الكثير من الأمهات لا تستطيع التعامل مع الأطفال العصبية وقد تكون الأم في بعض الأحيان سببا في زرع العصبية في الأطفال ويرجع السبب في ذلك إكساب الأطفال عادات غير محببة من الأم عن قصد أو غير قصد أو نتيجة تعامل الأم مع الأطفال بانفعال وتوتر، كما يقلد الأطفال هذه العصبية بشكل لا إرادي.
وقد يقوم الطفل بعادات أو أفعال عصبية لعدم مقدرته على التعبير بما يشعر به من توتر أو ضيق أو خوف من موقف معين أو التعبير عن حاجته لاهتمام وحنان الآخرين أو طلب المساعدة فهذه الأفعال والحركات العصبية تجعل الطفل يتغلب على الإحساس الذي ينتابه في هذه اللحظة.
القسوة الزائدة والتدليل المفرط من أسباب عصبية الطفل
وإن أسباب العصبية عند الأطفال كثيرة ومتعددة، وأغلبها يكون نفسيا نظرا للأوضاع التي تدور حول الطفل والبيئة التي يعيش فيها، ومن هذه الأسباب:
- تقليد الأطفال للكبار في عصبيتهم تقليدا عفويا لا إرادي.
- حرمان الأطفال من الإحساس بالأمان والاحتواء العاطفي.
- القسوة الزائدة أو التدليل الزائد من المربي للأطفال.
- التسلط الزائد من الآباء تجاه الأطفال والتدخل الزائد في شؤونهم.
- التوبيخ الدائم والتقليل من شأن الطفل والتقليل من مستواه العقلي والفكري.
- شعور الأطفال بالتفرقة بينهم وبين إخوانهم.
- محاولة الأطفال لتحقيق الذات ولفت أنظار الآخرين.
كيف تعالج العصبية عند الأطفال؟
يجب معرفة السبب الأساسي لهذه الحركات العصبية فقد يكون سبب عضوي يجب اللجوء للطبيب لمعالجته وإذا كان سبب عصبي فلابد من إشباع حاجات الأطفال وتقديرهم وعدم نبذهم وتجنب القسوة الزائدة والتدليل الزائد.
كما على الأهل منح الأطفال مساحة من الحرية والتعبير عن أنفسهم بلا تحجيم للحرية وترك مساحة للطفل بالإختلاط بالأصحاب من نفس العمر حتى تتننمى لدى الأطفال المهارات الإجتماعية وحب الآخرين والتعبير عن أنفسهم بحرية في غياب الأبوين.
ودور الأم كبير في حياة الأطفال فهي لا يجب أن تكون عصبية ومتوترة أمام الأطفال حتى لا يقلد الأطفال تلك الإنفعالات بشكل تلقائي.
ومن الضروري التعبير للأطفال عن مشاعر الحب تجاههم ما يعزز الشعور بالدفء والحنان لدى الأطفال كما يساعدهم على معرفة الأسلوب الصحيح للتعبير عن الحب تجاه الآخرين، وعند توجيه نقد لسلوك الطفل يجب إيصال الشعور بنبذ السلوك وليس نبذ الطفل ذاته مع مراعاة إستخدام ألفاظ غير مؤذية لشعور الطفل ، كما يجب التحلي بالصبر والتفاهم والتعامل مع الأطفال بهدوء وتقديم المساندة العاطفية للأطفال حتى يتجاوز الأطفال هذه العصبية، وذلك من خلال إظهار الإعجاب نحو سلوك الطفل الحسن واستخدام أسلوب المكافأة.
وعند قيام الطفل بأمور خاطئة يجب استخدام قاعدة العزل ولو دقائق معدودة أثناء انفعال الطفل بتغيير مكانه وعدم صرف انفعاله في أحد الأشخاص.
وعلى الأهل الإهتمام الدائم بالأطفال وإحاطتهم بالرعاية والحنان وتخصيص وقت للحوار والمناقشة مع الأطفال لتفريغ طاقاتهم، ومن واجب الأهل عدم تنفيذ الأمر الذي تعصب من أجله واشترط عليه الهدوء لتنفيذه ليعلم الطفل أن العصبية لا تأتي بنتائج مثمرة.
ومن الطرق الأساسية لمعالجة العصبية عند ولدكم، تشجيعه على المشاركة في أعمال جماعية لتنمية روح الجماعة وحب الآخرين، ومن الضروري السماح له الذهاب إلى رحلات جماعية مع أصدقائه ليتعلم تحمل المسؤولية ويتصرف بتلقائية.
اقرأوا المزيد عن هذا الموضوع من خلال موقع صحتي:
العصبية الزائدة لدى الأطفال... هل هي مرض نفسي؟
ما رأيك ؟