، التي تقوم بقيادتها د. نجاة صليبا، استاذة في الكيمياء ومديرة مركز حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت، بهدف التعريف عن المقوّمات الكيميائية في مواقع حرق النفايات البلدية الصلبة في بيروت.

 

وقد قامت الدكتورة صليبا بعرضها نتائج الدراسة التي قامت بقياس تركيزات بعض هذه المركبات السامّة على سطح مبنى سكني مؤلف من أربعة طوابق، بالقرب من موقع حرق مفتوح إلى الشرق من بيروت بين تاريخي ٢ نوفمبر و٢٦ اكتوبر ٢٠١٥، ومن ثم مقارنتها بقياسات سابقة أو بقياسات تم أخذها على بعد أسبوع من أي حرق في المنطقة وبعد تساقط الأمطار. استطاعت بعد ذلك الوحدة أن تقيّم مخاطر الإصابة بالسرطان بسبب التعرض لهذه المواد الكيميائية، وأعلنت نتائج هذه الدراسة خلال المؤتمر.

 

تُظهر على سبيل المثال النتائج أن المعدلات اليومية للجزيئات التي يبلغ قطرها ١٠ ميكرومترات أو أقل (PM10)، أو ٢.٥ ميكرومترات أو أقل (PM2.5)، تجاوزت المعدّلات المذكورة في توجيهات الأربعة وعشرين ساعة لمنظّمة الصحّة العالمية بما يصل إلى ٢٧٦٪ و١٧١٪، بالترتيب. كما سُجِّلت لها ارتفاعات هائلة في ٥ و ١٧ نوفمبز. وبالإضافة إلى ذلك، تمّ قياس تركيزات المعادن التي تُعتبر موشِّراً لحرق النفايات، ومن ضمنها الرصاص، الكادميوم، المنجنيز، التيتانيوم، الكروميوم، الزرنيخ، وكثير غيرها، حسب منهج IO-3.5 لوكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة، ووجُد أنّها قد زادت بين ٩٨ و ١٤٤٨٪.

 

لبنان: نِسَب مثيرة للقلق لمواد مسرطنة قرب مواقع الحرائق في مكبّات النفايات العشوائية

‪‪مقالات ذات صلة
‪‪إقرأ أيضاً
‪ما رأيك ؟