الوقاية من تمزّق المهبل أثناء الولادة.. تقنيات تمارين “البرينيال” الحديثة!

الوقاية من تمزّق المهبل أثناء الولادة.. تقنيات تمارين “البرينيال” الحديثة!

تقنيات تمارين “البرينيال” للوقاية من تمزّق المهبل أثناء الولادة

 

تُعتبر الولادة الطبيعية من أجمل التجارب التي تمرّ بها المرأة، لكنّها في الوقت نفسه تُشكّل تحدّيًا جسديًا كبيرًا. من أكثر الأمور التي تشغل بال الحوامل قُبيل الولادة هي احتمال تمزّق منطقة العجان (البرينيوم)، وهي المنطقة الواقعة بين فتحة المهبل وفتحة الشرج. هذا التمزّق قد يحدث نتيجة ضغط رأس الجنين أثناء الولادة، ما يسبّب آلامًا بعد الولادة وصعوبة في التئام الجرح. لكن الطب الحديث أوجد حلولًا وقائية فعّالة، أبرزها تمارين البرينيال الحديثة التي تساعد على تحضير الجسم وتجنيب المرأة هذه المضاعفات.

ما هو تمزّق المهبل ولماذا يحدث؟

يحدث تمزّق المهبل عادةً أثناء مرور الجنين عبر قناة الولادة، خصوصًا في الولادة الأولى أو عندما يكون الجنين كبير الحجم. كما قد يزيد خطر التمزّق في حال الولادة السريعة أو إذا لم يكن نسيج العجان مرنًا بما يكفي. في السابق، كان يُعتقد أن هذا الأمر لا يمكن تفاديه، لكن الدراسات الحديثة أثبتت أن تحضير عضلات العجان وتمديدها تدريجيًا قبل الولادة يُقلّل نسبة التمزقات إلى حدّ كبير.

تمارين “البرينيال”: الوقاية تبدأ من الشهر السابع

يُفضَّل البدء بتمارين البرينيال في الأسبوع الـ 34 من الحمل تقريبًا، أي في الشهر السابع أو الثامن، لإعطاء الجسم الوقت الكافي للتأقلم. هذه التمارين تهدف إلى زيادة مرونة العضلات والأنسجة المحيطة بالمهبل، ممّا يسمح لها بالتمدد بسهولة أثناء الولادة.

وتتضمن التقنيات الحديثة نوعين أساسيين من التمارين:

1- تمارين الإطالة اليدوية (Perineal Massage)

وهي أكثر الطرق شيوعًا. يُستخدم فيها زيت طبيعي آمن مثل زيت اللوز الحلو أو زيت فيتامين E. تقوم الحامل أو شريكها بتدليك المنطقة بين المهبل والشرج بلطف عبر الضغط باتجاه الأسفل والجوانب، مع تكرار الحركة لمدّة 5 إلى 10 دقائق يوميًا. هذا التدليك يُحفّز تدفّق الدم ويزيد مرونة الجلد، كما يساعد الحامل على التعرّف على إحساس الضغط الذي ستواجهه أثناء الولادة.

2- تمارين الجهاز الموسّع (Perineal Dilator Devices)

وهي أجهزة صغيرة مطاطية ابتُكرت حديثًا تُستخدم لتدريب عضلات المهبل والعجان على التمدد بشكل تدريجي. تُشبه في شكلها بالونًا طبّيًا يُنفخ ببطء داخل المهبل، ممّا يسمح بتوسيع الأنسجة بأمان وتحت إشراف الطبيب أو القابلة. هذه التقنية تُعتبر من أحدث الوسائل الموصى بها في أوروبا والولايات المتحدة وتُظهر نتائج ممتازة في تقليل الحاجة إلى الشقّ الجراحي (الـ Episiotomy).

فوائد تمارين البرينيال

- تقليل خطر التمزّق العفوي أو الحاجة إلى الغرز بعد الولادة.

- تقصير مّدة المرحلة الثانية من المخاض بفضل مرونة العضلات.

- تخفيف الألم بعد الولادة وتسريع التعافي.

- زيادة الوعي الجسدي للمرأة ومساعدتها على الشعور بالسيطرة خلال عملية الولادة.

- تحسين الدورة الدموية في المنطقة الحسّاسة، ممّا يقلّل احتمال حدوث التورّم أو الالتهابات.

إرشادات مهمة قبل البدء

يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب أو القابلة قبل البدء بهذه التمارين، خصوصًا إذا كانت هناك موانع طبية مثل الحمل المهدّد أو التهابات مهبلية. ويجب غسل اليدين جيدًا واستخدام زيت معقّم لتجنّب أي عدوى.

كما يُفضَّل ممارسة التمارين بعد الاستحمام، عندما تكون العضلات دافئة وأكثر مرونة. وفي حال الشعور بألم حاد أو نزيف، يجب التوقف فورًا واستشارة الطبيب.

نظرة حديثة من الأطباء

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تمارين البرينيال تقلّل بنسبة تصل إلى 40% من حالات التمزّق من الدرجة الثانية والثالثة. كما تُساهم في بناء ثقة الحامل بنفسها وتجعلها أكثر استعدادًا جسديًا ونفسيًا للولادة الطبيعية. العديد من المستشفيات الحديثة باتت تُدرج هذه التمارين ضمن برامج “التحضير للولادة”، إلى جانب جلسات التنفّس والاسترخاء.

 

لا تتركي التساؤلات لديكِ حول التخطيط للحمل ومراحله وصولاً الى الولادة دون جواب! أدخلي الى موقع www.sohatidoc.com واحصلي على استشارة أونلاين من أبرز الأطباء الأخصائيين.

تابعوا المزيد من المواضيع حول الولادة عبر موقع صحتي:

‪‪مقالات ذات صلة
‪‪إقرأ أيضاً
‪ما رأيك ؟