التنمّر من أشكال الإيذاء المباشر... فاحموا أبناءكم المراهقين

التنمّر من أشكال الإيذاء المباشر... فاحموا أبناءكم المراهقين

ذلك المراهق ينزعج من تعليقات تلك الشلة من زملائه حول قصر قامته، وحول نظاراته. تلك الفتاة تعاني من نظرة بعض زملائها في الصف إلى الكيلوغرامات الزائدة الظاهرة على بطنها وأردافها وبسبب ملابسها التي هي برأيهم "ليست على الموضة".

 

عديدة هي المواقف المماثلة التي ممكن أن يتعرّض إليها الطفل أو المراهق أو حتى الشاب في مرحلة أو أكثر من مراحل حياته، فما مدى خطورة التنمّر بين المراهقين، وكيف يمكن معالجتها وتجنّبها؟

 

ما هو التنمّر؟

 

يُعد التنمّر Bullying اليوم من أبرز المشاكل التي يعاني منها المراهقون في المدرسة أو الجامعة أو مكان السكن أو حتى من قبل بعض أفراد العائلة. والتنمّر هو شكل من أشكال الإيذاء الكلامي أو السلوكي الذي يمارسه شخص أو جماعة على فرد أو مجموعة آخرى أضعف من الأولى من ناحية معينة، ممكن أن يكون جسدياً كأن يتم الإعتداء على الأشخاص بالضرب أو التهديد، أو لفظياً حيث تقوم المجموعة الأولى بالسخرية من المجموعة الثانية والاستهزاء بسبب الشكل، الحجم أو الملابس، لون البشرة، الدين، أو الطبقة الإجتماعية أو أي موضوع آخر يكون حساساً بالنسبة إلى الشخص الذي يتعرّض إلى التنمّر.

 

مخاطر التنمّر على المراهقين

 

تشير الدراسات إلى أن التنمّر يقع في المرتبة الثانية بين أسباب الوفاة والانتحار بين المراهقين والشباب، وذلك بسبب كثافة الضغوط النفسية التي تتعرض إليها الضحية، وعدم الوعي المجتمعي إلى خطورة هذا الأكر لدرجة أن الكثير من المجتمعات ما زالت رافضة أن تعترف بمدى خطورة هذا الأمر وأن تتناقش وتتحاور لإيجاد الحلول التربوية له.

 

فضحية هذا النوع من الإعتداء تتولّد لديها مشاكل نفسية بالغة كالانعزال الإجتماعي، القلق والتوتّر الدائم، قلة الثقة بالنفس والخوف من المستقبل، كما أن الضحية ممكن أن تتعرض لمشاكل صحية بسبب اضطرابات الطعام التي يمكن أن يسببها التنمّر، فتسبب إما نقصاً أو زيادة مفرطة في الوزن، إضافة إلى التصرفات العدوانية أو الرغبة بالانتقام من الذات ما يؤدي إلى تراكم الأفكار الإنتحارية، وفي الكثير من الأحيان إلى التخلص من الحياة.

 

نصائح لتجنّب التنمّر ومواجهته

 

أولاً على الأهل أن يكونوا قريبين من ابنهم المراهق قدر الإمكان، حتى يكتشفوا إذا كان يتعرّض لهذا النوع من المشاكل المؤذية لمساعدته.

 

وفي كل الأحوال، من الضروري أن ينشأ الولد على الثقة بوالديه مما يجعله يخبرهم بصراحة ووضوح عن معاناتع التي يجب عليهم ن يأخذوها بعين الإعتبار وعد الاستخفاف بها لو مهما بدت لهم سخيفة.

 

يجب على الأهل أيضاً أن يعلموا ابنهم أن لا يلوم نفسه على الأسباب التي تدفع الآخرين إلى السخرية منه، بل أن يفهم أن الأشخاص المتنمّرين هم يعانون من مشاكل نفسية وتربوية. لذلك يجب عليه أن يكون قوياً في مواجهتهم، وأن يظهر هذه القوة ولا يمنحهم الفرصة بأن يكونوا في موقع القوة. فإذا تمكن من ضبط أعصابه وعدم الإنفعال أمام السخرية، وأن يتصرف بذكاء أكثر منهم بعدم تفاعله معهم، فهو سيكون الأقوى.

 

من المفيد أن يعمل الأهل على تقوية ثقة ابنهم بنفسه، فيساعدونه للتخلص من الأسباب التي تسبب له السخرية، فيدعمونه في الدراسة، أو يشجعونه على ممارسة الرياضة أو أي هواية تساعده على إثبات وجوده وتحقيق ذاته.

 

إقرئي المزيد عن مشاكل مرحلة المراهقة:

 

مراهق متمرّد منفعل دائماً؟ هكذا تتعاملون معه

إبنك مراهق ولا ينام كثيراً... ما هي الأسباب؟

4 مشاكل يمرّ بها كلّ الاهالي خلال مراهقة أبنائهم... اكتشفوها لتتجاوزوها بأمان!

‪ما رأيك ؟