بعد نجاح أول عملية زرع رحم في لبنان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز بلفو الطبي بالتعاون مع فريق طبّي سويدي متخصّص، كثرت التساؤلات عن هذه الجراحة التي تعطي أملاً للكثير من النساء اللواتي يعانين من العقم بسبب مشاكل الرحم. لذا التقينا بالرئيس الفخري لقسم الأمراض النسائية والتوليد في مستشفى ومركز بلفو الطبي، والبروفسور في الجراحة النسائية والتوليد جوزيف عبّود لنقدّم لكِ كلّ المعلومات والحقائق.
- ما هي التشوّهات أو الحالات التي يمكن أن تصيب الرحم وتمنع الحمل أو تسبّب العقم؟
هناك نساء يولدن دون رحم، ويشكّلن 400 ألف حالة عالمياً، حيث يكون لديهن المبيض والأنابيب ولكن دون رحم أو مهبل. ويتمّ اكتشاف ذلك في سنّ البلوغ، حيث تظهر مختلف العلامات لكن لا تبدأ الدورة الشهرية. وعبر المعاينة يتبيّن أنّه ليس هناك رحم. منذ فترة، كان الاجراء الوحيد الممكن هو زرع المهبل ليكون يكون هناك علاقة جنسية ناجحة، لكن لم يكن هناك أمل في الحمل. وبعدها بدأنا بالرحم المستعار لحمل الطفل بعد التلقيح الاصطناعي، ولكن النساء اللواتي يعانين من فقدان الرحم كنّ يتساءلن عن سبب عدم قدرتهنّ على الحمل ولماذا لا يتمّ العمل على زرعه كما الأعضاء الأخرى.
وبدأ الموضوع مع سيّدة كان تمّ ازالة رحمها بسبب بداية تورّم سرطاني في عنق الرحم وهي بعمر 35 سنة، وكان هناك تجارب ناجحة على الحيوانات في منطقة غوتنبرغ السويدية حول زرع الرحم. فأجريت العملية على السيّدة بنجاح. لكن مع الاشارة الى أنّه كان هناك تجارب أخرى غير ناجحة في السعودية، تركيا والولايات المتحدة الاميركية.
ما هي الأسباب التي يمكن ان تؤدي الى فشل زرع الرحم؟
الأصعب هو استئصال الرحم مع كلّ امدادات الشرايين، بالاضافة الى العلاج الذي يتمّ ضدّ المناعة ما يزيد من خطر الالتهابات، لذا هناك حذر كبير من هذه النقطة.
لماذا تمّ اختيار مركز بلفو الطبيّ لاجراء اول عملية زرع رحم في الشرق العربي وتركيا؟
هناك التجهيزات المتوفّرة في المركز، الطاقم الطبّي والمراقبة بالاضافة الى حسن النيّة عند الادارة للدخول في مثل هذا المشروع.
لكم ساعة امتدّت عملية زرع الرحم؟
من السابعة صباحاً وحتّى العاشرة مساء بين استئصال الرحم واعادة زرعه.
وأي اجراءات تمرّ بها المرأة قبل الوصول الى الجراحة؟
الأهمّ أن تكون المرأة التي تهب رحمها في صحّة جيّدة والرحم في حالة جيّدة، أمّا المتلقية فغالباً ما تكون في عمر صغير لكن يتمّ عمل كلّ اللقاحات والفحوصات الضرورية لها، خصوصاً انّها ستتعرّض للعلاج المناعي. كما يتمّ اجراء فحص الانسجة للتأكد من تطابقها.
ونشير أنّ هناك متابعة نفسية للمرأة المتلقية للتأكد من أهليتها للمرور بكلّ المراحل.
وما هو الشرط الاساسي من ناحية المرأة المتلقية للرحم؟
أن يكون لديها مبيضين صالحين، لأنّ الاجراء الأول الذي نقوم به هو سحب البويضات وتلقيحها بالحيوانات المنوية للحصول على الأجنة. وبعد نجاح عملية الزرع بثمانية أشهر، يعاد الجنين الى الرحم.
هل هناك مخاطر معيّنة على المرأة التي تهب او تتلقى الرحم؟
المخاطر هي تماماً كما أي جراحة تتطلّب وقتاً لاجرائها، ولكن عموماً ليس هناك خطر مرتبط بالنقل او الزرع.
بعد العملية، هل هناك اجراءات معينة يجب اتخاذها غير العلاج المناعي والمتابعة النفسية؟
هناك علاج مستمر بعد نقل الرحم، وحتّى بعد نقل الجنين. وبعد ولادة طفل أو أكثر قيصرياً حسب رغبة المرأة يتمّ ازالة الرحم الذي لا يعود هناك طائل منه. ويمكن ترك الرحم لحوالي 5 سنوات، وغير مستحبّ أن تكون الفترة أطول بسبب العلاج المناعي.
هل هناك مخطّط لاجراء عملية زرع رحم جديدة في وقت قريب؟
نعم، سيتمّ ذلك لكن ليس لدينا توقيت محدّد بعد. وهذه الاجراء فتحت آفاقاً جديدة للعديد من النساء وحققت لهنّ حلم الأمومة.
ما رأيك ؟